البارت ثﻻثون

28.6K 992 507
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..

**********************

شعرت شادن أن حضن جدها كان له سحر خاص يزيد من الصلابة ، فعندما أبتعدت عنه ، شعرت بأنها مستعدة لمواجهة أي شيء ، رأت نعمان يودع والدها كما انه يتكلم معه بشيء ما ، وعندما ألتفت .

كان ذلك الفراق ...

" وﻻ يهزم الرجل القوي إﻻ امرأة أحبها "

كان هناك الكثير والكثير من اﻷشياء والكلمات في عيني كل منهما ، ونسيت شادن نفسها ، وكل ما شعرت به هو وجهه المليح ، عينيه السوداء ذات الرموش الكثيفة شديدة الوحشية ، هل سيكون هذا الفراق !! ، هل ستبتعد عنه ولن تراه مرة أخرى !!.

التفكير جعلها تترنح وتشعر بالمرض ، فعادت بخطوة متعثرة إلى الوراء ، واﻷلم وصل إلى حنجرتها ، كان والدها ينادي بإسمها ، وجدها أيضاً كان يتكلم ، إﻻ أن شادن بعيدة كل البعد عما حولها ، ترى كيف تستيقظ فجراً دون أن يوقظها هو ويجعلها تستيقظ إجبارياً ، بلمساته الدافئة وقبﻻته تلثم كامل وجهها .

عضت على شفتها السفلية بقوة ، وقالت بصوت متحشرج .
:- وداعاً .

كانت يديها ترتعش وهي تجر حقيبتها وتمشي بخطى متعثرة على أرضية مطار حلب الدولي ، قال والدها من وراءها .
:- أنتظري يا شادن ، نعمان أراد إعطائك هذا الظرف.

توقفت في منتصف صالة اﻷنتظار وحدقت من فوق كتفها إلى والدها الذي أقبل بخطوات واسعة وبدأ يلهث بتعب ، ثم وقف بمكانه يستريح ، وعاد يكمل خطواته القليلة ببطء وهو يقول لها بعتاب بينما يسحب حقيبته وراءه .
:- لماذا تهربين !! ، هل أنت خائفة من أن يعيدك زوجك معه إلى القصر .

وصلت المرارة إلى فمها وحاولت دعم نفسها وهي تقبض على مقابض الحقيبة في يدها وتشد عليهم بقوة ، لم تكن خائفة من أن يعيدها نعمان إلى القصر ، بل كان أسوء بكثير مما قاله والدها ، وهروبها كان ﻷنها لم تستطع الوقوف والنظر إلى نعمان كما لو أن البعد عنه ﻻ شيء بالنسبة لها ، بالنهاية هي بشر ، من دم ولحم ، والله وحده يعلم كم كان اﻷمر صعباً عليها أن تبتهد عن نعمان كما لو أنه شيء عادي ، بل روحها سحبت من جسدها عندما التفتت وتركته يقف عند السيارة بوجهه الوسيم العابس ، وأستدارت تكمل طريقها والدموع تتوارى على وجنتيها  .

:- لستُ خائفة .

قالت ذلك بصوت أجوف ، مما جعل والدها يقترب منها ويحتضن كتفيها بدعم وحنان أبوي وهو يقول لها بحنو وعطف .
:- ﻻ تقلقي يا بنيتي ، ستحل اﻷمور بإذن الله ، وتعود عﻻقتك مع زوجك .

طالما لديه تلك المرأة ، ﻻ تظن شادن أن عﻻقتهما ستعود كما كانت سابقاً ، ومجرد التخيل أن تلك المرأة سيكون لها الحق بقرب نعمان جعل شادن تشعر بألم حارق في داخلها ، كما لو أنه بركان وقد أنفجر بحمم تذيب روحها حد الهﻻك ، فليته يعلم حبها له ، ليته يعلم الغيرة التي تحرق قلبها .

وتسألينني...ما الحب؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن