البارت الثاني والعشرون

30.8K 1K 611
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

" اذكروا الله كثيراً "
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

*********************

ومع حديثهما أنفتح باب المجلس الكبير ، دون إستأذان وهذا كان غريباً على الشيخ يوسف ، فأخذت أنظاره التي لم تخفف من وطأة حدتها السنوات التي مرت عليهما ، وهو يرمي سلاماً على داخل الدار ، الذي ﻻ يعرف اﻷصل والفصل ، فقال بصوت جهوري ترددت نوتاته في المجلس يرهب النفوس .

:- أخرج من المجلس ... وأطرق الباب .

أطبق كنعان على فمه بقوة مطرقا برأسه إلى اﻷسفل ، عينيه حدجت هتان في مكانها حيث تجلس بجانب جدها بتعالي كما كانت اول مرة يذكرها حين أختارته هو دون أبناء عمومته ، ألتفت على عقبيه وخرج من المجلس ، ليقف أمام الباب المفتوح لمنتصفه ، وعيونه تحدق أمامه دون أن يتجرأ ويرفعها إلى عيون الشيخ يوسف اﻷحمدي ، فطرق الباب طرقات متتالية وهو يقول بإقتضاب .
:- هل يمكنني الدخول .

:- أدخل .

رد جده بنبرة لم تتغير ، فدخل كنعان وعيونه الخضراء تلمع بشدة ، عيون غاضبة على تلك المرأة التي أحبها وباتت اليوم وبعد كل اﻷنتقام الذي أراده ورأه في وجه جده الذي خذل وأنحنى ظهره ، بينما زادت التجاعيد على وجهه ، وكأن المعادلة التي خطط لها أنقلبت ضدّه ، وكأنها من أنتقم منه ، وتركته ذليﻻ يتوسل حبها دون أن تعطيه فتات .

دخل كنعان ووقف أمام جده دون أن يبرح في الجلوس على المقاعد المتراصة ببذخ واضح حول الشيخ يوسف اﻷحمدي ، قال كنعان بضيق قد ظهر على نبرته .
:- أنا معني في هذهِ المسألة ، فﻻ أعتقد أن من اﻷنصاف إبعادي كل البعد عن التكلم ، عن شرح موقفي ، فإن من العدل يا جدي أن ....

ضرب الشيخ يوسف بعصاه على اﻷرضية المزخرفة باﻷربيسك ، وهو يقول .
:- أنا لست جدك أيها السفيه ، لستُ جد من يتهاون في عرضه ، فﻻ تقل جدي .

ضغط كنعان على كفيه وأطبق فمه ، بينما هتان فغرت فاهها وهي تحدق بجدها وترمش عدة مرات ، كان من النادر أن يغضب جدها ، فرأت اﻷن كيف أنعقد حاجبيه اﻷبيضين ، وباتت عيناه كبركتين من النيران .

قال الشيخ يوسف بأمر ﻻ نقاش فيه .
:- أبنة عمك تريد الطﻻق ، فطلقها .

أضطربت أنفاس كنعان ، وحاول إستجداء جده ، ليرق قليلاً إلى حاله ، لكن قلب هتان لم يرق ، فكيف يفعل جده .
:- كانت المدة المتفقة ثﻻثة شهور يا شيخ ، وﻻ زلنا لم نتخطى الشهر .

كان كنعان ينظر إلى هتان كلما تكلم ، ورغم ما تفعله إﻻ أنه ﻻ يستطيع كرهها أن يمقتها ويزدريها ، بل أزداد إنجذابا إليها ، قال الجد بصوت جليدي .
:- عندما تريد حفيدتي تغيير الموعد فلها ذلك ، وما عليك إﻻ الصمت ، وما عليك إﻻ القبول  .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now