" لا يوجد لدي حلاً آخر سواء ما اراهـ ولّدي من تفكير ، خصامنا قد طال حتى و ان مرت ايام .."يتجرع ريقهه رفاقي و انا احملق الى ملامحة المحزونة و هو يسـرد الحديث الذي يحملة .
" ارى بأنها طويلة كطول الاعوام و لا استطيع بها ان اقترب ، لم يكن هذا بسببك فقط ، بل بسببي أنا ، لمةُ نفسي مراراً ولا استطيع كيف ابرر اليكِ مدى خجلي و خسارتي .."
صمت وهو يضع كف يدة المكوم بهدوء على شفتاه وينظر جانباً ومن ثما الى وجهي الصامت المستمع اليه.
" اكـرهـ الفكرة التي تجعلني لا ازال متاحً هنا ، وانا شخصً فاسداً لا يستحق كل ما تقدميـن الـي .."
" ابي لن يقبل بهـذا ! "
قلتها متجرعً ريقي .
" سيتقبل .."
" واين ستذهب ؟"
رددت بسؤال قبل ان يكمل .
" سأذهب الى مدينتي ، سأبحث عن شقة هنالك ، بالتأكيد سأجد مكانً يحتويني بالنقود التي املكها هنا من الحقل ."
كل ما بس الان يريد ان يمنعة بكل قلت صبر ، اريد ان اردعة عن الذهاب ، اريد ان اربطة بأحبال قوية على الكرسي الجالس به ايريد ان استقيم بجسدي حولة و اتشبث به لكي لا يرحل ..
" حسنـاً هاري ، أفعل ما شئت ، وكون بخير حيث ما اردت ان تمكث ، في حال ما شتدت اليك الليلي الباردة و الحاجة تذكر بأن هنالك من سيمد يدهـ اليك دوماً ."
دمعتي قد سبقتني و انا اقول اليه الكلمة بدون ان ترحمني امام عيناه المتلئلئتان الي .
توقفت من الطاولة وانا امسح بيدي على دمعتي الساقطة ململمة قلبي المكسور بيدي بحتضان ، لم اجد سواء يداي تسعفان وانا اضعهما في وجهي كاتمة شتات قلبي و كرامتي التي كانت تتحكم بلساني .
-
" هاري هذا اسواء قرار قد اكون سمعته منك على الاطلاق ، انا لا يمكن ان اتخلى عنك هنا ، انت ابني التي قد عوضتني به الحياة .."
ابي كان يقول الى هاري الذي قد صارحة بقرارة كما يبدو ، فانا كنت في غرفتي منذ ساعتها و لم اخرج ، استمع الى صوته العال و انا اتقدم بهدوء الى الباب و انا اتجسـد أستماعاً للصوت .
"لكنني احد بان وجودي هنا قد طال و يجب ان اجد لي مكاناً لي لترتاحان هنا ."
" هذا المبرر ليس بمقبول ، لو كنت حقاً لاارتاح بوجودك هنا او شعرت بان ابنتي ايضاً تفعل لكنت اتخذت هذا الاجراء من مدة ، من قبل حتى ان اسمح لك ان تكون لديك غرفة خاصة بمنزلـي."
أبي كان صارمً بِعدم مغادرته الديار ، حيث ان جانب مني اصبح مرتاحً ، هو قلبي بتحديد .