البارت الخامس والعشرين

34.5K 1.1K 421
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

أذكروا الله كثيراً ♥

*********************

جلس عبد الحكيم على طرف السرير ، وأخرج القطن والمعقم وبدأ يعقم جروح ذياب ، بينما نعمان جالس على اﻷريكة وعينيه تحدق أمامه بشراسة ، يفكر بما حدث بما يحدث ، وبما قد يحدث ، إذا كان ذياب من ذهب إلى النابلسي وهم من فعلوا به ذلك .

رفع نعمان رأسه لعبد الحكيم الذي قال وهو يضع أدواته في حقيبته .
:- لقد حقنته بالمسكن ، ولن يستيقظ إﻻ بعد ساعتين بالكثير ، لديه رضوض قوية في وجهه ، ولكن الحمد لله ﻻ يوجد كسور وما شابه ، ولكن للتأكد من سﻻمته ، سنصور له أشعة لرأسه ونرى بعدها إن كان بخير أم أن هناك كسور في وجهه .

وقف نعمان من مكانه وأقترب من عبد الحكيم بينما يخرج من محفظته مال وهو يقول .
:- شكراً لك دكتور عبد الحكيم ، ان شاء الله يأتي غداً إليك وتصوره باﻷشعة .

خرج عبد الحكيم ، ورافقه نعمان إلى الخارج ، وعندما غادر ، أوقفه جسور عند ساحة القصر الخارجية ، بينما يحمل في يده أشرطة تسجيل .
:- لقد رأيت السيارة التي وقفت أمام القصر ورمت السيد ذياب ، وقد سجلت نمرتها ، هل تريد مني البحث عنها شيخ نعمان .

عينا نعمان كانت إلى اﻷضاءة البعيدة ، حيث أحتفاﻻت النابلسي ، واﻷعيرة النارية التي لم تهدء أبداً منذ بداية المساء إلى منتصفه ، اومأ نعمان لجسور وأكمل طريقه للداخل كما لو أنه لم يعد يمتلك طاقة للكﻻم .

كانت إضاءة القصر خافتة ، إذ أن اﻷضواء الوحيدة هي ضوء القمر الذي يدخل من النوافذ الزجاجية الضخمة في كل مكان من القصر ، مشى نعمان بخطواته الواسعة في بهو القصر الهادئ متجه إلى الغرفة التي وضع بها ذياب ، لكن أقدامه توقفت في منتصف الطريق ، وعينيه السوداء الصقرية ، تلمح أطﻻلها ، فرفع عينيه بالتدريج على عبائتها السوداء الفضفاضة على جسدها النحيل الجميل ، ثم إلى اﻷعلى بوشاحها الذي يخفي خصﻻت تنافس الليل بسوادها .

نبض قلبه بشدة عندما نظر إلى وجهها ، اﻷن فقط أكتشف كم يحب شادن ، غزالته البرية ، غزالته التي ﻻ تخشى قانون وﻻ حتى أحد ، أنها تحب أختراق الممنوعات ، وهذا ما جعل قلبه ينبض لشخصيتها الفريدة من نوعها ، لقلبها الرقيق بعكس بريتها الظاهرة على وجهها .

صوتها وصل إليه وهي تقول بصوت متشدد .
:- لقد .. خشيت أن يكون حدث أمر سيء ، ﻻ سمح الله .

خطى إلى اﻷمام وعينيه ﻻ تفارق عينيها ، كانت هي عند نهاية الدرج ، وعندما وقف أمامها على اﻷرض أصبح طولهما متوازي ، سألها نعمان ووجهه المليح الملتحي شديد الجدية .
:- خشيتي !؟ .

كانت تشد على أكمام العباءة بيدها وهي تقول بضيق.
:- شيء كهذا ، بالنهاية أنا أنسانة كما تعلم .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now