٤٠

31 6 0
                                    

تطلب الوصول إلى معبد أثينا الخاص بعشيرة مينديناس التحليق بهيئتى الحيوانية وعبور بوابات زمكانية مخبئة بين غمام السماء أفضت بى إلى رقعة بفضاء ممتد البصر.

جرحت باطن قائمتى الأمامية بعمق فتناثرت الدماء تطوف دون جاذبية، وشكلت رقعة بيضاوية هشة السمك كبيرة الحجم وما أن وقفت عليها ظهرت رقعة أخرى مماثلة؛ فوثبت إليها فتكونت أخرى واستمر الوضع هكذا لمائة وخمسون مرة.

كانت الرقع تمثل سلم ينتهى بالمعبد، أجهل لما تكبدت عشيرة مينديناس عناء كهذا من أجل بناء معبد سخيف! إما أنهم أغبياء أو مغيبة عقولهم بثقة حمقاء خالصة إلى أثينا التى لم تقدم أى شيء فعلى إلى بنى جنسنا عدا عن إيجادنا بالعالم.

كم كنت لأبهر وأقفز بسخف إن رأيت سابقاً ذلك الإبداع الفاتن من جدران مرمرية ونحوتات ياقوتية وعاجية ونقوشات تقسم أنها ستخرج من الحائط وتتجسد أمام عينيك حية من دقتها وجمالها الآخاذ.

الأن لم يعد هناك ما يستدعى الدهشة أو لفت الإنتباه. الخواء الذي يعشش بداخلى إلتهم أى حماس، كنجم كهل طعنه السن بسيف الضعف فإنفجر منهياً حياته وتحول لهبه الساخن المتوهج إلى سواد مطمس متجمد الحرارة.

كاى بمفردة السديم الذي يجعلنى أولد كنجم جديد مدجج بالحرارة والحماس مشعاً بحب بالحياة، وإلا فسأظل مقبرة متحركة لا يظهر منها سوى الظلام ولا ينبجس منها إلا البرودة.

ألهبت المشاعل المتفرقة بأرجاء المعبد بإستخدام قواى، نيران متجمدة أو ثلج متلظى. مظهر مثالى الجنون يتناسب مع جنون قواى المتضادة وجنون ما عشته وأعيشه وما كتبته الأقدار تالياً.

قدمت أثينا تملئ العرش الزمردى بمنتصف قاعة القرابين بعد إنهاء الطقوس وفقاً للتقاليد، وبحضورها إشتعلت صينية دائرية ضخمة بوهج بنفسجي يتموج كاللهب تبعد عن العرش بضعة أمتار.

بجانبها انتصب نمر مهيب الشكل تداعب جسده بيد والأخرى تطرق أناملها مقبض ذراع العرش بينما تناظرنى بمعالم رغم غرورها لم تخلو من الإندهاش بحقيقة خضوعى لها.

تخليت عن مظهرى الروحى واستعنت بجسدى البشري رغم أنه يتثنى لى الحديث بالهيئة الأخرى ولكن لن أدعها تجلس بجل أنوثتها تداعب حيوانها الأليف بينما أمتثل أمامها بهيئة حيوانية وأقر بأنى لا أختلف شيء عن ذلك النمر الغبى.

نبست أثينا دون التوقف عن مداعبة النمر المجنح  "أعينك تذكرنى ب 'إيلياس'؛ فرغم الفراغ المعشش بها كانت تتأجج بهم نيران التمرد. أدرك أنك لست مخلصة فى طقوسك أماليا ورغم ذلك أتيت، ألن تنحنى كتقدير لإمنانى عليك؟ "

إرتفع طرف ثغرى بإبتسامة هازئة، وبصوت ساخر أردف بينما أنحنى بسخرية واضحة  " شكراً لتواضع جلالتك والمجئ إلى أمة ناكرة عاقة مثلى."

كاتارا تو كميرا Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt