البارت الثامن والثﻻثون

29.4K 1K 342
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
********************

نظرت شادن إلى شام التي كانت تقف عند باب الغرفة ، وتدور حول نفسها ، بينما يديها تكاد تمزقهم من فرط القلق والتوتر الذي أصابها ، فوقفت شادن وأقتربت منها تربت على كتفها وقالت لها تطمئنها .
:- ﻻ تقلق وتوكلي على الله ، بإذن الله سيخرج ذياب من العملية بأحسن حال .

أغمضت شام عينيها ورفعت كفيها تحيط وجهها وهي تتمتم بهمس متحشرج .
:- كله بسببي ، أنه يعاني بسببي ، لو مات سأقتل نفسي .

لم تعد شادن تعلم ما الذي تفعله !! ، وهي تشاهد أنهيار شام والتي كانت تقف بمكانها بجسدها الهزيل ، وبطنها المنتفخ ، فأحتضنتها شادن بلطف وقالت لها وهي تربت على ظهرها .
:- يا اللهي لما كل هذا البكاء !! ، ثمّ أن مرضه قدر من عند الله ، هيا تعالي أجلسي ، وﻻ تتعبي نفسك أنتِ حامل وعليكِ اﻷعتناء بنفسك وطفلك .

تركت شادن تقودها إلى أقرب مقعد في الممر الطويل المؤدي إلى غرفة العمليات ، بينما نعمان ذهب إلى اﻷسفل يوقع أوراق الدفع للعملية ، أحتوت شادن يدي شام وشدت عليهم وهي تقول لها بلين ورقة كثيراً ما كانت تتبع أسلوبها في الكﻻم .
:- هدئي من روعك ، وبدل النواح والبكاء أدعي له ان يخرجه الله سالم ، ثمّ أحمدي الله أن الورم السرطاني لم يكن خبيث ، أنظري إلى الجانب المشرق .

أرتعشت شفتي شام ورفعت عيون سوداء مترقرقة بالدموع ، وقالت بصوت مبحوح ، والحرقة في قلبها كبركان مهتاج ينثر حممه بصدرها ويكويها بنيران ﻻ تنطفئ وتزيد من ألمها .
:- إن حدث له شيء ، سأقتل نفسي .

قالت شادن بلوم .
:- بسم الله عليه و عليكِ ، إن قلت مرة أخرى هكذا بالفعل سأحزن منكِ وأخرج .

عضت شام على شفتيها ، وتحركت عينيها تحدق حولها ، لعلها تخمد النار التي شبت بداخلها ، لكن ﻻ شيء ، ﻻ شيء مطلقاً يطفئ نيران الذنب وعذاب الضمير الذي يأكلها ، لتعاود النظر إلى أبنة عمها وتقول لها بحرقة .
:- ﻻ أستطيع ، شادن أنا السبب ، لقد ... سحرته .

تﻻشى ضغط يدي شادن على يدي شام ، بينما عينيها أتسعت وشخصت أمامها ، وقع الكلمة كبير للغاية عليها ، إذ أنها عاشت حياة بعيدة جدا عن الشعوذة ، وبينما تراقب شام نظرات شادن المصدومة أكملت كﻻمها وهي تبتلع ريقها بصعوبة بالغة .
:- لقد كنتُ أحبه جداً لقد عمي بصري من حبي له ، كنتُ مراهقة أراقبه كلما أتى من المدينة للزيارة في إجازة ، لكنه بالتأكيد تعلمين ، لقد أحب أبنة النابلسي ، كانت زميلة له في الجامعة ، كان اﻷمر صعب علي جداً يحترق قلبي وأنا أراقبه يتكلم معها على الهاتف ، كنت قد سمعته بأحد المرات يقول لقسورة أنه سيتزوجها لو أضطر لترك كل شيء وذهب معها ، لقد كدت أجن ، شعرت بطعنة في قلبي ، أن يذهب وﻻ آراه .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now