البارت الرابع

38.1K 1.2K 365
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

***********************

رفعت شادن رأسها ونظرت إلى الباب الخشبي الذي أصدر صوت وقد ظهر من خلفه فتاة ، متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص القدمين ، وفقط وجهها ويديها ظاهرين ، كانت فتاة سمراء ذات وجه نحيل منحوت ، وطول يوازي شادن طوﻻ وقد ظنت بأن ﻻ يمكن تواجد فتاة بطولها الفارع . 

انها تعترف بأن هذه الفتاة المتشحة باﻷسود جميلة للغاية وﻻ يمكن ﻷحد نكران جمالها ، وجمالها ﻻ يعني فقط مﻻمح وجهها ، بل جاذبية ربما بنظرة عينيها التي أستقرت على مكان شادن وهي تقترب بمشية متناسقة كمشي عارضة ازياء .

وقفت أمامهن بأبتسامة هادئة ، عبرت عن أستقبالها للضيفات ، فقالت بتحية تقديرية .
:- السﻻم عليكم ورحمة الله .

رددن السﻻم سوياً ولكن مهيرة من وقفت أوﻻ ، وشادن لم تكن تريد الوقوف حتى تتأكد من هوية الفتاة ذات المﻻمح المليحة ، ﻻ تعلم ان كان يجب عليها التعامل بشكل ﻻئق مع جميع ساكنين هذا القصر الفرعوني ؟! ، هل تحسبهم سواسية مع جدها ؟ ، هذا نافكرت به وهي تنظر إلى مهيرة التي صافحتها بحرارة وكأنها تعرفها منذُ دهور ، مما جعل شادن تتحرك في مقعدها بغير راحة وفكها يتصلب بشدة ، كانت لديها فطنة قوية تتعرف ﻷي شخص ان كان جيداً أم ﻻ ، لكن هذه الفتاة ، بدت كيف توصفها ؟ ، ليست ودودة حد التصنع والتملق ، وليست متشدقة وغير مرحبة ، بل تتوازة بين اﻷثنين واﻷكثر هو ترحابها لهن ، مما جعل شادن تقف عندما الفتاة قابلتها بقامتها الموازية لقامة شادن .

ولكن ربما ﻷن شادن كانت ذات رقبة طويلة بمنحنيات بدت أطول من التي تقف امامها ، قالت بصوت منغم بدى طبيعياً دون محاولة لتبدو ودودة أمام ذات الخمار اﻷسود .
:- أظن علي أن أعرفك عن نفسي ، طالما غاية الجد من حضورنا ، هي ليتعرف الجميع علينا .

هل هي لم تفهم اللؤم بصوت شادن ؟! ، إذ ان ابتسامتها ازدادت أتساعا ، مما جعل شادن ترفع حاجب رفيع أسود وفكها العاجي يزداد صلبة ، أجابت الفتاة بود .
:- أهﻻ بك يا أبنة العم ، أنا أسمي هتان ، أكون أبنة عمك محمد .

بدت أقل ترحاب وهي تجيبها بفظاظة .
:- أوه ، أهﻻ بك ، ولكن أﻻ تعتقدين أن من الصواب التعرف على اﻷب وبعدها على اﻷبناء ؟ .

لمحة حزن عبرت العيون السوداء وسرعان ما أختفت وهي تجيب سؤال شادن الفظ بسﻻسة كﻻمها ولطافته .
:- أبي متوفي منذُ ثﻻث سنوات .

لم يبدو على وجه شادن المنحوت بجمال خﻻب ، أي تأثر على كﻻم الفتاة ، بل أزداد كﻻمها فظاظة ولقطات بكاء والدها تجلدها بسياط ، لتقول بخشونة .
:- أممم ، جدك ينوي التخليد بينما أبنائه يغادرون هذه الحياة .

قالت هتان بتجهم من فظاظة هذهِ المرأة العاجية .
:- ﻻ أسمح لك بالتكلم عن جدي بهذا اﻷسلوب ، مهما حدث مع عمي وجدي فهذا أمر يخصهما ونحن ﻻ دخل لنا في مواضيع الكبار ، وبخصوص التخليد أعتقد ان اﻷعمار بيد الله ، لو كانت بيد جدي ﻷعطى عمره ﻷبنائه .

وتسألينني...ما الحب؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن