البارت التاسع

35.2K 1.1K 655
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

*************************

ربما بعدما وضعوا لها الكمين ، يظنون أنها قد وقعت ولن تحاول مرة أخرى الفرار ، لكنها ليست فريسة سهلة ، بل ليست فريسة أصﻻ ، ألتفتت إلى الوراء ، فشهقت متراجعة إلى الوراء عندما رأت نعمان واقف ورائها ، عينيه محمرات بشدة ، وأوداج رقبته ظاهرة ،  مما جعلها تقول بتردد عائدة بخطواتها إلى الوراء .
:- مما..بك ، لماذا تنظر إلي هكذا ؟! .

أنفاسه الغاضبة قد وصلته ، قال بصوت بطيئ مشدود ، وعينيه تحدجها بغضب .
:- أين الخاتم ؟ .

عقدت حاجبيها وهزت رأسها بعدم فهم .
:- أي خاتم .

:- آآآه .

تآوهت ويده تقبض على أعلى ذراعها ، وعاد يقول لها بصوت خفيض يحمل بين طياته غضب مستعر .
:- ﻻ تجيبي على سؤالي بسؤال آخر ، الخاتم الذي أعطيته لك البارحة ليس في أصبعك ، أين هو ؟ .

عضت شفتيها وقبضته تشتد على ذراعها ، كانت شادن تنظر إلى وجه نعمان ، لم ترى غير القسوة ، فقط هيئته الخارجي تثبت أنه من البشر ، أمّا من الداخل فهناك قد ﻻ يتحرك ، ﻻ يتأثر ، وهذا دفعها لتقول له ساخرة وبكلمات ﻻذعة رمتها في وجهه .
:- إن كنت خائف على خاتمك إلى هذهِ الدرجة لماذا إذاً أعطيته لي .

أغمض عينيه وحاول أن يكون هادئ ، قال لها .
:- خاتمك أين هو ؟ .

مدت يدها وأرادت إبعاد يده عنها ، فقط لمست يده ، فأنتفض مبتعدا عنها وكأنها مصابة بعدوة ما جعلته ينتفض لهذه الدرجة ، قالت له وهي تفرك بيدها مكان قبضته القاسية .
:- أنه كبير على أصبعي وخشيت أن يضيع ، لقد وضعته في الدرج ، أن كنت تريد إستعادته يمكنك أخذه ، ﻻ داعي لكل هذا اﻷنفعال والغضب .

فرك جبهته وقال بعدما ألتفت معطيا إياها ظهره .
:- أنه فقط ذكرى مهمة .

*******************

كانت مهيرة تشعر كما لو أن هذا الكون خالي تماماً من البشر ، فراحت تخرج من الغرفة وأتصلت على أخيها يوسف ، عندما وجدته مشغول الخط ، نزلت لﻷسفل ، كان القصر خالياً ، فقد عادت هتان إلى المدينة لجامعتها ، والعمة جميلة عادت أيضاً لمنزلها ، في ليلة أمس كان القصر يعج بالناس ، وأكثرهم كانوا إما اوﻻد عمومتها ، أو أقاربهم .

دخلت مهيرة إلى المطبخ وهي تقول .
:- خالة أم رضا ، أنا جائعة .

:- يال الصدفة ، وأنا جائع أيضاً .

قدميها تصلبت بمكانها وهي تلتفت إلى الجهة اﻷخرى من المطبخ ، وترى باسل يقف هناك حامﻻ في يده كوب من القهوة ، نظرت حولها بتوتر .
:- أنا... ، ألم تعد إلى المدينة ؟ .

:- ﻻ لم أعد ، هناك عمل لي هنا ، سأعود اﻷسبوع المقبل ، على فكرة أم رضا ليست هنا .

وجدت أنها متوترة لسبب مجهول إذ أنها قواها واهنة ، حتى قدميها أصبحت ثقيلة ، قالت له بإضطراب .
:- ربما لم أعد جائعة .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now