البارت الثاني عشر

34.5K 1K 251
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

*********************

ربما هي تغرق دون أن تعرف ، قد حذرها نعمان من الوقوع بداخل السد والغرق بداخله ، لكن من سيحذرها من الوقوع في حب نعمان ، من سيوصيها من الغرق في ذلك الحب القاتل والذي ﻻ تعرف شادن خطورته بعد ، أنها ﻻ تزال تراه أحﻻما وردية وليته كذلك .

جلست على اﻷرض بالقرب منه حيث كان يجلس ، فكرت شادن كم كانا يبدوان ﻻئقين على بعضهما البعض ، وهما يجلسان بجانب بعضهما اﻷرض الخضراء ورائهما والسد الذي كلما أخذ حالى إنتفاضة رشقهما برذاذات منعشة من المياه العذبة ، بينما ذلك الحصان اﻷبيض مربوط بالقرب منهما ، كيف يمكن أن تكون شادن أسعد من اﻷن !! .

أسندت مرفقها على قدمها ووضعت راحت يدها تسند بها وجهها ، لتقول لنعمان الذي شرد باﻷفق بإبتسامة زينت محياها .
:- أريد أن اسألك عن شيء ، نعمان .

أسمه كان إستثنائيا على لسانها فقط ، لسانها ثقيل في نطق إسمه ، إﻻ أنها تلفظ الكلمات القروية بطريقة جميلة وتلفظ إسمه بطريقة مربكة له ، لمشاعره الرجولية التي قد عرفها للتو ، قال لها محاوﻻ إخراج صوته أكثر ثباتا وقوة .
:- إن كان سؤال عادي ، أستطيع اﻷجابة عنه اسألي .

سألته بنعومة وصوتها يخرج رنانا كغزالة شاردة .
:- هل جربت الحب ، أعني ما الحب بالنسبة لك أنتَ ؟! .

صدمه سؤالها ، لم يكن يخطر على باله ، سؤال كهذا من شادن ، الحب !! ، كرر ساخراً بداخله ، أي حب ؟! ، ما ذلك المسمى الذي يدعى الحب ؟! ، ما هو إﻻ ضعف ، إﻻ نقطة ضعف ، ليس إﻻ ، أنه هﻻك ، موت على قيد الحياة ، وخاصة في التاريخ الحافل في العائلة الذي أصبح كمجنون ليلى ، فبات نعمان يكره الحب رغم انه لم يجربه .

كان مجرد ذكر تلك الكلمة أمامه ، يشعره بإشمئزاز هائل ، بكمية غضب كبيرة تعتريه ، فلوﻻ الحب لما تزوج والده من غجرية ، ولوﻻ الحب ، لما وافقت والدته على رجل تعلم أنه ليس لها ، لوﻻ الحب لما ماتت والدته شنقاً حتّى الموت ، ولوﻻ الحب لما مات والده من عائلة والدته من اجل شيء كالحب ، أيلومه أحد إن كره الحب ؟! ، أيجرؤ أحدهم أن يلومه .

قال نعمان بوحشية والكلمات تخرج من فمه كأسياط النار .
:- وتسألينني...ما الحب؟! ، الحب كالدخول إلى جهنم ، إنما العذاب يكون بطيئاً ، حتى تصبحين في قعر جهنم وعندها تعرفين بأن ﻻ سبيل للعودة إلى الوراء ، فبات المضي قدماً هو ما عليكي فعله ، ويبدأ في تلك المرحلة ما يسمى ب"الموت البطيء" وتلك هي أخر مراحل الحب ، ذلك الشيء المبجل العظيم ، هو تهلكة ، ومن السخف أن يسمى بشيء عظيم كمشاعر طاهرة ، من المفترض ان يسموه . الموت . التهلكة . الجحيم . العذاب . إنما ليس الحب ، فالحب هو حب الله وﻻ شيء آخر ، نقطة أنتهى .

نظر نعمان إليها بعدما أنتهى من نفث كلماته التي تحتوي على كل معاني الوحشية والقسوة والعذاب ، فرأى شادن التي تجمدت بأنظارها التي ﻻ تحمل التعابير ، ووجهها قد شحب فجأة كشحوب اﻷموات ، مما جعله يقول لها .
:- هذا تعريفي للحب إن كنتِ تريديت رأيي الحقيقي الصريح بما يسمى هذهِ اﻷبام بالحب .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now