البارت التاسع عشر

34K 994 254
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

**********************

:- أسمعني يا ولدي ، الحياة تصبح نقمة عندما نسمح للغضب والكره أن يقودنا ، إﻻ زوجتك يا نعمان ، مهما حدث فأصبر عليها وتفهمها ، وﻻ تدع نفسك تنقاد خلف القوة المزيفة ، القوة على ما هو أضعف منك .

وضع نعمان يده فوق يد الجد وقال له .
:- ان شاء الله يا جدي ، تكون اﻷولى واﻷخيرة .

خرج نعمان من عند الجد إبراهيم ، فتأنى خارجاً وعينيه تحدق في الزواية المظلمة في المنزل ، لقد رأى شيء قد مر بسرعة ، ترى ما الذي يحدث لعقله !! ، أﻻ يكفي قلبه قد جن ، فكيف لو حدث لعقله ! ، أبتسم بسخرية وأكمل طريقه خارجاً ، هذا ما كان ينقصه أيضاً .

قاد سيارته في طرقات القرية المعتمة ، كان يفكر في كﻻم شادن ، كيف علمت أنه فقد عائلته ؟! ، ما الذي جعلها تصف موت عائلته ب(الفقد) ، هل يمكن أن تكون قد عرفت عن حياته ؟! ، من الذي قد يقول لها ، عن ماضيه ؟ ، اﻷسوء من ذلك ، واﻷعمق ألما كلمتها التي لن ينساها مهما بقي حيا .

زفر أنفاسه بينما يقف أمام بوابة القصر ، وأخرج كفه للحارس الذي كان جالس أمام البوابة على غير العادة ، ضغط على أبواق السيارة لجزء من الثانية ، فشاهد جسور يقفز من فوق الكرسي بإرتعاب ، كما لو أن صعقة كهربائية قد أصابته .

عندما رأى سيارة نعمان ، ركض إليه بسرعة وهو يقول بينما يقف بجانب نافذة السيارة .
:- شيخ نعمان ، أنا ... لم أشعر متى غفوت .

هز نعمان رأسه ، بالكاد تُسمى إيماءة ، وقال لجسور بهدوء .
:- ﻻ مشكلة ، ولكن أين الحارس اﻵخر ليناوب عنك .

:- لقد طرده السيد ذياب .

حملق نعمان بالحارس صغير السن ، فقال له بنبرة مبهمة .
:- لماذا طرده ؟! .

أنزل جسور رأسه ، وقال .
:- لقد كان...كان تابعاً لعائلة النابلسي .

بقي نعمان يحدق بالحارس لعدة ثوانٍ ، الحارس كان تابع لعائلة النابلسي !! ، لقد شك نعمان به ، كان نعمان كلما خرج من القصر رأى نظرات الرجل إلى القصر ، نظرات إستكشاف ، لقد رأه في أحد المرات ينظر إلى سلمى ولمياء أثناء خروجهن إلى مدارسهن ، لكنه ظن أنها حمائية ، وﻷول مرة نعمان يغفل عنه شيء كهذا  .

أكمل نعمان القيادة بعدما فتح له جسور الباب ، ودخل إلى المرآب ليركن سيارته في مكانها ويخرج ، أراد أن تكون نائمة ، ﻻ يعلم لكن في هذهِ اللحظة هو غير قادر على خلق مناقشة ستتحول إلى مشاجرة كبيرة ، إما أن يغضب كﻻهما وإما أن يجن جنونه مرة أخرى .

كان القصر غارق في الهدوئ إﻻ من أصوات صرصار الليل ، فدخل نعمان إلى الداخل ، لكنه وقف بداخل بهو القصر عندما سمع أسمه ، ورأى فتاة تقف أسفل الدرج ، رغم أن العتمة قد أظلمت على وجهها ، لكنه عرفها ، كيف ﻻ يعرفها ! ، أنها الفتاة التي ﻻحقته من صغرها ، كانت في السابعة من عمرها ، عندما أتت إليه ، بينما كان يدرس في غرفته أمام كتبه .

وتسألينني...ما الحب؟!Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu