١٤

30 6 2
                                    

إنكمشت على ذاتى وتقهقرت ألتصق بتاج السرير عندما أبصرت فيشنو يجلس فوق الأريكة يراقبنى بترقب وحرص.

تلاشت الفرحة التى غزت معالمه لثوانى فور إستيقاظى وحل محلها الحزن من تصرفى نحوه ونكس رأسه مبتعداً نحو أبعد رقعة بالحجرة، يكاد يخترق الجدار من شدة رغبته فى ترك فاصل بيننا يشعرنى بالأمان.

ظل على وضعه ما يقارب الساعتين دون تذمر أو غضب؛ فقررت تخطى ما حدث سابقاً وسألته عن كاثرين وبيريام فارتسم الحبور على وجهه وكذلك صوته وأعلمنى أننا وحدنا بالقصر، ويبدو أنه فهم خوفى من تصريحه فعادت الكآبة تغزو وجهه وأخفضه مجدداً نحو الأرض.

ولأن الصمت لن يفيد أى منا قررت خلق حوار يمحى الصمت المهيب العالقين به.

" فيشنو، لنضع إتفاق، لن أزعجك بقرص وعض وجنتيك وعصر خديك وأنت لا تتحول لذلك الشكل المخيف."

أومأ لى بسعادة مخبراً إياي أنه لا داعى للقلق فحتى وإن غضب وتحول كل ما على فعله النظر نحو عيناه بثبات والصراخ بإسمه. كشف لى عن ظهره فوجدت إسمى خط أسفل إسم كميرا على كتفه اليسري.

" فيشنو، لما إسمى محفور على كتفك؟ "

" لقد جعلني كميرا أتم طقوس وفاء الدماء وشربت كأس من دمك لذا أنا وفي لك بدمي ولا يمكنني إيذائك أو خيانتك وإلا فستحترق دمائي وتتفجر أعضائي بموت مؤلم بطئ."

تعجبت قيامه بشيء كهذا وبدأت بسب كاي لإجباره على فعل أمر بذاك الجنون، إلا أنه قاطعني قائلاً " كميرا ليس قاسي فنحن -الفيشناتس- أجناس كميرا الخاصه به وهو من أوجدنا لخدمته وخدمة أقرب المقربين من التابعين الأوفياء له ولا يسمح بأن نهان أو نمس بأذي وولاؤنا الأول والأخير له ولا نقدم وفاء الدماء لشخص غيره وذهلت كونه طلب مني تقديم وفاء الدماء لك رغم كوننا حكر عليه وخاصة أنا."

إستمر فى شرح علاقته بكاي ومواقفه المختلفة بحمايتهم وغيرها من المواقف التى تدل على حب كاي وتعلقه الشديد بهم، أتفهم أن الأباطرة لهم كائنات خاصة أوجدوها من أجل ذاتهم ولكن أنى لكاي قدرة كتلك؟!

" إن كان الإسم يسجل فلما كتب كميرا، أعنى لِمَ لَمْ يكتب إسمه الحقيقي؟ "

وبصوت مندهش من سؤالي أجابنى وكأنه أكثر شيء معلوم بالكون بأسره " الكميرا ليس له اسم. لقب كاتارا تو كميرا حصل عليه من زيوس، حيث لم يوافق مجمع الأباطرة على إعطائه إسم كونهم لا يرونه كائن أو مخلوق من الأساس بل يعدونه لعنة على الوجود."

أنى لشخص أن يعيش دون هوية أو اسم! القسوة فى جعله يحمل لقبه المهين والمؤذي ويكرره ويعيش به كحقيقة مسلم بها، لا يمكن أن تأتى من أشخاص أسوياء.

ظل ذهنى مشتتاً بأمره ومحاولة تخيل كم ما عاناه من ألم وصراعات ذاتيه وخارجيه، تنهد فيشنو بيأس وإستسلام وخرج بالطعام للمرة المئة اليوم دون أن ألمس منه شيء.

كاتارا تو كميرا Место, где живут истории. Откройте их для себя