البارت السادس والثلاثين

31.6K 1K 281
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

اسفة على التأخير ، تأكدوا انه تأخري يكون خارج عن أرادتي دائماً ♥♥

********************
مسح باسل الدماء عن فمه وبصقها ، وعينيه كانت تحدق بنعمان ، صامت فقط ، لم يدافع عن موقفه مطلقاً رغم انه لم يكن يفهم ما اﻷمر برمته ، لكن لعل ضرب نعمان له يخفف من وطائة عذاب الضمير الذي يتآكله من الداخل ويسلب منه الحياة ببطء! .

كان نعمان بالكاد يسيطر على نفسه من اﻹنقاض على ذاك الحقير الخسيس ، وكلما تذكر كيف كان يحمل قميص نوم شادن بين يديه ، جن جنون نعمان وراح يمسكه من تﻻبيب قميصه ويجره في بهو القصر .

:- ما الذي يحدث هنا ؟! .

صدح صوت الشيخ يوسف اﻷحمدي من عند بوابة القصر الداخلي ، فتوقف باسل على قدميه ، وقال نعمان لجده بشيء من الضيق والغضب ﻻ يزال يسيطر عليه كلما تذكر اللحظة التي كان باسل ممسكا بقميص نوم شادن وينظر إليه! .
:- ﻻ شيء يا جدي ، لقد تشاجرنا .

عبس الشيخ يوسف ، وضرب بعكازه على اﻷرض وهو يقول مشيراً لهما .
:- اﻷثنين ورائي ، إلى المجلس .

مشى باسل ، بينما نعمان حدج موسى بنظرة غاضبة عندما كان ﻻ يزال يكبل يديه ، فقال موسى .
:- ما بك ، ﻻ أريد أن تكسر عضامه !! .

بإمتعاض أجابه نعمان .
:- ما رأيك أن أكسر عظامك أنت ؟! .

أبتسم موسى وهو يرفع يديه لﻷعلى بعيداً عن ذراعي نعمان ، فمشى نعمان بغضب ، ومشى إلى الداخل ، وعينيه ألتقطت هيئتها وهي تقف عند باب المجلس الداخلي ، تحدق به صامتة وخلف القناع الجامد الذي وضعته على وجهها ، لم يستطع التكهن بتعبيراتها ، زادت وتيرة أنفاسه بحدة ، وكاد ينقض على باسل لكنه تمالك نفسه إحتراما لعمه وجده ، وأكمل طريقه بوجه مظلم عابس .

دخل نعمان إلى المجلس ، ووجد جده قد وقف في منتصف المجلس ، وعمه إسﻻم وقف بجانبه ، وذلك اﻷرعن كان يقف فأقترب نعمان اﻵخر يقف أمام جده .

قال الشيخ يوسف بخشونة شديدة ، والتجاعيد أزدادت بين حاجبيه .
:- أخبراني ما الذي يحدث ؟ ، ما هذا الهراء الذي تتصرفان به .

عندما لم يجب أي منهما ، قال الشيخ .
:- أخبرني أنت أوﻻ .

أشار الشيخ يوسف بعكازه إلى باسل ، فرفع باسل رأسه ، ومسح الدماء عن فمه وأنفه بيده وأجاب جده قائلاً .
:- ﻻ أعلم ، لم أشعر إﻻ به يمسكني من تﻻبيب قميصي ويلكمني على وجهي برعونة ، لم يعطني وهلة لأفهم السبب حتّى ! .

هز الشيخ يوسف رأسه ، ونظر إلى نعمان ، ليقول له بضيق .
:- قل ما عندك .

كان نعمان يشعر بنيران تتأجأج بداخله ، ليلكم باسل حتّى يفقده صوابه ، وقرر فعل ذلك بعدما يخرجون من عند الشيخ يوسف ، فهو مذ قليل كان قد قرر أﻻ يقول الحقيقة ، ﻷنه يريد إشفاء غليله بنفسه ، وﻻ يريد إظهار رعونة وسفالة باسل أمام جده ، مما جعله يضغط على أسنانه بقوة ويقول بإقتضاب .
:- بشأن المعمل .

وتسألينني...ما الحب؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن