البارت الحادي عشر

36.5K 1.1K 220
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

**********************

أغمضت عينيها وقلبها توقف عن الحركة حتى كاد يغمى عليها عندما سمعت صوت نعمان في بداية الدرج من اﻷسفل ، يقول .
:- شادن !! .

دعت بداخلها مذعورة .
:- يارب ألطف بي ، يارب يارب ، مالي سواك .

قالت من بين أسنانها بهمس
:- أترك يدي ، سيقتلك نعمان .

كانت عيون باسل تلمع في ظلمة المكان ، ومﻻمح وجهه بدت أكثر شراسة وقوة ، حين كان يمسك ذراعها ، ويقربها إليه ، لم تعلم مانيته الحقيقة مما يفعله معها ، وهي تعلم كما يعلم ، أن نعمان لو رأه يمسك ساعدها بهذه الطريقة ، لن يكون باسل الوحيد الذي سيتضرر بل وحتى شادن ، تعلم تماماً ماهو غضب نعمان بالضبط ، غضبه ليس ضرب ، بل أقسى من ذلك ، أكثر وحشية ، وحين يريد مواجهة الخصم ، يهجم عليه بأكثر نقاط ضعف لدى عدوه .

:- باسل أتركني .

أبتسم ساخراً وقال بفحيح .
:- لما! ، هل أنت تخافين من ذلك اللقيط .

شعرت شادن وكأن كلمة لقيط تغرز بقلبها حين قالها ، وأول ما أتى على بالها ، هو اﻷنتقام من باسل بطريقة جسدية ، قربت فمها من يده المحيطة بساعدها وألتقطت جلد يده بين أسنانها وعضت عليه بكل قوتها ، حتى سحب يده بقوة ألمت أسنانها وهو يأن بصوت مكتوم ويقول من بين أسنانه .
:- أيتها .... أقسم بالله ...

قطع همسه المتوعد لها ، صوت نعمان الذي كان قد وقف عند نهاية الدرج ، أي تقريباً ورائها ، قلبها طرقة بقوة داخل أضعلها لصوته .
:- باسل !! ، ما الذي تفعله مع شادن لوحدكما .

قال باسل بخبث ماكر محاوﻻ زرع الشك بداخل نعمان بكﻻمه .
:- اسأل زوجتك .... عمتم مساءً .

ضغطت على أصابعها بداخل راحة يدها في محاولة لضبط نفسها ، لإلا ترتجف أمامه وتعري روحها التي لم تكن قوية البتة ، وأن القوة مظهر خادع مزيف ، كضباب سرعان ما سينقشع أمام نعمان ، الذي كان يعري روحها دوماً ، يعرفها كما يقرأ المنجمون قعر فنجان ، كل نقطة بداخلها يكشفها .

قال بصوت جمد الدم بأوردتها .
:- هيا معي ، إلى المنزل .

أغمضت عينيها بقوة ، قبل أن تلتفت إليه وتهز رأسها بإيجاب متابعة خطواته التي ستشق اﻷرض وتآكلها ، كان على شادن أن ﻻ تسمح لنعمان بالتقليل منها ، لكنها فعلت كل شيء ، إﻻ أن ذلك لم يقوي من شخصيتها على اﻷطﻻق أمام نعمان بل طمسها بالوحل حيث أنها لن تتستطيع حتى لو حاولت إخراج شخصيتها ، نعمان اﻷحمدي قد يبدو شخص جيد أمام الجميع ، إﻻ أن هناك شيء لا يظهره بروحه .

دخلت إلى المنزل ودخل نعمان ورائها ، أنتفض جسدها حين أغلق الباب بكل ما أوتى من قوة ، قال لها بصوت هادئ ، ربما هدوء ماقبل العاصفة .
:- ما الذي تكلمت عنه مع باسل ، هاا .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now