البارت السادس

34.7K 1.2K 402
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

**********************

خرجت من تفكيرها على صوت الرسالة ، وعلى الفور أستلت هاتفها من جانبها ، لتفتحه وتدخل على محادثة إيهاب وقد أرسل لها رسالة يقول فيها .
*أهﻻ غزالتي ، أنا مستيقظ كنت أنتظرك ، ماذا حدث معك ، هل هناك جديد ؟*

بدأت تنقر على أزرار لوحة المفاتيح ، وفي لمحة نظرت إلى النافذة عندما تم تشغيل سيارة وصوت المحرك يصل إليها وعلى مضض أجابت برسالة ﻹيهاب
*ﻻ ليس لدي جديد ، عندما يكون أنا سأخبرك ، لكنني أشتقت لمصر بالفعل ، أشتقت للقاهرة وأشتقت لمنزلي ولعملي وكل شيء هناك *

نظرت إلى السيارة ، كان هناك ضوء خافت داخلها مما جعل الرؤية صعبة ، ولم تتمكن من إكتشاف من بداخلها ، لكن أستغربت من يخرج منتصف الليل وفي مثل هذا الوقت بالسيارة ؟! ، ربما شيء أضطراري ، كادت تعود إلى فراشها وتتمدد لكن هناك أرتطام على السيارة أعاد عينيها للنافذة .

أتسعت عينيها ، عندما رأت ظل لرجلين أحدهم وكأنه يخنق اﻷخر أو أنه يمسك بتﻻبيبه ربما ، كانت هناك جلجلة خافتة مع أصوات في اﻷسفل ، لكن لم يتضح لها الصوت جيداً ولم تتمكن من سماعه ، أجفلها من تركيزها الشديد صوت رسالة على هاتفها ، كانت تفتح الهاتف وعينيها تتراوح بين شاشته وبين اﻷصوات في اﻷسفل .

*هل أشتقت لكل شيء هنا ، ولم تشتاقي لي أنا ؟!! ، حتى لو لم تكوني فعﻻ كذلك ، لكنني أشتقت لك ، شوق اﻷعمى للرؤية ، وشوق الظمأن للماء ، ربما ستسخرين بأن أحمد شوقي الذي بداخلي قد ظهر "كان قد أرسل وجه ضاحك" لكنني بالفعل كذلك*

ضحكت وهي تضع كفها على وجهها ، كانت دوماً كذلك عندما يغازلها ، أرسلت له مرة أخرى .
*بالتأكيد أشتقت لك ، ألم أشتاق ، لكن أنت تعلم بأنني قد تعبت هنا ، أريد الخروج يا إيهاب أريد العودة والفرار من هذه العاهات السخيفة ، هي ﻻ تسمى عادات*

******************

منذ ثﻻث أيام وبعد عملية اﻷجهاض التي خضعت لها في المستشفى ، بعد قرار منها هي ، لم ترى كنعان بتاتاً ، كانت في هذهِ اﻷيام من أشد اﻷيام الصعبة على هتان ، ثﻻثة أيام من البكاء المستمر من اﻷكتئاب الحاد الذي مرت به ، وهي كل ليلة تحلم بأن هناك طفل صغير يكلمها بصوت عالي وكأنه يصرخ بها .
:- أنت قتلتني أيتها القاتلة ، هل رضيتي اﻷن ، فاليفعل بك مافعلته بي ، أعتقد أنه أنصاف إللهي ، قلبك كالفوﻻذ .

شهقت تجلس من نومها وهي متعرقة بالكامل ، بأنفاس منقطعة جالت بعينيها على أنحاء غرفتها الهادئة والساكنة ، الكئيبة والمعتمة من أي ضوء ، وكأن شيء ما أطبق على صدرها وخنقها .

بيأس وضعت كفيها على وجهها وبدأت تنشج بالبكاء ، وكأنها طفلة صغيرة لم تعد تحتمل قسوة هذا العالم ، هي بالفعل طفلة ، أي طفلة في الواحد والعشرين من عمرها تحمل بين أحشائها طفل وتجهضه بعد عدة أيام قليلة ؟! ، زحفت يدها تضعها على بطنها المسطحة ، فهمست بصوت مرتعش من بين دموعها .
:- أنا أسفة حبيبي ، أسفة يا طفلي ، أقسم لم يكن بيدي ، كان غصب عني ، لكنني.....

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now