٢٦

30 7 0
                                    

رائحة دمائها غزت حواسي مجبرتاً إياى على إستخدام كامل طاقتى للنهوض عنوة من سباتى، متاجهلاً عدم إسترداد طاقتى بالكامل وإتمام شفائي.

إقتتاتى منها هذه المرة لم يكن جوعاً أو عطشاً، وإنما سداً لخانة الألم بها وإغلاق الجرح. فما سحبته منها بدلته بدماء لى من جرح شفاهى، وترك قطراتى تندمج مع خاصتها داخل الجرح.

المشاعر المعتمرة لى من خوف بفقدانها، وغضب من فعلتها، وخذلان من ضعفها، سحقت أى رغبة تخص دمائها. رغم حاجتى الماسة إليها.

إقتحمت جناح عائلة دريدياس، وبدون ترك مجال لأى حديث من قبلهم، أجهزت على رفايل بالضرب معمياً عما يدور وما يقال حولى. وأى شخص يجرأ على محاولة التدخل، يفشل بسبب إحاطتنا بهالتى.

إستدعى قوسه وسهامه بعد إتخامه بالكدمات الدامية وعجزه عن رد مثيلتها، أمسكت سهمه فتفتت وتبدد تماماً بينما أطالعه بإبتسامة ساخرة.

قبضت عنقه بغلظة مهسهساً بأذنه " ألعابكم لن تؤثر بى، فلا تحاول جاهداً كى لا يقتلك الفشل. فكر فقط... حاول أن تفكر بقول حرف واحد لعين إلى أماليا مجدداً، وحينها أقسم أنى سأبيد عائلة دريدياس عن بكرة أبيها، وأمحى أى حامل دماء لها، ولتنقذكم الأباطرة إن إستطاعت."

تحطم الجدار من إلقائي به نحوه محرراً عنقه النازفة من يدي، تاركاً بصمتى بمخالبي عليها.

إقتحمت قاعة الإجتماعات حيث كاثرين وبيريام، لا يزال الجدال قائماً بينهم بصدد أماليا وما أن رأتنى أقبلت تسعى بفاه مبتسم. حدقت بأعينها سامحاً للظلام أن يحتل مآقي فخرت أرضاً على ركبتيها بأعين وأذان وفم نازف، ومعالم متألمة لا تقوى على إخراج حرف واحد.

ومن خلفها بيريام يجثو متألماً لما حل بها وبصوت مترجى متوجع نبس بإسمى " ك..مي..را."

هجم بيريام نحوي يبغى تشتيت أعينى عنها وحمايتها من غضبى، فأطحت به بيدى دون النظر إليه. ورغم قوة إصدامه بالطاولة التى تهشمت من جسده، وضعفه بسبب ما يحل بكاثرين، كرر محاولة الهجوم نحوى. وهذه المرة حمل نية بإيذائي إن تطلب الأمر.

ونتيحه لذلك بدأت عروقه بالإسوداد وجلده أخذ يتشوه، كخطوة أولى بإحتراق دماءه إن أجهز على حقآ وخرق عهد ولاء الدماء.

بالكاد نجحت فى إزاحة عينى عنها وجمدت بيريام كى يوقف تهوره، وبجدية تحمل قسوة غير معهودة فى حديثى نحوهم حذرت كاثرين " إبقى بعيدة عن أماليا، طالما أن الوضع لا يتطلب تدخلك لحماية الحجر. ولا تأتى بذكر زهرة القمر الحمراء مرة أخرى."

عان الجحيم وعالم الخوارق من نيران غضبى بتوحش لكل الممالك المعادية لى والمتحالفة مع الأباطرة وكذلك الخونة، وكدست أرواحهم بمملكة هادس. ومجدداً لم أتقبل أن يدلف جوفى أى قطرة دماء من جبال الجثث المتراكمة حولى.

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now