البارت السابع والثﻻثون

29.9K 1K 253
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

انا مضطرة لتسريع اﻷحداث .
**********************

هذه المرة أقتربت شادن منه ، ووقفت أمامه تماماً وعينيه ضاقت وهو يحدق بها ، أرتفعت يديها وبدأت تحل باقي أزرار قميصه ، عينيها كانت تجابه عينيه التي ضاقت عليها ، وخلعت عنه قميصه ، كان يظن انها ستقترب ، ربما تحتضنه ، لكنها لم تفعل ، أخذت قميصه وقالت له وهي تتجه إلى الحمام .
:- يمكنك اﻷستحمام قبل ذهابك .

*************

كانت شادن متكومة على السرير وقد غرقت في النوم إذ أنها أصبحت في اﻷوان اﻷخيرة كثيرة النوم ، وفكرت ان ذلك يعود إلى هرمونات الحمل ، بينما نعمان رفع الغطاء ووضعه فوقها يخفي يديها العاريتين عن البرد ، وكان نعمان قد وقف عند النافذة لدقائق طويلة ، يحدق في الظلمة .

كان نعمان غاضب ، هو ليس غاضب ﻷن ﻻ أحد أخذ رأيه بعين الإعتبار ، لكن غضبه كان أن الجميع قبل الهدنة بمنتهى السهولة بتصديق ، ونعمان كان يعاني من عدم الثقة بأحد ، حيث كان ﻻ يثق بالمقربين منه ، فكيف سيثق بعدو له ؟ .

كان قد أستحم سريعاً وبدل مﻻبسه ، عندما خرج من الغرفة وأغلق وراءه الباب بهدوء لئﻻ يوقظ شادن ، وأكمل طريقه إلى حيث غرفة جده ، فهو في هذا الوقت يكون لوحده ، فكر نعمان كثيراً وقد علم أن ما يفعله اﻷن ليس إلاّ طيش لم يعشه بعمره ، فهو لم يجرب طيش الشباب في بداية مراهقته ، كيف يحدث له ذلك اﻷن ؟! ، بعدما تخطى الثﻻثين من العمر ؟ .

طرق على باب غرفة جده ، وبدل أن يسمع صوت جده سامحا له بالدخول ، كان قد فتح الباب ووجد هتان أمامه ، لم يكن نعمان مستعداً لخوض نقاش آخر معها ، مما جعله بإيماءة صغيرة كتحية ، يدخل الغرفة دون حتّى أن يتكلم معها بكلمات عابرة .

عندما دخل وجد جده جالس على طرف السرير ، وعكازه بيده يستند عليها ، بينما قسورة وموسى كانوا جالسين على اﻷريكة أمامه ، قال نعمان .
:- السﻻم عليكم .

ردّ كل من قسورة وموسى ، لكن جده بدى انه لم يسمعه ، أو ربّما كان يتجاهله ؟! ، أقترب نعمان من جده ، ووقف بجانب السرير وقال .
:- جدي ! ،هل أنت غاضب مني ؟! .

:- أخرج من الغرفة .

بهتت مﻻمح نعمان ، وهو ينظر إلى جده ، لم يتحرك من مكانه ، وخطوات هتان في الغرفة كانت الضجيج الوحيد للهدوء الذي يعمها ، أغمض نعمان عينيه عدة لحظات ثمّ أعاد فتحهم ، وبدل أن يجلس على طرف السرير بجانب جده ، جلس القرفصاء أمامه لينظر إلى وجهه ، فهو لم يعتاد التحدث مع جده دون ان ينظر إليه .

كاد نعمان يتكلم ، لكن الشيخ يوسف أشاح بوجهه عن نعمان إلى الجهة اﻷخرى ، وقال بجمود .
:- قلتُ لك أخرج .

توقف نعمان وهو ﻻ يتحرك بمكانه ، وعينيه قد توقفت في النظر لعكازة جده ، أنقبضت يده بقوة حتّى ابيضت سﻻمياته بما يخالجه من شعور ، ﻻ أحد قد يفهمه ، الجميع يصر على لومه ، وكل مافي اﻷمر أنه قد أتخذ موقف ، أليس هو من سيكون شيخ القبيلة قريباً ؟! .

وتسألينني...ما الحب؟!Où les histoires vivent. Découvrez maintenant