البارت الثالث عشر

32.6K 1K 359
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

**************************

أستدارت إلى السرير للنوم فقد تعبت اليوم كثيراً ، رفعت رأسها مجدداً عندما رأته يدخل الغرفة ، بمظهر ، جعلها تغمض عينيها وتلتفت إلى الجهة اﻷخرى وهي تهتف به بغيظ من بين أسنانها .
:- هل يمكنك إرتداء مﻻبسك !! .

أرتفع حاجبه وقال بإستهزاء .
:- لماذا ؟! ، هل تخجلين من رؤية زوجك بهذهِ الهيئة ؟! .

أزدرت ريقها لكلمة "زوجك" بكاف الملكية التي تعود لها هي ، بدأت غير مقتنعة تماماً أنه زوجها هي ، لكنها قالت بهتاف .
:- أنت تعلم بأن هناك أشياء غير عادية بيننا كزوجين .

:- حقاً! ، ما هي ؟ .

كان من الصعب جداً أن تتكلم مع نعمان دون النظر إليه ، صعب للغاية ، إذ ان وجوده وحده في الغرفة يثير بداخلها إضطرابات وتفاعﻻت لم تجرها قبﻻ البتة .

أستدارت إليه وحاولت بشتى الطرق عدم النظر إلى جذعه العاري ، اﻷسمر ، المليء بالعضﻻت ، اللامع والمدبوغ ، كما ... كما لو أنه غير بشري ... أزدرءت ريقها مرة أخرى ، وقد أنتبه لسوء حظها إلى توترها وريقها الذي بدأت تبتلعه كل عدة ثوانٍ بينما تقول ، في محاولة ﻹيجاد اسباب فعلية على كونهم زوجين غير طبيعيين .
:- أنت ... تعرف ذلك ، لكنك تفتعل عدم الفهم ، كوننا غير زوجين طبيعيين هو نمط حياتنا .

بدت التسلية تظهر جلية على مﻻمح وجهه السمراء المليحة ، وعينيه المحاطتين برموش كثيفة تقلصت بإستمتاع .
:- نمط حياتنا !! ، نحن نعيش تحت سقف واحد ، هذا ما يبدو ، كما يفعل جميع اﻷزواج .

رفعت عينيها العسليتين الواسعتين إليه ، كانت مﻻمح وجهها غاضبة ، إﻻ أنها بدت مثل حبة طماطم واﻷحمرار يعلو وجنتيها ، بينما ﻻ تعلم كيف تقول له ، بأن عﻻقتهم الزوجية ، ﻻ تتضمن مشاركة السرير ، وما يحدث فوق السرير ! .

:- أنتَ تعلم ما أقصده ، صحيح ؟ .

هز كتفيه وقال لها بتشدق .
:- ﻻ ، ﻻ أعلم ما تقصدينه ، فأنت تتلعثمين بكل كلمة تنطقينها .

زمت شفتيها والغضب يتمكن منها لدرجة أنا ودت لو تقفز عليه ، وتضربه ضرب مبرح ، لتزيل تلك الواجهة الصخرية التي تثير الغيظ ، بل وأنها تفقع المرارة .

أستدارت على عقبيها واتجهت إلى سريرها متجاهلة له وهو يقف في وسط الغرفة ، عاري الجذع ، تمددت على سريرها محاولة النوم وبقدر إرادتها للنوم ، لم تستطع ذلك ، فالجلجلة الخفيفة التي يحدثها بالغرفة ، تجعلها متنبهة كالرادار إلى كل حركة وربما نفس منه .

في اليوم التالي ، أستيقظت شادن متأخرة ، إذ أنها ليلة أمس لم تغمض عينيها قرابة الفجر ، وحركة نعمان في المنزل لم تتوقف ، جلست على سريرها ونظرت إلى أرجاء الغرفة بإرهاق ، كانت الغيوم متلبدة في السماء ، وكأن الطقس علم بمزاجيتها السيئة هذا اليوم ، إذ ان التفكير بذلك الرجل ، بحياتها المرهقة معه ، جعلتها حساسة بزيادة ، ونزقة في التعامل .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now