البارت الخامس والثلاثين

32.9K 1.1K 361
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

ﻻ تنسوا ذكر الله {ﻻ إله إﻻ أنت سبحانك اني كنت من الظالمين} .

***********************

قال نعمان بعينين ضيقات .
:- وماذا قلت لها ؟ .

تنهد الشيخ يوسف بينما يده المليئة بالتجاعيد ، ضغطت على عكازه .
:- قلت لها ، أننا نحن من نناقش هذا اﻷمر ، والنساء ﻻ تتدخل في هذهِ المواضيع .

عندما سمع نعمان هذا الكﻻم من جده ، شعر وكأن صخرة تم دفعها من فوق كاهله ، ﻷنه يعلم كم أن هتان مهمة جداً بالنسبة لجده ، بل وأنه ﻻ يرفض لها طلب ، لهذا كان يجب على نعمان أن يوقفها قبل أن تقنع جده ، فهو يرى أنها ليست بوعيها ، ولن يسمح لها أن تضحي بمستقبلها ، في سبيل بقاء أفراد العائلة آمنين .

عمه إسﻻم ، قال له برفق .
:- بني أنت لم تتعافى جيداً من إصابتك .. أرتح قليلاً ، وصدقني هذهِ الحياة تنتهي والعمل ﻻ ينتهي .

هز نعمان رأسه بإيماءة لعمه ، وقال له بينما وقف بمكانه بتململ .
:- والعمل ﻻ ينتظر أحد إن لم ألحق به .

كان الشيخ يوسف يعلم بأن حفيده قد تحمل المسؤولية من عمر صغير ، وﻻ زال يفعل ، لكن الشيه يوسف ﻻزال يرى أن نعمان الوحيد القادر على تحمل ضغط العمل والمسؤوليات ويستطيع اﻷطمئنان أن ما سلمه له بأيدي أمينة .

خرج نعمان من المجلس ، ومشى في الممر وعينيه السوداء ذات الرموش الكثيفة شاردتان ، وحاجبيه السميكين اﻷسودين معقودين ، بينما فمه قد أطبق بقوة ، وما يفكر به جعله يقبض أصابع يديه في جيوب سترته الجلدية السوداء ، كان يفكر بأنه لو حدث ، وكانت أحد بنات اﻷحمدي عند أعدائهم ، لو حدث وأصبحت أبنة عمه هتان ، زوجة لعمر النابلسي ، لربما نعمان عندها سيقطع رؤوسهم التي أينعت .

أتجه نعمان إلى اﻷسفل ولم يذهب إلى غرفته ، رغم أنه ظمأ لعناق غزالته ، لكن قلقه على أخيه ، جعله ينزل الدرجات متجهاً إلى حديقة القصر ، وخرج من الباب الخلفي للقصر ، ليكمل طريقه إلى الجلسة التي أجتمع بها أوﻻد عمومته جميعهم ، إذ أن أصواتهم قد وصلت لداخل القصر ، وصوت ضحكاتهم .

نظر نعمان إليهم ، وقد كان هناك قسورة وذياب ، باسل وموسى ، وحتّى كنعان كان يجلس معهم ، كان المساء قد بدأ يحل ، واﻷجواء الربيعية كانت محببة للجلوس خارجاً ، فأكمل نعمان طريقه بإتجاه الجلسة العربية التي توسطت الحديقة ذات العشب اﻷخضر ، وأشجار الزيتون على يمينهم ، وعلى يسار أسوار القصر كان هناك اﻷسطبل الذي يحوي عدة أحصنة كان قد أقتناها الشيخ يوسف منذ سنين قليلة .

وقف نعمان عند جلستهم وتمتم ، بينما يقف بطوله الشاسع ويده يضعها في جيب بنطاله ، بينما سترته الجلدية السوداء لم تخفي عرض منكبيه ، وعضﻻت صدره في كنزته البيضاء الخفيفة ، وشعره اﻷسود الناعم كان مصفف إلى الخلف ، كان نعمان وسيما ، وكأنه بالفعل غجري ، وسيما ليس بطريقة عادية ، وإنما بطريقة وحشية ، كمﻻمح وجهه المتجهمة بفمه المطبق وحاجبيه المعقودين ولحيته السوداء .
:- السﻻم عليكم .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now