البارت الثامن

33.3K 1K 347
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

*********************

بدأ الشيخ يقرأ وأخبر نعمان يردد ورائه ، بعدما جلس والدها بجانب الشيخ ، أخبرهم الشيخ أن يضع كل من نعمان ووالدها يديهما فوق البعض ، ووضع هو الآخر يده وبدأ يردد كلمات وطلب من كل واحد إعادتها على حدى .

شادن كانت ترى مراسم دفنها ، وليست مراسم زواجها من أبن عمها ، كان الشاهد على زواجهم ، أبن عمها موسى ، عندما أنتهى كل شيء ، وأصبحت شادن نعمان اﻷحمدي ، زوجة نعمان اﻷحمدي ، أنتهى كل شيء تمنته ، كل شيء حلمت به تحطم في لحظة أعلن الشيخ أنها أصبحت متزوجة من نعمان وعلى ذمته .

بالكاد أستطاعت سماع همهماتهم بالمباركات والتهاني ، هناك طنين صاخب بداخلها ﻻ يتوقف عن أصدار تلك اﻷصوات ، مما جعلها تضع كفيها على آذانها وهي تهتف .
:- يكفيييي ، أصمتوا ، كفى .

شعرت بقبضة قوية أمسكت ذراعها ، لم تخرج مما هي فيه إﻻ عندما سحبها خارج الغرفة وأغلق الباب ، فرفعت رأسها تريد أن تشفي غليلها وتصرخ ، أن تخبرهم بأنهم قتلوها في هذا الزواج إن كانوا ﻻ يعلمون ، لكن عيون نعمان التي حدجتها ، جعلتها تبتلع كلماتها بينما يقول هو من بين أسنانه .
:- هل أنت مجنونة على تلك الحركات ؟!! ، أصرخي مرة أخرى بهذا الصوت وسأضمن لك أنه سيكون اﻷخير في حياتك كلها بعدما أقطع حبالك الصوتية .

حاولت تحرر يدها من قبضته لكنه كان يزداد أكثر أصراراً وشعرت أن الدم قد توقف عن التدفق إلى ذراعها لدرجة التخدر ، زمت شفتيها بغضب وهتفت أمام وجهه بشراسة .
:- أتركني أيها الحقير السفاح ، أتوقع منك كل شيء ، أرعن .

ترك يدها وقبل أن تذهب متجهة إلى الدرجات قال لها وهو يحدق لظهرها المقابل له .
:- صدقيني بأفعالك هذهِ لن تؤذي غير نفسك ، اﻷن لن يتغير شيء فأنت زوجتي ، وأنفعاﻻتك لن تغير حقيقة أنك زوجتي .

بكت وهي تقول بصوت مبحوح .
:- ولن تتغير حقيقة أنني أكرهكم جميعاً ، فأنتم ظالمون .

صعدت الدرجات إلى اﻷعلى والدموع تسكب من عينيها ، فلم تشعر عندما أصطدمت بأحد ، رفعت رأسها وعينيها المغشية رأت صورة لمياء تتراقص أمامها بغير وضوح ، فزفرت بقوة ، هي غير قادرة البتة على مواجهة أحد أخر على اﻷطﻻق ، وخاصة هذهِ الغبية ، ستبدأ بالتوعد ﻷنهم أخذوا منها لعبتها الخاصة "نعمان" ، لو كانت شادن بوضع أخر لضحكت بملئ شدقها ، لكن اﻷن تود أن تصفع كل من يناقشها بكلمة ، خاصة منذ لحظات عندما أمسك ذراعها ذلك الجلف ودت لو صفعته على وجهه الغاضب دوماً .

:- أوه ، هل تبكين ، كدت أصدق أنك غير سعيدة بهذا الزواج .

سخريتها اللاذعة جعلت شادن ترفع رأسها بغطرسة رغم أن الدموع غير أهلة لجعلها تبدو قاسية وغير قابلة للكسر ، لكنها فعلت وقالت شامتة مع أبتسامة واسعة على شفتيها الناعمة .
:- أﻻ يستحق اﻷمر برأيك يا لمياء ؟! ، أن أتظاهر ﻷحصل على ما أردته أنتِ وبقوة .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now