البارت الثامن والعشرين

29K 945 274
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

**************************

:- مشلكة بعض البشر ، أنهم يقلقون اليوم ، ماذا سيأكلون في الغد ، وكيف يأتيهم الطعام ، أنها مشكلة ليست بصغيرة حتّى لو يراها البعض كذلك ، فقد قيل لأعرابي لقد أصبح رغيف الخبز بدينار، فأجاب: والله ما همني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار، أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني .

**************

نظرت سلمى إلى سرير أختها ، والتي تظن أن سلمى نائمة ، شعرت سلمى بشيء من القلق والحزن على أختها ، التي دخلت إلى الغرفة تجهش بالبكاء ، كما لو أنها تعرضت ﻹساءة كبيرة ، ورغم العﻻقة المتوترة بينها وبين لمياء إﻻ أنها لم تتوقف عن القلق والحزن على أختها ، مع مواجهتها لحبها العقيم والذي بات مستحيﻻ ،في ظل زواج نعمان من شادن ، ولو كانت فتاة أخرى من غير العائلة ، لربما أصبح المستحيل ممكناً ، لكن كيف تصبح لمياء وشادن لرجل واحد .

تجلست على السرير ، والسماء الملبدة بالغيوم كما لو أنه المساء ، رغم أن الساعة كانت السابعة صباحاً ، جعلت من اﻷجواء شديدة البؤس والكآبة ، أستقرت عيني سلمى التي تشعر باﻷسى ، على أختها التي تمددت على سريرها وهي تدفن وجهها في الوسادة وتجهش بالبكاء وهي تقول .
:- نعماااااان ، لقد أحرقت قلبي ، آه يا نعمان .

شعرت سلمى بأنها على وتيرة البكاء ، إذ أن مشاهدتها ﻷختها تنهار بهذه الطريقة ، أفطرت قلبها البريء ، فخرج من سريرها بمنامتها الواسعة ، شعرها المجعد الطويل كان في حالة من الفوضى ، وقفت أمام سرير أختها وقال برقة .
:- لمياء ، هل أنت بخير ؟ .

توقفت لمياء فجأة عن البكاء ، ورفعت رأسها عن الوسادة ، وحدقت بإختها بعينين محمرتين وشعرها مشعث ، زمت شفتيها المحمرة وتجلست على السرير وهي تقول بعنف .
:- بأفضل حال ، ما الذي يمكن ان يجعلني لستُ بخير!!! .

موقف لمياء الشرس ، جعل منها تتراجع ، ويتحول كل حزنها إلى إشفاق ، شعرت سلمى بأن أختها قد تظن أنها ستشمت بها أو من هذا القبيل ، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك ، هي حزنت عليها للغاية ، ولكن اﻷن ومع موقفها اللامبرر ، أشفقت عليها جداً .

:- جيد ، ظننت أنك حزينة على حبك الضائع ، إذاً أكملي بكائك بينما أذهب وأغير مﻻبسي ليوصلنا عبد العزيز .

ألتفتت تكمل طريقها إلى الحمام ، ونعم كانت كلماتها فظة بعض الشيء ، عل أختها الغبية تستفيق وتنظر حولها جيداً ، وقاعدة قد تعلمتها سلمى في حياتها ، من ﻻ يراني نوراً في عينيه ﻻ أراه تراباً تحت قدمي.

نعمان لم يعلقها به أو يعطيها أي أمل في تطول عﻻقة ، أو حتى نشأة عﻻقة بينهما ، كان دوماً يخبرها أنها أخته ، جميع بنات عمومته كذلك ولم يستثني بذلك لمياء ، حتى ﻻ تشعر أنها هي الوحيدة التي يشعر إتجاهها بشعور اﻷخوة .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now