البارت الثاني والثﻻثون

30K 1K 375
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

( سبحان الله العظيم رب العرش العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم )

******************

وأثناء نزوله على الدرج صادف هتان ، كما لو أنه لم يتوقع رؤيتها ، إذ أن عينيه الخضراوين بقيا عليها لثوان فقط ، ثمّ سرعان ما أشاح بعينيه بعيداً ، وقال لها رغم أن نظرتها التي وجهتها إليه مسته بالصميم .
:- السﻻم عليكِ يا أبنة العم .

قالت هتان وقد توقف بمكانها .
:- وعليك السﻻم .

بقيت هتان في مكانها ، وكنعان كما لو أن هناك كﻻم كثير في جوفه ، حيث لم يخطو أكثر ، بينما عينيه إلى اﻷسفل ﻻ يرفعها إلى هتان ، بدى مرتبك للغاية وهو يقول لها وصوته متردد .
:- أأ ... ك.كيف حالك ؟ .

:- الحمدلله ، وأنت كيف حالك ؟ .

ضاقت أنفاس كنعان وبالكاد إستطاع إبتﻻع ريقه حيث الغصة أحكمت في حلقه ، وقال لها بنبرة مبهمة حيث ما علمت كيف تحدد حالته .
:- مازلت على قيد الحياة .

اللحظات كانت بالنسبة لكنعان تتطلب جهد كبير في محاولة منه ﻷن يبدو طبيعياً أمامها ، ولعن نفسه مائة مرة ﻹختياره "مازلت على قيد الحياة" بدل "بخير" والتي ستكون مختصرة ﻻ تعبر عن ما بداخله ، الشيء الذي يخفيه عن العالم أجمع .

:- أعذريني ... أنا في عجلة من أمري .

نزل كنعان الدرجات بخطوات واسعة يمر من جانبها دون النظر إليها ، فقالت هتان بسرعة .
:- كنعان أنا أعتذر .

راقبت هتان كيف كتفيه تصلبا ، وتشنج بالكامل بينما قميصه اﻷسود يضيق على جسده العضلي ، وبشرته البيضاء تحمر وهو يقول دون ان يلتفت إليها .
:- على ماذا تعتذرين ؟ .

رمشت هتان بعينيها وهي تقول بصوتها الصلب رغم إنكساره .
:- ﻷنني سببت لك مشاكل كبيرة جداً بينك وبين جدي بكذبتي .

قال كنعان بصوت أجوف .
:- إنها الحقيقة يا أبنة العم ، رغم أختﻻفها ... وأنا الذي يجب علي تقديم اﻷعتذار لك ، رغم يقيني أنها أخطاء ﻻ تغتفر .

:- أنا سامحتك ... وليسامحك الله .

رأت حين اومأ برأسه ، وأكمل طريقه يقطع بهو القصر بخطوات واسعة وكأنه ﻻ يطيق صبراً في الخروج من المكان ، لكنها ﻻ تعلم أن القلب يغدر صاحبه ، فيحن لما وعد أن ﻻ يحن له .

خرج كنعان وصعد في سيارة صديقه التي أستعارها منه ، بعدما أخذ منه جده كل شيء ، ثم قاد السيارة على الطرقات وأحد يديه يقبضها أمام فمه ، بينما أعينه الخضراء بدت شديدة الحزن ، مسح كنعان عينيه سريعاً وقال لنفسه .
:- ﻻ تعود لنقطة الصفر يا كنعان ﻻ تعود ، هي عثرة وقد عبرتها واﻷن كل مشى في طريقه ، يكفي .. يكفي حبك ال... أحمق ! .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now