البارت الثالث والثﻻثون

29K 1K 401
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

(ألتمسوا العذر للغائبين .. أعتذر )
******************

كاﻷنين تخرج الكلمات من فمها ، فأقترب إسﻻم وألمه قلبه لحال أبنته ، فقد تقوقعت بمكانها ويديها على وجهها وتجهش بصوت مرتفع ، فأحتضنها وقبل رأسها وهو يقول .
:- حبيبتي شادن ، أنتِ بعضاً مني ، يؤلمني ما يؤلمكي ، فﻻ تفعلي بنفسك هكذا يا أبنة الحبيبة .

رفعت رأسها وقالت وصوتها يخرج وكأن جمر يكمن بجوفها .
:- أبي ، نعمان يا أبي ، نعمااان يموت !! .

قال لها بصﻻبة .
:- ﻻ لن يموت ، لقد تكلمت مع عمك وقال أنه ﻻ زال على قيد الحياة ، ولكنه ما زال في غرفة العمليات ، ﻻ تبك يا بنيتي ، الله يتولى عباده .

مسحت دموعها وقالت لوالدها .
:- أريد العودة إلى سوريا ، أنا لا أستطيع أن أبقى هنا أبداً .

هز والدها رأسه وقال لها .
:- من الصباح سأذهب لشراء التذاكر .

نفت شادن برأسها وهي تستقيم وقالت .
:- أنا لن أحتمل للصباح ، سأحزم حقائبي اﻷن ، وإن كنتَ ﻻ ترغب بالذهاب إلى القرية ، سأذهب لوحدي .

*****

دخلت شادن إلى غرفتها ، تحزم حقائبها وهي في صدمة ، كما لو أنها أرتطمت على رأسها وفقدت عقلها الواعي ، تلوم نفسها أنها لم تعود إليه قبل أن يحدث له ما حدث ، تلوم نفسها أنه أخبرها عن أحتياجه لها ، ولم تقل لها أنها أيضاً كانت تحتاج له ، هي بالفعل كانت تحتاج له ، ليته كان يعلم أنه عندما أخبرها عن أحتياجه كانت هي تحتاجه  أكثر .

وضعت مﻻبسها بالحقيبة ، وأخذت جواز السفر ، ثمّ أرتدت عباءتها وحجابها ، توقفت يديها المرتجفة عن العمل للحظة عندما ألتقطت عينيها الظرف الموضوع فوق طاولة الزينة ... الظرف الذي سلمه لها والدها ، ذاك الظرف الذي بقيت تقرأه مراراً وتكراراً ، الذي كان منه ، يحمل خط يده ، وفيه رائحته! .

كان يحوي على ورقة ، أكتشفت أنها وثيقة زواجها من نعمان ، وأثناء نظرها المشتت إلى الورقة ، إنتبهت إلى ما كان مكتوب من الخلف ...

( أختاري الحب ... أو اللاحب
فجبن أﻻ تختاري .... ﻻ توجد منطقة وسطى !
مابين الجنة والنار ! ... أرمي أوراقك كاملة
وسأرضى عن أي قرار )

وفي نهاية الصفحة كتب (لك أن تختاري ، يا جنتي وناري)

كم سهرت تحلل تلك الكلمات البسيطة ، المقتبسة من قصيدة ما ! ، في تحليل كلماته الحقيقة التي تختبئ وراء هذهِ المستعارة ! .

زفرت أنفاسها ، وفركت وجهها عدة مرات ، لترتدي حذائها وتخرج من الغرفة تجر حقيبة سفرها بيدها ، عندما نزلت إلى اﻷسفل ، تفاجأت برؤية مهيرة تقف بجانب والدها .

فقال لها شادن ووجهها قد كان شاحب وعينيها قد أحمرت .
:- إلى أين يا مهيرة ؟ .

قالت مهيرة بصوت ثابت .
:- سأذهب معك ، أنا لن أتركك يا أختي ، ثمّ أنني أريد رؤية نعمان .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now