البارت الرابع والعشرون

31.1K 1K 442
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

***********************

راقبته بألم ينزف في داخلها وهو يغير مﻻبسه في الغرفة ، وقد كان نادراً ما يغيرهم في الغرفة ، وعندما أنتهى ، ألتفت كما لو أنها غير موجودة وهم بالخروج ، فقالت له ولم تستطع كبح نفسها أكثر .
:- ألن تنام هنا ؟!

توقف في مكانه ، وأستدار ببطء يحدق بها عبر ظلمة الغرفة التي قد أخفت مﻻمحه عنها ، حمدت الله أن الظلمة أخفت مﻻمحه ، ﻷنها تعلم بأن لو أن اﻷضواء كانت أكثر وضوح ، لربما رأت ماﻻ يسرها من نظرته .

قال لها بصوت جامد ، وكل كلمة كانت بمثابة سكين ثلمة تجرحها ببطء .
:- ﻻ أعتقد أن علي ذلك ، أنتِ طلبت اﻷنفصال ، وأنا لن أكون حقير وأمنعك مما تريدين ، وأعتقد بأن من اﻷن علينا اﻷعتياد على البعد .

شعرت شادن بأن شيء ساخن بدأ يسيل على وجنتيها ببطء ، بينما المرارة تصل إلى حلقها ، وتمنعها من التنفس ، راقبته وهو يستدير لتقول من وراءه .
:- أنت محق ، ولكنني كنتُ طيبة القلب ﻷدعوك إلى ما تريده .

نظر إليها وقال بسخرية .
:- وهل تعتقدين أن ما أريده هو النوم هنا ، في مشاركتك السرير ! .

قالت وهي تمنع نفسها بصعوبة من أن يهتز صوتها.
:- هذا ما رأيته في عينيك ، ولكن يمكنك أﻻ تأتي .

أغمض عينيه مطوﻻ بشدة ، عندما شعر بأنها تضع الزيت على النار وتشعل مواجعه ، نعم كان هذا ما يريده ، أن يضمها إلى صدره حتى تختفي بين ضلوعه ، هذا ما أراده نعمان ، أن يغرق نفسه بين ثناياها الرقيقة ، حتى يشعر بأنه بين السحاب ، لكنه لم يفعل ، لجم قلبه السقيم وألتفت إلى الصالة ، وهاقد بدأت المعاناة الليلية لديه .

ضغطت شادن على شفتيها بأسنانها حتى أدمتهم ، وشعرت بطعم الصدى في فمها ، ليبدد تلك المرارة التي في حلقها ﻻ تبتعد .

كان النوم أصعب مما تتخيله ، ولم تكن تعلم بأنه كان يعاني من المشكلة ذاتها ، أنه يتقلب على اﻷريكة الضيقة كما لو أنه ينام على جمر ، ولكن عندما أنتضمت انفاسها أخيراً ، كانت هناك دمعة قد سالت ببطء من طرف عينيها لتسقط مختفيه بين جذور شعرها .

أنتفض نعمان كالمجنون من فوق اﻷريكة على صوت صرخة أخترقت مسامعه ، فأتسعت عينيه على أوسعها والصوت يأتي من الغرفة ، بدى كمن كان فاقداً لعقله ، بينما ينهض من على اﻷريكة وشعره مشعث بينما عينيه محمرة للغاية من قلة النوم الذي يتعرض له .

ركض بخطوات واسعة إلى الغرفة ، فرأها تتوسط السرير جالسة ، ترتعش بالكامل وعيونها شاخصة أمامها كما لو أنها رأت جن أمامها ، فأقترب منها نعمان دون وعي ، وغريزته تحثه على ذلك .

أقترب منه وجلس أمامها ويديه تمسك كتفيها ، فهزها قليﻻ وقال لها بهدوء وعينيه أهتزت على مﻻمح وجهها الشاحبة وعينيها الشاخصة .
:- هل أنت بخير ؟؟ ، شادن لما تصرخين ؟! .

وتسألينني...ما الحب؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن