البارت السادس والعشرين

37.2K 1K 477
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

********************

كانت في حالة أخرى ، في عشق أعماها وأعماه ، ولم يعلم حينها أي من العاشقين أن مفترق الطريق قريب ﻻ محال .

أكمل أستحمامه ، وأرتدى مﻻبسه في الحمام ، أمام المرآة الصغيرة أمام حوض الغسيل ، وخرج من الحمام دون أن ينظر إلى نفسه ، حتى لو وقف أمام المرآة ، لم يعد قادرا على رؤية ما خلفه عشقها الدامي المؤلم والمهلك لروحه .

فتح الباب ، ووجدها تقف بمنتصف الغرفة المظلمة ، ﻻ زالت ترتدي عبائتها وحجابها ، بينما يديها وضعتهم أمام صدرها ، وكانت عينيها تنظر إلى الغرفة البسيطة ، ولكن عندما خرج من الحمام ، أعطته كامل أهتمامها ، ونظرت إليه .

أقتربت منه بخطوات واسعة ، وقالت بصوت خافت وعينيها ﻻ تبرح النظر عن عينيه ووجهه .
:- أأ.. ألم تشتاق لي ! .

قال بجمود وعينيه بحثت عن صورة محبوبته التي وضعها قبل دخوله على الكوميدينة بجانب السرير .
:- أنا في عزلة كما تعلمين ، وﻻ أريد تذكر أحد .

نظر إليها وقال بإقتضاب  .
:- أين الصورة ؟؟ .

هزت رأسها بنفي عدة مرات ، وعلى الفور ترقرقت الدموع في عينيها وهي تهمس .
:- ﻻ تفعل بي ذلك ، اﻷمر يؤلمني جداً .

:- أين الصوووورة !! .

أجفلت لصراخه عليها ، فأنتفضت من مكانها وقلبها نبض وكأنها خرج من مكانه وعاد مرة أخرى ، أرتجفت شفتيها وهي تشير إلى أحد اﻷدراج وتقول بصوت متحشرج .
:- لقد ، وضعتها في الدرج ، يا اللهي ما أقسى قلبك على قلبي !! .

مسحت دموعها التي بقيت عالقة في عينيها ، لتقول له بتألم وهي تحاول تقوية نفسها .
:- قل لي أنا ما ذنبي ؟! ، ما ذنبي أن أكون زوجتك وتبخل علي بفتات من العاطفة والمشاعر !! ، أنا كنت دوماً بجانبك ، كنتُ دوماً ككلبة وديعة أطلب رضاك ، ولم أفكر يوماً في خداعك ، ﻷنني أحبك ، أحبك لنفسك ، ولكنها فعلت ذلك بك لتخدعك ولتحقق أنتقامها لعائلتها هي لم تحبك بربع حبي لك .

ضغط ذياب على أسنانه وقال بتحذير .
:- يكفي يا شام ، أنا بالكاد أحتمل نفسي فﻻ تزيدي علي ضغوطاتي ، وتذكري أنك من رضيتي ، وأنك من أردتي ذلك ولم يجبرك أحدهم ، حتى أنك على علم بأنني كنت أحبها فﻻ تمثلي أمامي أنك الشخصية المظلومة بالقصة ! .

أرتعش فمها ، وأبتعدت بخطواتها إلى الوراء بينما دموعها هبطت على وجنتيها دون هوادة ، وعلمت أنه ﻻ مجال للعودة إلى الوراء ، لقد خاضت في الزواج وأنتهى اﻷمر ، حتى لو أرادت العودة ما عادت تستطيع ، بعد كل الذي عاشته ، لكن ما الذي يجعلها متعلقة به غير حبها من طرف واحد ؟!! .

" لو أن الحب قراراً ، ما أحببتك! "

خرجت من الغرفة وتركته وحيداً ، أقترب من السرير وأبعد الغطاء ليتمدد عليه بجمود وكأنه شيء ﻻ شخص ، شيء ﻻ روح ، وكأنه شيء ﻻ مشاعر ، ﻻ أعصاب ، ﻻ عقل ، ﻻ قلب ، ﻻ حنين ، ﻻ تفكير ، وكأنه شيء ألم ، وكأنه ألم على هيئة بشر .

وتسألينني...ما الحب؟!Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum