البارت أربعون اﻷخير

47.5K 1.4K 1.8K
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

اسمعوا المقطع||

********************

هزت رأسها ، وتقلصت مﻻمح وجهها من شدة اﻷلم ، مما جعلها تحتضنه وتبكي بصمت ، فشد نعمان من أحتضانها حتى كاد يضعها بقلبه ، ونظر إلى النافذة عندما بدأت تتساقط اﻷمطار فجأة ، وبلحظات أصبح المطر شديد القوة ، مع أول صرخة قد أطلقتها شادن وقد حان ، المخاض ! .

الخوف واﻷرتباك داهمه ، ولوهلة بقي مكانه يحدق بها ﻻ يعلم ما عليه فعله ، لكن في اللحظة التالية ، كان قد أستقام من مكانه وعلم دون ان تتكلم بأن الوﻻدة حانت ، فهو يعرف متى ربما أكثر منها ، وقد كان ﻻ يريد لهذا الوقت أن يأتي ، ﻷنه يعلم أنها ستتعذب كثيراً ، وهو ﻻ يستطيع فعل شيء لها .

اخرج عبائتها بسرعة ووشاحها ، ثم أقترب منها وجلس قربها يلبسها ، بينما هي تتلوى وتتقلص من شدة اﻷلم ، لكنها كانت تحاول أﻻ تصدر صوتها وتطلق العنان ﻷلمها ، ألبسها وأمسك وجهها ومسح بأبهامه على وجنتها يبعد دموعها وهو يسألها بقلق .
:- هل ستتحملين ، بينما أذهب إلى السيارة لتشغيلها ، ﻻ أريد أن تتبللي تحت المطر .

هزت رأسها بإيماءة ، فأستقام نعمان ، ولم ينتبه أنه بقي بسرواله القطني وقميصه الخفيف ، وهبط إلى اﻷسفل بركض كل ثﻻث درجات يهبطهم معاً ، وخرج من البهو ولم يكن جسور جالس على الكرسي كعادته ، إذ أن اﻷمطار كانت شديدة ، لدرجة أنه بالكاد كان يستطيع الرؤية امامه ، حبات المطر كانت تسقط على اﻷرضية اﻷربيسك لساحة القصر ، وصوت أصدامها من شدته كان يسمع من الداخل ، فأتجه نعمان إلى المرآب ، ودخل إلى سيارته والمطر قد بلله بالكامل .

ضرب مقود السيارة بغضب عندما لم تعمل من المحاولة الثانية ، وعاد الكرة مرة وأثنان وثﻻثة ، حتّى عمل المحرك ، فأخرجها بسرعة وأوقفها أمام باب البهو ، ثمّ خرج يعاود الركض إلى اﻷعلى ، كان اﻷمر بالنسبة له ، محاولة إنقاذ ، فهو لم يستطع قبﻻ أن ينقذ والدته ، يريد هذهِ المرة أن يفعل ما بوسعه ﻹنقاذ محبوبته .

عندما وصل إلى الغرفة ، بوقت قياسي ، فتح الباب ووجدها قد وقفت بوسط الغرفة تدور بداخلها ببطء ، أتى إليها مسرعاً وأمسكها بذراعيه يضعها بين أحضانه وينزل لﻷسفل ، أمّا هي فقد لفت ذراعيها حول رقبته ، ووضعت وجهها عند رقبته تبكي بصمت ، مسح على ظهرها النحيل بينما يهبط الدرجات بحذر ، وقال لها بلين .
:- أنا بجانبك ، ﻻ تتخيلي أنني سأتركك .

شدت شادن من أحتضانه ، وكان ذلك رداً على كﻻمه ، ﻷنها من شدة اﻷلم لم تستطع التكلم ، حتّى  أنها بدأت ترتجف بين يديه وهي تشعر بالبرد يسري في عظامها ، رغم أنها كانت ترتدي مﻻبس سميكة من الصوف ، فنعمان كان يحرص على تدفئتها ، لكن السبب لم يكن بالمﻻبس ، بل بالشيء الذي شعرت أنه بدأ يخرج منها ، وﻷنها قرأت كتباً عن الحمل والوﻻدة توقعت أنه ماء الجنين .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now