البارت الرابع والثﻻثون

31.4K 1K 409
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

*تشبه شادن*

**********************

دخلت شادن أمام والدها ، وتباطئت خطواتها عندما رآت منافستها تنزل الدرجات ، كانت تصارع لئﻻ تكون في مقعد البدﻻء ، هل ستكون بعد هذا الصراع الكبير ، الذي جعلها الخاسرة الوحيدة في المعركة ، كبديلة!! ، وقد أصابت والدتها الهدف عندما أخبرتها يوماً .
" ﻻ يخسر يا أبنتي .. إﻻ من كان مسرف في عاطفته" .

توقفت تميمة عند نهاية الدرج ، بينما عينيها اخذت تتجول على ضرتها كما يقال ، أن تكون منافسة ﻹحدى بنات اﻷحمدي ، فهو شيء يشعرها بالنشوة ، ارتفعت شفتيها بإبتسامة ساخرة لتقول بتشدق .
:- هل أنتهى إضرابك !! ، اعني أنتِ لم ترضي كونك شريكة معي للشيخ نعمان .

مشت شادن وكانت في مشيتها الخيﻻء ، كأنها خيل جامح ، فأقتربت من تميمة لتقف أمامها ويظهر فرق الطول بينهما ، حيث كانت شادن ذات طول فارع وقوام رشيق ، ورغم ما مرت به بمرض نعمان وإنتكاسته ، لم يختفي جمالها لحزنها ، ﻻ زالت عينيها العسلية تسحر الناظرين ، وﻻ زالت بوجهها الفاتن وشفتيها المكتزة ... جميلة .. وجميلة إلى حد جعل تميمة تشعر باﻷستصغار امامها .

قالت شادن بعجرفة ولم تقبل حتّى أن تقارن نفسها بهذه المرأة على أن تكون منافسة لها .
:- أنا ﻻ أكون شريكة مع أحد ، ولا حتّى مع من مثلك.

ضاقت عيني تميمة بحنق شديد ، بينما أحمر وجهها حتى كادت تنفجر ، تنفست انفاس محمومة تعبّر عن داخلها ، وقالت بسخرية أظهرت ماتحمله من عدائية شديدة إتجاه شادن .
:- نعم واضح جداً .. يا زوجة .. زوجي .

:- شادن !! .

عندما سمعت أسمها ، نظرت من فوق كتفها إلى الوراء ، فرأت والدها يأتي مع عمها خالد ، أعادت نظراتها إلى تميمة وقالت لها بشيء من اﻹستخفاف.
:- اﻷيام بيننا ، ايتها القروية .

مشت شادن تصعد وعندما مرت من جانبها ، عمداً دفعت بيدها كتف تميمة ، وقالت لها بينما حاجبها اﻷسود الرفيع يرتفع بإستفزاز .
:- هﻻ أبتعدتي عن طريقي .

قبضت تميمة على يديها واحمر وجهها حتى أصبح كالقرمز ، بينما بداخلها حقد شديد كانت تشنه على شادن ، على الكثير من هذهِ العائلة ، بينما ترى الرفاهية التي يتمتعون بها ، ويرونها وكأنها شيء وضيع او حتّى دخيلة في المنزل ، وقد كانت تظن بأنها مجرد أن تكون زوجة للشيخ نعمان ، سترى إحترام الجميع وتقديرهم لها ، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح وهي ترى تعامل الشيخ نعمان نفسه معها ، لم تكن كزوجة له ، كأنها لوحة علقت على أحد الجدران .

وذلك جعلها تضمر حقد شديد للجميع دون تذكر ستر الشيخ نعمان لها ، كانت تميمة تتذكر كلمات والدتها وهي توصيها كيف تكون من مؤقتة في القصر ، إلى دائمة ، تحت مسمى "زوجة الشيخ نعمان اﻷحمدي" وأتتها الفرصة عندما قرر نعمان الزواج منها كي ﻻ يذاع صيتها وتفضح في القرية بأن أحد من بنات بني تميم ، لديها عﻻقة براعي أغنام القرية .

وتسألينني...ما الحب؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن