البارت السادس عشر

34.5K 1.1K 465
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .

**********************

عينيها العسلية برقت وهي تقول له بصوت خافت لهدوء المكان سمعه وسمع حتى تنفسها الناعم وهي تقول له .
:- ولما ﻻ أثير جنونك ، قد أحرك الحجارة قليلاً .

صمت نعمان ونظر لها ساكناً ممعن النظر بهذه المرأة المجنونة ، عينيه حدقت بشعرها المبعثر ، إلى وجهها الخالي من الماكياج ، ثم إلى مﻻبسها الرثة ، كانت بعيدة كل البعد عن اﻷثارة !  فرفع حاجبيه بحركة سريعة مع تنهيدة نفاذ صبره ، ليقول لها بسخرية .
:- أثيري جنون اللصوص علهم يخافون من هيئتك ويبتعدوا عن المكان بعدما يصابون بجنون .

أحتقن وجهها ﻹهانته الصريحة التي قد قذفها بوجهها وقالها بصريح العبارة ، فأمتعضت مﻻمح وجهها وأقتربت منه تطهر جرحه متوعدة إياه بكل ما لديها ، أنها سترد الصاع صاعين ، وإهانته تعيدها إليه أضعافها .

كان يحدق بظلها وظله على اﻷريكة ، بينما لمساتها الناعمة تحط كفراشة على رأسه ، قالت له وصوتها يتقلص مع تقلصات وجهها وكأنها هي من تتألم ، وكأن الجرح قد أصابها هي بدل منه .
:- هل يؤلمك ؟! .

:- ﻻ .

كان صوته جامد ، فتسائلت مرة أخرى مما مصنوع هذا الرجل !! ، ﻻ شيء على اﻷطﻻق يؤثر به ، ﻻ ألم جسدي وﻻ حتى معنوي يشعر به ، عضت على شفتها السفلية تمنع نسها من الضحك فجأة ، عندما بدأ يتكرر أمامها المشهد ، كم أنها غبية ؟! ، لقد قالها لها ، ومن شدة غضبه منها أراد خنقها ، لكنه لم يفعل ، بل أبتعد عنها بهدوء أثار أستغرابها وأخذ مناديل ورقية من على الطاولة وكأن شيء لم يحدث!! .

*********************

كانت هتان جالسة لوحدها في المطبخ ، لقد شعرت وكأن داخلها خاوي ﻻ يحتوي على شيء إطﻻقا ، وضعت كفيها على وجهها فجأة وأجهشت ببكاء يقطع نياط القلب ، في وحدتها الصامتة ، ﻻ أحد يواسي ضعفها ﻻ صديقة لديها تخبرها لتساندها قليﻻ وﻻ حتّى أخت ، أمها ولم تعد موجودة ، تلك التي كانت أكثر من أم ، كانت أخت وصديقة كانت توأم روحها قبل كل شيءٌ .

أمسكت هاتفها وأتصلت على نعمان ، تنفست بعمق وراحت تكفكف دموعها بكفيها ، أخذت انفاسها مرة أخرى عندما فتح الخط وأتى صوت نعمان يقول لها بنبرة قلقة .
:- هتان؟ ، هل أنتِ بخير ؟! .

حدقت في زجاجة الخمر ، التي وضعها كنعان في وقت سابق في المطبخ ، قالت بصوت مرح بأقصى تزييف .
:- بالطبع بخير ، لما ﻻ أكون كذلك ؟! .

:- أنها العاشرة مساءً كما تعلمين ، لهذا ظننت أن مكروها أصابك .

أرتياح نفسي كان صوت نعمان بالنسبة لها ، نبرته الخشنة ، التي ﻻ تخلو من الجدية وكأنه على وشك مشاجرة أحدهم ، لقد أعتادت على سماع صوته ، كان نعمان بمثابة مدرع حامي لها من كل أذى ، ومنذ نعومة أظافرها كانت تراه كأخ كبير لها .

وتسألينني...ما الحب؟!Where stories live. Discover now