البارت الرابع عشر

34.9K 1.1K 454
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

*****************

رفع رأسه وقال بصوت بطيء جعلها تتقزز .
:- لم أحتمل فأنا أشتهي الخمر بقدر أشتهائي لك أيتها السافلة .

بدت هتان شاحبة كاﻷموات من اﻷفكار التي بدأت تراودها ، ماذا لو أنقض عليها كالوحش اﻷن ؟! ، هي مهما كانت لن تستطيع إيقافه عما يريد فعله ، تعلم بأنها لن تستطيع ذلك ، ولكن رغم الرهبة التي سارت عبر جسدها الرشيق والقوي في الوقت ذاته ، لكنها تكلمت كما لو أنها ﻻ تبالي له .
:- أحترم نفسك يا كنعان ، فأنا لن أعود كما كنت سابقاً وأصمت على أفعالك القذرة بي ، بل سأقول لنعمان وعندها فقط لك حرية التخيل بما سيفعله بك .

تشدق كنعان بينما يبتسم ببﻻهة .
:- هه ذلك اللقيط ، يظن نفسه كل شيء ، هو.... هو حتّى بسعر حذائي ، ﻻ حذائي أعلى سعراً منه ، لقيط أبن عاهرة غجرية ... وجدها عمك ومارس الرذيلة معها .... و

ضحك ببشاعة وهو يستأنف حديثه قائلاً .
:- وأنجبت أبن غير شرعي ، الجميع يقول نعمان العظيم .. بﻻ بﻻ بﻻ .... وهم ﻻ يعرفون أنه عاهر حقير أبن عاهرة .

:- كل يرى الناس بعين طبعه .

أكتفت بذلك القول وهي تراقبه يشتم نعمان وبشرته البيضاء تحمر بشدة أثر الخمر الذي أحتساه بكثرة هذهِ الليلة ، ليقاوم امرأته ، ليحاول نسيان أنها بالقرب منه وﻻ يستطيع لمسها ، نيران جهنم تستعر كلها بداخل جسده والذكرى لهتان بجسدها الممشوق بشرتها السمراء اللامعة التي تدعوه للتأمل تجعل كل أنش بجسده يرتفع بالحرارة وكأنه سينفجر بلحظة ما ..

ألتفتت هتان وتركت كوب القهوة فوق رخامة المطبخ قبل أن تكمل طريقها إلى غرفتها ، شعرت وكأن اﻷكسجين قد نفذ من الكون بأكمله عندما شعرت به ورائها وأنفاسه اللاهثة قريبة منها وأحدى يديه وضعها على مقبض الباب يمنعها من الدخول ، قال لها بصوت مخنوق بالعاطفة، أثار حفيظتها .
:- أرجوك هتان ، أشتاق إليكِ حد اﻷلم ، ﻻ تفعلي بي ذلك ، أنا أتوسلك أن ترأفي بي ، أشعر كما لو أن روحي تنسحب من جسدي عندما ﻻ تكونين بجانبي .

عندما أستدارت بجسدها إليه لفحتها رائحة الخمر من أنفاسه ، رائحة تزكم اﻷنوف بطريقة جعلتها تشيح برأسها تقزز وهي تقول دون رأفة لتوسﻻته .
:- لو توسلت من اﻷن لبعد مائة سنة قادمة ، لن أغفر لك على ما فعلته ، لن اسامحك ، وما يحدث معك هو عدالة من الله ، ﻷنني أشتاق لرؤية أبني الذي قتلته قبل أن يتكون بداخلي ، كأشتياقك أنتَ .

أبعدت يده عن مقبض الباب ودخلت إلى الغرفة مغلقة الباب في وجهه ، فوضع رأسه على الباب بتحسر ، ومفعول الخمر يسيطر على روحه ، حين أحتساه الكأس وراء الأخرى كان ظنه بأنه سينسى ألمه قليلاً ، لكت اﻷلم أزداد أضعافا ليعذب روحه .

قال لها بهمس متألم .
:- ألن تغفري !! ، روحي تتألم بشدة فأغفري لي ذنبي يا حبيبة قلبي .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now