البارت التاسع والعشرين

28.5K 1.1K 659
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

************************

راقبته وهو يتوقف عن فتح أزرار قميصه ، ويحدق بها بنظرة غريبة ، كما ... كما لو أنه يتألم! ، قال لها وصوته يميل للخشونة الشديدة .
:- أتتوقعين إن أخبرتك ، ستكونين بخير ؟ .

شعرت كما لو أنه يعتصر قلبها بيده ، مما جعلها تقترب منه بتوجس وظلمة الغرفة لم تخفي مﻻمح وجهها القلقة ، واللون ينسحب من وجنتيها حتى تصبح بيضاء شاحبة كشحوب الموتى ، وقفت أمامه وناشدته ليقول لها .
:- نعمان أرجوك أخبرني " صمتت عدة لحظات ثمّ ضغطت على فمها تمنع إرتجافته ، وعادت تقول بنبرة متوجسة " أنت تخيفني بهذه النظرة .

تنفس وكأن حمما بركانية تكمن في جوفه وتحرقه بطريقة مؤلمة ، قال لها وهو يحاول أﻻ ينظر لها ، كما لو أن رؤيتها تزيد ألمه .
:- ﻻ شيء ، ﻻ شيء ، إذهبي إلى فراشك وإن شاء الله خيراً .

بقيت واقفة منتصف الغرفة تحدق به ، وتأبى التحرك من مكانها ، ﻷنها تعلم بأن "ﻻ شيء" تعني أن هناك شيء ، ولكن لماذا ﻻ يخبرها مابه !؟ ، راقبته واقفة في مكانها وهو يخلع مﻻبسه ويغيرهم ، الصمت الذي سيطر على الغرفة إلا من حفيف تحركاته وهو يغير مﻻبسه .

عندما أرتدى مﻻبس أكثر راحة ، أقترب منها وقال لها بضيق .
:- عودي إلى فراشك .

ضغطت على فمها أكثر وشدت على يدها المحروقة ، حتّى شعرت بأن اﻷلم يصل لقلبها وهي تقول له بصوت متحشرج وعيناها تحدق بعينيه السوداء ، ورموشه الكثيفة تخفي خلفها بئر عميق من اﻷسرار .
:- نعمان يحدث معك شيء ، ﻻ تخفي عني .

أغمضت عينيها عندما شعرت بيديه تحيطها وتقربها إليه ، وضعت رأسها على صدره العريض الدافئ ، بينما أحد يديه تمسح على شعرها وتقربها إليه ، قالت بصوت مهزوز .
:- أكره عندما تخفي عني شيء يخصك ، أشعر وكأنني بعيدة عنك أميال .

أمسك وجهها بيده ورفعها حتى تقابلت عينيها الجميلة التي تجعله في العسل غارقاً بعينيه ، قال لها وصوته يلين أكثر وتبتعد تلك القسوة الفطرية في صوته كل البعد عندما قال لها .
:- أﻻ تصدقي كﻻمي ؟ ، وما أقول لك !! .

هزت رأسها ببطء أحنى رأسه ولثم جبينها بقبلة دافئة ، قبلة حب ، بينما أستنشق رائحة المسك من شعرها ، قادها إلى السرير وتمددت عليه وعينيها على نعمان ، الذي أدار ظهره ليقترب من الجهة اﻷخرى من السرير ، لكن شادن ظنت بأنه يريد تركها لوحدها فقالت من وراءه بيأس .
:- نعمان ... إلى أين تريد الذهاب ؟! .

دار حول السرير ، ليدخل من الجهة الاخرى إلى السرير ويقول لها .
:- أنا هنا عندك .

ما كاد يتمدد حتى أقتربت منه وأندست بين أحضانه ، يديه كانت مرتفعة يراقبها ببطء ورأسها يتوسد صدره ، بينما شعرها اﻷسود القصير متناثر على صدره ، فأحاطها ببطء وشد من أحتضانها أقرب إليه ، بينما عيناه تحدق في السقف بهم ، كان مهموم ومتألم ، لكنه لم يظهر ذلك لمحبوبته التي أحاطها بدفئه يحتويها .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now