البارت السابع والعشرين

32.3K 974 406
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

( بسم الله الرحمن الرحيم )

أذكروا الله 💕

**************************

أبعد الهاتف عن مرمى نظره ، وأعطى الطعام نظرة ، فقال لها وهو يأخذ المعلقة .
:- لستُ جائع ولكن من أجل تعبك .

راقبته بأنفاس ﻻهثة وهو يضع قليلاً من اﻷرز في فمه ، كان قلبها يقف في حالة سكون ﻻ تتنفس البتة فقط لتشاهد ردة فعله عن شعوره بمافي الطعام ! .

سكنت مﻻمح وجهه للحظات ، رفع عينيه عن طبق الطعام ، ونظر إليها مطوﻻ ، قالت بتوتر ملحوض .
:- هل هناك خطب بالطعام !! .

أزدرءت ريقها ، عندما قابلها صمته ، شعرت بقدميها ترتجف وفي محاولة لتثبيتهم وضعت مرفقيها ، وعادت تقول له بإضطراب .
:- ﻻبد وأن ، أعني إن كان ليس لذيذ يمكنني تبديله لك ، ها ؟ .

قال لها وهو يرفع ملعقة أخرى .
:- أنه جيد ، سلمت يداك .

أرتسمت أبتسامة على شفتيها ، كانت أبتسامة سطحية إلى درجة ودت أن تجهش باكية في مكانها ، أن تخبره بأنها وضعت له السحر مجبرة ، بأن غايتها كانت جذب قلبه وروحه إليها هي ، تخليصه من ذلك اﻷلم .

شعر ذياب بطعم غير جيد البتة في الطعام ، لكن ربما ﻷنه قسى عليها ليلة أمس ، وكل يوم أراد أن يخبرها بأن ما عملت عليه لذيذ ، فأكل القليل من الطعام ، وأبتعد بعدما حمد الله ، أخذ كأس الماء يتجرعه دفعة واحدة لعل ذلك الطعم يتﻻشى من فمه .

أستقام من مكانه ودخل إلى الغرفة ، كان عليه أن يتصل بنعمان ، إذ أنه ترك أخيه يعمل لوحده ، وعلى عاتقه أيضاً الكثير من المسئوليات ، فجلس على السرير ووضع حاسوبه الشخصي أمامه وفتحه ، دخل إلى البريد الإلكتروني يتفقد الرسائل من مساعدته ومن العمﻻء .

ضاقت عينيه على عنوان البريد الذي تم إرسال رسالة له منه ، شعر ذياب بأصبعه يفقد قواه ، كما حدث لجسده بأكمله ، بالكاد إستطاع فتح الرسالة ، وأسمها جعل أنفاسه تحشر بصدره ، حتى ضاقت وما عاد يستطيع التنفس ، كانت عينيه تمشي على الحروف ، دون أن يفهم عقله أي شيء .

" في البداية أريد أن أخبرك بأن رسالتي ، ﻻ تعني أنني أفكر في الماضي ، أو أي شيء قد يعيدنا إلى تلك النقطة التي كنا فيها قبل أن تقرر أنت اﻷبتعاد ، لقد كنت مترددة جداً في إرسال الرسالة ، ويعلم الله أنني حذفتها كثيراً ، وحاولت اﻷختصار كثيراً لتتجمع هذهِ الكلمات ، أولاً أنا أعلم أن مجيئك إلى بيت عائلتي هو قرار سفيه جداً ، وأنت بذلك لم تثبت شجاعتك ، بل جعلتني على كل لسان في ليلة زفافي .

لكن أنا أردت أن أعتذر كثيراً على ما أصابك من أخي ، وأعلم أنه قد تمادى كثيراً في ضربك ، لكن لكل شيء ثمن ، ولن أقول أن مجيئك أستحققت ثمنه ، لن أكون بتلك القسوة التي كنتها أنت في يوم من الأيام .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now