البارت اﻻول

104K 2K 704
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

************************

اﻷدراك والحقيقة ، هما شيئان متشابهان ، يضعانك أمام اﻷمر الواقعي بكل قسوة ، أن تكون مدرك بأنك أحد ينتمي لهذه البﻻد وهذه القبيلة ، بعاداتها تقاليدها التي تمشي على كل صغير وكبير ، هو حقيقة مرة قاسية ، بينما عليه أن يتبع كل العادات بحذافيرها ، تلك المسمى بـ عادات وتقاليد ( ترجم البريئة إن أغتصبت ، وتغصب اﻷنثى إن أحبت ، وتخضع كل من أيعنت رؤوسهم مافوق التقاليد ) .

تنهد بطمأنينة ، يساند نفسه دوماً " ﻻ بأس يا نعمان ، أنت خلقت لتقود هذه اﻷمة ، عليك أن تكون قائداً نزيها ، في قيادتك ، ستكون مسؤول عن أمة بأكملها ، واﻷمة تحتاج قائداً قوياً وشرسا " ، كما كان يقول الجد يوسف اﻷحمدي لحفيده اﻷكبر نعمان اﻷحمدي ، أنت الكبير الذي سيكون مسؤوﻻ عن القبيلة بعد موتي ، ﻷنك اﻷفضل اﻷقوى ، واﻷهم من ذلك ذو القلب الرحيم والنزاهة التي ﻻ تقبل إﻻ بالعدل .

أنتهى من صﻻته يسلم ملتفتا يميناً ثم يسار .
:- السﻻم عليكم ورحمة الله ، السﻻم عليكم ورحمة الله .

تصلب وجهه إلى اﻷمام ، عينيه الصلبتين تنظران إلى سجادة الصﻻة أمامه ، لكن شيء ما بداخله يرتجف لدرجة اﻷنتفاضة ويخبره أن ﻻ يلتفت إلى الجهة اليمنى ، ﻷنه لمحها ، عينيه التقطت ظلها في عتمة الليل ، رآها تجلس على حافة سريره في تطرف عينه السريع أثناء إنهاءه لفريضة العشاء ، ﻻ ﻻيمكن أن يعود معها إلى نقطة الصفر ، لقد أنهى كل شيء منذ زمن ، لكن أن تأتي بكل صفاقة إلى غرفة رجل محرم عليها في منتصف الليل ، أثار جنونه ، وتلك الغريزة المتوحشة بداخله تتفاعل أكثر .

عينيه الغامقتين بظﻻم حالك ، ثبتت عليها في جلوسها الهادئ إلا من تنفسها السريع ، ألتقت أعينهما في لحظة ما ، وسرعان ما أبعد عينيه ، ﻻ تستحق ذلك ، إنها ببساطة امرأة ﻻ تناسبه ، ﻻ كتفكير وﻻ كمقومات ، أستقام من مكانه وهو يطوي سجادته ، ويضعها على الشماعة في الزاوية الحالكة والمظلمة ، وسرعان ما ألتفت إليها ليقف في منتصف الغرفة ، وصوته رغم الهدوء كان ذو بحة خشنة ، بصﻻبة وصرامة لم ترها تلك الفتاة من رجل غيره البتة .

:- ما الذي تفعلينه في غرفتي يا أبنة العم .

أرتعشت شفتيها بخوف ، رباااه كيف لشيئان متناقضان ، أن يجتمعا داخلها في شعورها إتجاهه ، كانت رغم كل عشقها له ، تخافه ، تخاف اﻷقتراب أو حتى اﻷختﻻط به ، والنقيض ألمها ، لكن اليوم أستجمعت كل شجاعتها ، وهي تعلم أنه في هذا الوقت يكون في غرفته ، لهذا تسللت إلى الغرفة بخفية ، مختبئة بجانب الباب ، وعندما رأته يقف عند سجادة صﻻته ، ويبدأ الصﻻة ، لم تبرح عينيها اﻷبتعاد عنه ، فراحت تنظر إليه مشدوهة بأنفاسة مسروقة .
:- أردت التكلم معك .

قال نعمان بصوت صارم ، بينما يده تنقبض ، في محاولة أن يكون أهدء .
:- في غرفتي ؟! ، ﻻ أعتقد أن الكﻻم شديد اﻷهمية ليجعلك تأتين إلى غرفتي بكل هذه الوقاحة التي تزداد كل يوم ، ﻷجل بعض الكﻻم .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now