البارت الواحد والثﻻثون

29.8K 1.1K 639
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

*********************

لكن النقاش الحاد جعلها تبقى بمكانها ، بينما ذياب يقول بصوت اجوف .
:- أنا أعرف أنني مريض ، أعرف أن مابي ﻻ يحتاج إلى مواساة ، أنا مريض بالسرطان ، وهو شيء ﻻ يمكن للكلمات أن تخفف من وطائته .

أنفتح الباب ، ونظر الجميع إلى شام التي بقيت واقفة في مكانها تحدق بذياب ، كما لو أنها رأت شبحا أمامها أو تلقت صاعقة كهربائية تجعلها متيبسة .

قال لها قسورة .
:- شام ! منذ متى أنتِ هنا ؟! .

تحركت عينيها تحدق بذياب ، خرج صوتها كصوت حيوان جريح يأن .
:- ذياب !! ، أنت مصاب بـ....

صمتت عن الكﻻم ، فقد ثقل لسانها عن النطق ، حيث كان ما بداخلها ، ألم عظيم ﻻ يعلم به إﻻ الله ، ومن هول ما سمعت شعرت وكأنها في دوامة تسحبها من كل إتجاه ، يميناً وشمال ، حتّى تشبثت في الباب الخشبي المفتوح .

أسرع إليها قسورة يمسكها قبل أن تقع على اﻷرض ، وبتلك اﻷثناء ، أتى والدها والذي عندما رأها بهذا الشكل شبه مغمى عليها ، رفع رأسه ونظر إلى ذياب وقال .
:- ماذا يحدث ؟!! .

قال قسورة بتوتر واضح ، حيث كانت عينيه تنتقل من نعمان الذي ضاقت عيناه بتحذير ، ثمّ إلى ذياب ، ثمّ إلى شام .
:- لل..لا ، ﻻ شيء ، أنها متأثرة بما حدث مع ذياب .

أمسك بها والدها من الجهة اﻷخرى ، وأدخلها إلى الغرفة ، حيث أستقام باسل من على الكرسي الذي بجانب سرير ذياب ، وجلست عليه ، بينما عينيها شاخصتان ، ﻻ هي التي تبكي وﻻ هي الـتي تتكلم و تعبّر عن الصدمة التي تعرضت لها ، بل بقيت فقط تجلس وتحدق أمامها .

خرج والدها من الغرفة ، وبعدها خرج نعمان ، ليلحق به بقية أبناء عمومته تاركين ذياب وشام لوحدهما .

قال ذياب وهو يتجلس على السرير .
:- شام أنظري إلي .

لم تنظر إليه ، كان النظر إليه أصعب بكثير من البقاء هكذا في محاولة فاشلة ﻹستوعاب أنه مريض ، بل بقيت في مكانها بجسد كقطعة من الثلج ، ووجه شاحب للغاية بشفاه بيضاء اللون ، فأعاد ذياب تكرار كﻻمه قائلاً بضيق .
:- شام أتكلم معك ، أنظري إلي .

عندما نظرت إليه بدى وجهها اﻷسمر ، بلون أزرق ، حيث نظرت إليه وتدريجيا بدأت تزم شفتيها التي أرتعشت ، تنظر إلى وجهه المليح ، إلى عينيه الجميلة ، إلى عبوسه ، كيف يمكن أن يصيبه مرض ؟! ، قد تموت إن حدث له مكروه .

سالت دموعها على وجنتيها ، فقال لها ذياب وهو يشير إلى طرف السرير .
:- تعالي أجلسي هنا .

وقفت من مكانها وأقتربت تجلس على السرير ، بينما طأطأت رأسها وبدأت دموعها الصامتة دون إنفعال تسقط في حجرها ، فمد ذياب يده ووضعها أسفل ذقنها وأدار رأسها ببطء لتنظر إليه ، ثمّ مسح بإبهامه دموعها وقال .
:- كل هذهِ الدموع ﻷجلي !! ، يال سعادتي ! .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now