البارت السابع عشر

41K 1.3K 495
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

**********************

كان نعمان ﻻ يعلم كيف أتته ، كيف فعلت به ذلك ، أنها ساحرة ، كل مرة تثبت له أنها ليست إﻻ ساحرة مغوية ، تسلبه لب عقله ، لكنه أدرك ، وتلك الكلمات تدق به دق دون رحمة .

نظر لها ورموشه الكثيفة تغطي تعبير غامض بداخل تلك العينين ، لقد أقسم بالله ، أنه لن يلمسها ، أقسم أنها ستبقى زوجته على الورق فقط ، زوجته على سنة الله أمام الناس ، لكن ليس فعلياً ، بعدما أهانته بتلك الطريقة وقللت منه ، لكن كيف الحال بالنسبة لروحه !! ، لجسده الذي تسللت إلى مساماته على حين غرة ، لم يكن بها عالماً أن وراء تلك المتمردة الثائرة ، أنثى على شكل كتلة من اﻷغراء .

أراد اﻷبتعاد وكأنها علمت ، فتشبثت به وصوتها يصل إلى أعماقه بطريقة تسلب اﻷنفاس ، وهي تقول له بنعومة  .
:- ﻻ تفعل ، نعمان .

أغمضت عينيها ودموعها تقف عند حنجرتها كغصة تأبى الزوال ، وهي تشعر بالذل أمام رغبتها به ، أمام تلك التفاعﻻت الكميائية التي تفاعل بها جسدها بالقرب منه ، قبضت يده على خصرها وهو يشعر بتشتت بروحه ضائعة كضياع طفل صغير والدته شنقت أمامه بدون رأفة ورحمة من أحد ، وضع جبينه على جبينها وقال بهمس خشن ويده يقبض بها على خصرها بطريقة ألمتها .
:- ﻻ السيف يفعل بي ما أنتِ فاعلة ، وﻻ لقاء عدوي مثل لقياك ، لو بات سهم من اﻷعداء في كبدي ، ما نال مني ما نالته عيناك .

همسه المعذب جعل أنفاسها ﻻهثة مضمحلة بالكاد تستطيع إخراجها ، بينما قربه يفعل بها الفعائل ، شدت أصابعها المرتعشة بنعومة غزالة على أسد متوحش ، كفريسة أمام مفترس ، كانت شادن أمام نعمان ، لكن مفترس ليس كأي مفترس ، مفترس أخذ قلبها دون أن يفعل ، سلبها عقلها دون أن يسلبها .

رفعت عينيها عسلية ﻻمعة تحت أضواء الغرفة الخافتة ، لتنظر إليه ويديها تتشبث به تشبث الطفل بالراشد ، قالت له وشفتيها تتحرك بتلك الطريقة المثلى ﻹغراءه
:- ﻻ تبتعد وتتركني ، أريدك لي أنا ، دون أي حواجز تبعدنا ، دون أي تصرفات عقيمة وكأننا غرباء ، ﻻ تعلم ما تفعله تلك التصرفات بي .

أبعد جبهته عنها ورفع كفه يمسح على وجنتها بإبهامه بطريقة جعلت انفاسها تنحشر بصدرها وهو يقول بحكمة ، رغم الجنون الذي أصابه .
:- التصرفات كانت مبنية على أسباب ، على أننا لسنا محببين لبعض ، تصرفاتي كانت ﻷنني غير راضي على هذا الزواج ، ليس ﻷنني لم أكن أريدك ، لكن ﻷنك أنت التي لم تكوني تريدينني .

قبلت صدره العاري بتهور وهي تقول بقوة .
:- أنا أريدك ، أريدك أنتَ .

راقبته يغمض عينيه بشدة ، وخط أرتسم على فكه النحيل ، قال من بين أنفاسه وهو يقرب وجهه الملتحي منها حتّى تﻻمس فكه الخشن بنعومة وجنتها.
:- أنتِ مجنونة .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now