البارت عشرون

37.4K 1K 314
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

***********************

سالت دمعة على وجنتها ، عندما أغمضت عينيها ، وكأنها نقطة من حمم جهنم نزلت على قلبه وأذابته وهي تقول .
:- وأنا ... ﻻ أستطيع ، ﻻ أستطيع ، حتّى وأن فعلت ، سيقتلونك .

هز رأسه وعيونه المحمرة ﻻ تحيد عن وجهها ، قال بصوت يقطع نياط القلب .
:- يقتلونني !! ، لقد قتلت بالفعل ، أنا قتلت عشرات المرات ، فﻻ يخدعك ما أنا عليه .

عينيها البندقية تحركت بعيداً ، وهي تقول بهمس متبلد ظاهرياً .
:- أنتَ من أختار هذا الطريق ، أنتَ من أختار الفراق ، فﻻ تضع اللوم علي ، وأبتعد عني ... أبتعد وعش حياتك مع زوجتك ، وأتركني أعيش حياتي و..... آآه .

قاطعها وهو يقبض على فكها ويقول بصوت خشن كاسح ، لكنه متغلغل باﻵلم ..
:- ﻻ تقولي ... أصمتي .

أعمضت عينيها بشدة لﻷلم الذي تسببت به قبضته ، وسرعان ما تراخت قبضته عندما رأى أغماضها لعينيها وزمت شفتيها ، وضع جبينه على جبينها وقال .
:- أعتذر ... أعتذر يا محبوبتي ، ﻻ أريد إيﻻمك ، لكنك رغم ذلك تؤلمينني ،  بل تكادين تقتليني ألماً ، فأرحميني .

تحشرج صوتها وعيونها توسلته كما صوتها .
:- أرجوك ذياب أبتعد ، بعيداً عن العيب أنه حرام ، أنتَ تخون زوجتك ، وأنا لن أخون ذمتي ، أبداً .

:- حتّى في سبيل الحب ! .

تشدقت رغم أنها في وضع سيء ، وكأن الله يختبرها في أغلى شيء على قلبها .. ذياب ! ، ليرى أن كانت ستخون ثقة الله وثقة من وضعوا بها الثقة ، .
:- عن أي حب تتكلم !!؟ ، عن تخليك عني كما لو أنني لست شيء يستحق الشرح ، أنتَ حتى لم تشرح لي ، بل فقط تحججت أن جدك لن يرضى عنك ، أنت لست إﻻ جبان ، وحججك الواهية أبقيها في جعبتك ، ﻷن اﻷوان قد فات ، وما عاد ينفع أي تبرير ، ليس لنا نصيب أن نجتمع ، عد إلى زوجتك وﻻ تتركها ، ربما تحتاج لك ، فأنا لستُ بحاجتك ، لدي من يغنيني عن هذهِ الدنيا بأكملها ، أبتعد عني ... ذياب .

عندما سقطت دمعته ووجهه ساكن يراقبها تتكلم ، لم تصمد وقالت بقلبها .
:- ربااااه سامحني ، قد أكون نطقت ماﻻ أريده ، لكن دموعي ﻻ تستطيع الكذب ... ﻻ تستطيع أبداً .

وعذرته لما تساقط دمعه
ونسيت أياماً بها أبكاني
وأخذته في الحضن أهمس راجيا
جمرات دمعك أيقظت نيراني
أتريد قتلي مرتين أﻻ كفى
فأمنع دموعك وأحترم أحزاني
ﻻ صبر لي وأنا أراكَ محطماً
يامن يجرح دمعه أجفاني .

أرتعش فمها وسالت دموعها ببكاء صامت ، وبكت على دمعته كثيراً من الدموع ، كان كل منهما محطم ، يضع جبينه على جبينها ولم ينطق بكلمة ﻷنه يعلم تماماً بأن ﻻ مجال للكﻻم بعد اﻷن ، على اﻷقل أن كانت المرة اﻷخيرة التي يرى بها مالكة قلبه ، ليتنفس أنفاسها ، ليملئ برائحتها صدره .

وتسألينني...ما الحب؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن