البارت الخامس

38.9K 1.2K 373
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

*******************

:- أنت يا يوسف بما أنك أتيت من الخارج فسأدعك تختار من تريد من بنات عمومتك بعكس باقي أقرانك ، أما أنت يا شادن ، أيضاً سأعطيك حريتك باﻷختيار واحد من أوﻻد عمومتك .

أستقامت شادن من مكانها ، وقد أنسحب اللون من وجهها وشحبت فجأة بعد كﻻم جدها ، لتقول بصدمة .
:- ماذا تقول !!! ، أختار من أبناء عمومتي ؟!! .

قال جدها بحدة وهو يضرب بعصاه على اﻷرض .
:- أجلسي بمكانك ودعيني أكمل حديثي .

كانت تهز رأسها يميناً وشماﻻ بغير تصديق ، لم تمهله ثانية أخرى للكﻻم ، بل خطت إلى خارج المجلس ، ومازالت مﻻمحها مصدومة ، يريدها أن تتزوج ممن يريد هو ؟!! ، يريد فعلها مرة أخرى وأجبارها ، كما حاول مع والدها !! ، هل هو مجنون ؟!! ، أنها شادن ، شادن اﻷحمدي لديها من جيناته ، التي ﻻ تقبل الخضوع ، هل يستهزء بها ويريد جعلها محط سخرية بين تلك النساء المتوحشات بداخل القصر ؟!! .

كانت شادن تمر عبر الممرات ، وعينيها يحتقنان بحمرة قانية ، من شدة التأثر ، ربااااه أي أنسان ذلك الرجل ، مما خلق وما هي طينته التي صنع منها ؟!! ، وصلت لبهو القصر ، وﻷن اﻷجواء كانت مظلمة ، لم تنتبه للشخص الذي كان يمشي بأتجاهها ، إﻻ حين أصطدمت به ، تآوهت غاضبة .
:- آآآه ، تبا لك يا أحمق ، هل أنت أعمى حتى ﻻ ترى أمامك .

خرج صوته من العدم ، والظلمة قد أزعجتها إذ أنها لم ترى غير الضوء الخفيف الصادر من المدخل ، وهذا الجدار الذي يقف أمامها حجب بعض الضوء .
:- هل يمكنك إخفاض صوتك ﻷنني أسمع ولست أصم ، ثمّ أنك من أتى وضرب بي ، ﻷنني أنا أحفظ الطريق عن ظهر قلب .

هتفت بحدة وهي على وتيرة البكاء عند تردد كﻻم جدها في عقلها .
:- تبا ، تبا لكم جميعاً ، أنتم ظالمون جميعاً ، ذلك الرجل أحضرنا هنا حتى يوقعني مع أحد أحفاده الرجعيين ، لكنه ﻻ يعرف شادن تبا لكم .

مشت مسرعة وتركته يقف وراها مشدوها ، بمن كانت تلك الفتاة ذات اللسان السليط ؟!! ، عندما وقفت عند البهو وأثناء جريها السريع على ما يبدو قد سقط وشاحها ، فبدأ شعرها كعاصفة سوداء ، يتطاير بخصﻻته الملساء ، تريد أن تهدء فقط ، حتى ﻻ تذهب إلى والدها غاضبة وتشتمه هو الآخر ، ﻷنها عندما تغضب تصبح شخص حتى هي ﻻ تعرف نفسها .

راحت تمشي إلى الحديقة الخلفية وأرتاحت عندما لم تجد أحداً هناك ، حسناً مهما كانت مكانتها لدى والدها إﻻ أنه عندما يقرر شيء سيفعله ، فكيف بذلك ، كيف تستطيع أقناعه ، وجدها الطاغية يحاول تزويجها وربطها كأحد الحيوانات بداخل القصر .

رن هاتفها ، رنينه أجفلها ، سحبته من جيب بنطالها ، ومن غير إيهاب يتصل عليها ، أخذت نفساً عميقاً ، وفتحت الخط ووضعته على أذنها ، سمعته يقول لها بصوت هامس .
:- أسمعيني فقط صوتك ، انا مشتااااق حد الظمأ .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now