البارت السابع

35.6K 1.3K 538
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

*************************

رأت كيف إيهاب أختنق فهتفت بذعر صارخة بوجهه .
:- أتركه ستقتله ، أتركه .

حدق بها بكفهرة وعادت يداه تشتد أكثر على رقبة إيهاب الذي بدا بين الحياة والموت ...

قال وعينيه لم تفارق وجه إيهاب حين بدأت انفاسه تنقطع .
:- ستأتين معي وأترك المخنث يعيش .

أغمضت شادن عينيها وقبضت يدها بشدة غاضبة حانقة ، لكنها أجابت بﻻ حيلة .
:- سأتي معك ، أتركه .

:- هيا إذاً تعالي معي .

نظرت إليه بكره شديد بعدما ترك رقبة إيهاب وقف أمامها ، فرفعت رأسها عالياً تعطيه نظرات شرسة ولو كانت النظرات تقتل لرمته أرضاً بنظراتها .

ﻻ يمكن أن تدع مكروها يصيب إيهاب ولو كان على حساب سعادتها وحياتها ، ﻷنه ساعدها كثيراً وﻻ يمكنها نكران ذلك ، وليست بناكرة للجميل حتى تهرب وتتركه بين يدي وحوش جدها .

رأت إيهاب يستند على الحائط ويضع قبضته على رقبته ، هي لم تعاتبه البتة عندما لم يتمسك بها ويحارب ﻷجلها ، ﻷن اﻷنسان يخاف على حياته شيء طبيعي ويكفيه ماتعرض له ﻷجلها وأثبت بذلك حبه لها ، لكن ستقول ﻻ نصيب لهما معاً فقط ، فلو اجتمعت الدنيا ضدهم ، سيجمعهم الله ، ولو أجتمعت الدنيا معهم سيفرقهم الله إن كان يريد .

جرت حقيبتها وخرجت ترفع الثوب بأحد يديها ، وتعرج بقدم مصابة ، دخلت السيارة وراءَه ، أغمضت شادن عينيها متخيلة ردة فعلهم ، لكن هذا المتوحش الجلف قاطع سلسلة تخيﻻتها عندما قال لها .
:- ستقولين أنه أجبرك على الذهاب معه .

أرتفع حاجبها الرفيع وألتفتت إليه تحدق فيه بإزدراء ، لتقول له مستهزءة .
:- ولماذا أفعل ماتقوله ؟ ، أعني هل تريد إنقاذ عائلتك من الفضيحة ؟ .

نظرة سريعة منه كانت كفيلة لتعلمها بأنه ذو مزاج سيء وجلف الطباع ، لكن كﻻمه أثبت عكس نظرته لها ، وقال .
:- انا لست خائف من الفضيحة ، أنا خائف عليك أنت منهم .

سخرت منه مرة أخرى ، وهي تبعد الوشاح عن رأسها وتفتح النافذة .
:- خائف علي ، كدت أصدق يا أبن عمي ، عليك ان تهتم بشؤونك فأنا لست خائفة على نفسي .

أخبرها من بين أسنانه ، وذراعه الطويلة أمتدت من امامها ليغلق النافذة .
:- أعيدي الوشاح على رأسك يا أبنة العم .

قلبت عينيها بإستخفاف وعادت تضع الوشاح مرة أخرى ، تأفأفت بعد نصف ساعة من الصمت المطبق ، قالت شادن .
:- من أنت من أبناء عمومتي ، لم يسبق لي رؤيتك ، طبعاً تبدون قوم كامل سيصعب علي تذكر الجميع .

أوقف السيارة امام إشارة المرور الحمراء ، ونظر إلى شادن ، رأت هي وكأن سخريتها التي تحاول بشتى الطرق أستخدامها عليه لم تنفع بإحراجه ، فهو يتقبل كﻻمها بكل بساطة ، فقال لها ووجهه الذي ﻻ يحمل أي تعابير موجه نحوها .
:- أنا نعمان ، أبن قاسم يوسف اﻷحمدي ، الحفيد اﻷكبر ليوسف اﻷحمدي .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now