الفصل الثاني

1.1K 60 15
                                    

وجوه خادعة
الفصل الثاني
للقدر آراء أخرى الجزء ٣
ناهد خالد
ارتخت ملامحه وهو يسألها بترقب ونفاذ صبر : ازاى؟
فلتت دمعه أخري انسدلت علي وجنتها وهي تهتف بغصة بكاء : قتلوه بسببه، بسبب شغل زين معاهم بابا كان التمن واتقتل،... ابتسمت بسخريه ووجع مكملة... لا الحقيقه انا اللي كنت مقصوده بس جت في بابا، ومات،مات في حضني، تفتكر بقي هقدر اسامح زين مهما عمل.
اتسعت عيناه بصدمه لما يسمعه، من الواضح أنها عانت الكثير.
أغمضت عيناها لتتساقط تلك الدمعات المختزنه بها، رجعت بذاكرتها للوراء، تحديداً يوم كتب كتابها
Flash back
كان جميع من في فيلا الألفي يقفون على قدم وساق لكل منهما وظيفته التي يؤديها على اكمل وجه، فاليوم مناسبة سعيده للجميع، فأخيراً بعد أعواماً كثيرة شهد فيها كل من بالفيلا علي عشق كلاً من زين وليل سيجتمعا معاً ويربطهما الرابط الأبدي، أخيراً سيكمل كلاً منهما الآخر، امتلأت الفيلا بالتجهيزات وبدأ الوافدون بالقدوم فهي حفلة كتب الكتاب، ومن المقرر أن يتم الزواج بعد شهر لحين عودة حياة أخت ليل من الخارج حيث تدرس هناك.
كانت بغرفتها تتجهز، والسعادة تغمرها ومعها رفيقتها وعد وسما أخت زين.
ارتدت ثيابها التي عباره عن فستان أبيض مجسم بحملات عريضة ، يتصل به طبقه من الشيفون من عند الخصر ، تنسدل خلفها بقليل، وحذاء أبيض بكعب عالي، وأطلقت العنان لشعرها الأسود لينسدل علي ظهرها بانسيابيه، وضعت مكياجها المناسب، دق الباب لتسمح بالدخول
دلف والدها ينظر لها بأعين تفيض فرحاً، وتلألأت بها بعض الدموع، اقترب منها ووقفت هي بدورها تقابله، أمسك يدها بحب وحنان بالغين مردداً : كبرتي ياوعد وهسلمك بأيدك للي هتتكتبي علي اسمه، معقول انا دوري انتهي بالسرعه دي.
هتفت بسرعه وهي تهتف بضيق ودموعها تملأ عيناها : لا اوعي تقول كده يابابا، انت عمر دورك ماهينتهي، انا هفضل طول عمري علي اسمك، وهفضل محتجالك، هتفضل اول حبيب واول صاحب ليا، عمر ماحد هيقدر ياخد مكانك ولا دورك في حياتي.
رفع يده يضعها علي وجنتيها وهو يمسح دموعها هاتفاً بحب : وانا لأخر نفس فيا هكون جنبك، ومعاكي، وحتي دلوقتي هسلمك للي متأكد انه هيصونك، لو لفيتي الدنيا دي كلها يا ليل مش هتلاقي حد يخاف عليكي ولا يحبك بعدي غير زين، فاهمه يابنتي.
هزت رأسها بإيجاب : ايوه فاهمه.
ابتسم لها وأخذ يدها ونزلا للأسفل، وصلت إلي الدرج لتجد زين واقفاً بالأسفل معطياً إياها ظهره ببدلته البنيه الأنيقة، تعلقت الأنظار بها ليلتفت زين لها فاحتلت نظرات العشق عيناه وهو ينظر لها بابتسامه رائعة، هبطت مع أبيها حتي وصلت للأسفل أمامه تماماً، يتبادلان النظرات بحب ظاهر للجميع، أفاق زين علي صوت عمه الهادئ وهو يضع يده أعلي كتفه: زين انا النهارده بسلمك أغلي حاجه في حياتي، بسلمك حته مني يابني، ولولا إني عارف إنك هتحافظ عليها حتي من نفسك، مكنتش قبلت بأي ارتباط دلوقتي وهى لسه يدوب تامه العشرين النهارده ، بس أنا عارف أنك هتحافظ عليها لأنك بتحبها بجد.
التقط زين يده يربط عليها يطمئنه : متخافش ياعمي، ليل هي حلم عمري كله، من أول ما بدأت أفهم الدنيا وهي حلمي اللي بتمني يتحقق، أكيد مش بعد كل السنين دي والعذاب اللي شوفته هضيعها من ايدي أو أذيها حتي لو بكلمة،..... اقترب منه يهمس له في أذنه وهو ينظر ل ليل الذي تتابعه بفضول... بعدين أنت عارف قد أي انا ضعيف قدامها وبنظره واحده منها بنفذ اللي هي عايزاه حتي لو اي، فأكيد مش هقدر أشوف نظره وجع في عينها أكون السبب فيها.
ابتسم منصور بمرح وهو يقول بهمس مماثل : بس مش حلوه في حقك ضعيف قدمها دي، ده انت زين الألفي.
زينت ثغره ابتسامة واسعة وهو يقول : انت عارف اني قصدي بضعفي قدمها، اني مبقدرش ازعلها مش خوف منها مثلا عشان يبقي عيب في حقي.
ابتعد منصور عنه وهو يهتف له بصدق : ربنا يسعدكم يابني، انا واثق فيك يازين.
_المأذون وصل
قالها حازم الذي دلف للتو يخبرهم بوجود المأذون بالخارج فهم قد أعدوا الحديقه لأقامه الحفل، اقترب من زين يربط علي كتفيه مردداً بمرح : يلا ياعريس انت لسه واقف! ده انا قلت أول ما هتشوف المأذون هتهجم عليه، ده انتي ياقلب أخوك بقالك سنين بتحلم باللحظه دي. أنهي كلامه بغمزه عابثه فلكمه زين بضيق في صدره وأخذ ليل وخرج إلي الحديقه متجهين إلي المأذون وسبقه والدها وحازم تبعهم.
هتف المأذون : أين الشهود
زين بتساؤل : حازم فين أسر اتأخر لي؟
كاد أن يتحدث ليجد أسر يهتف وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة : أنا.. أسف.. كان عندي شغل ويدوب علي ماخلصت.
منصور : طيب يابني خد نفسك بالراحه.
أخرج بطاقته وأعطاها للمأذون
المأذون : وأين الشاهد الثاني؟
نظر زين لحازم، ولكنه لم يبدي أي رد فعل، فهتف بضيق : اخلص يابني ادم انت واقف تتفرج!
وضع حازم يديه علي جيبي بنطاله وكأنه يبحث عنها ومن ثم وضع يده علي جبينه وقال بابتسامه بلهاء : اوبس، شكلي نسيتها.
احتدت عيني زين بغضب وهتف من بين أسنانه : حازم، بطل استعباط وانجز بدل ما اقوم انا اجيبها.
المأذون باستعجال : حصل خير يازين باشا، اي حد تاني يجيب بطاقته.
أخرج حازم البطاقه سريعاً : اهدي بس ياعم الشيخ انا بناغشه، عيب يبقي كتب كتاب أخويا ومشهدش عليه، بس ياليل فكري تاني عشان متقوليش اني مش حذرتك
هتف زين بضيق : ولا، انت هتسكت ولا اقوملك انا بدأت اتخنق منك.
انتهي المأذون من إجراءات كتب الكتاب ليقف زين بغتة جاذباً ليل لأحضانه ضاغطاً عليها بقوه حتي كاد يدخلها بداخله وهو يهمس بجانب أذنيه بشجن : ياااه أخيراً ياليلي.. أخيراً بقيتي ليا.. لقد هرمنا ياشيخه.
ابتسمت بخجل وهي تبتعد عن أحضانه بهدوء، ليتمتم باعتراض: لي بس بتبعدي لي ده انا ماصدقت.
هتفت بهمس : زين بس الناس بتبصلنا.
تنهد بهدوء هاتفاً : ماش بس ليا حضن وبوسه بعد الناس ماتمشي.
انتفض الاثنان علي صوت حازم العالي الذي هتف بشهقه: بوسه! الحق ياعمي ابن اخوك بيقولها بوسه.
تلفتت ليل حولها بخجل كاد يقتلها وتوتر، في حين وضع زين يده علي فمه سريعاً يكممه وهو يهتف بابتسامه مصطنعة : معلش ياجماعه اخويا بس عنده مشكله في السمع.
جاء منصور يهتف بحده مصطنعة : بوسة اي يا زين.
هتف زين بتوتر : كوسة... كوسة ياعمي، بقلها نفسي في محشي الكوسة.
_كوسة اي دلوقتي. رددها أسر بغرابة
زفر زين بضيق : ياعم هي نقصاك انت التاني، هي جت علي بالي فجأه عادي يعني.
أزاح حازم يد زين وهو يهتف ببلاهه : اه ياجماعه فعلا هو قال كوسة، بس أنا مخدتش بالي.
نظر له زين بغيظ ليقترب منه حازم محتضناً إياه : مبروك يازينو.. مبروك ياحبيبي.
اقترب منصور من ليل ليحتضنها بحب هاتفاً : الف مبروك يانور عيني.
شددت علي احتضانه : الله يبارك فيك يابابا.
ابتعد عنها قائلا : ثواني.
مد يده بجيب بنطاله لكي يأتي لها بهديتها والتي كانت عباره عن خاتم من الألماظ رائع التصميم... أخرج علبه صغيره جدا من جيبه ليفتحها أمامها.. شهقت ليل بدهشه من جمال الخاتم الذي أمامها لتقول بدموع : الله جميل اوي يابابا.
ابتسم لها برضا علي ردة فعلها: حبيبتي الجميل للأجمل.
أخرج الخاتم ومدت يدها لكي يلبسها إياه ولكن انفلت من يده ليقع أرضاً كاد أن ينحني ليأخذه لكنها هتفت سريعا: انا هجيبه.
انحنت تلتقط الخاتم.. مدت يدها وما ان التقطته حتي استمعت لصوت طلق ناري وصراخ ملئ الأرجاء، ما كادت ترفع رأسها حتي استمعت لصراخ زين علي أبيها وفجأه وبنفس اللحظه وجدته يسقط أمامها بجوار يدها.. نظرت له لتجد بقعه دماء واسعه احتلت صدره لطخت قميصه الأبيض، ارتعشت يداها وارتجف جسدها بعنف، اقترب زين وحازم وأسر والجميع منه، زحفت بعجز تجاهه وهي تري عيناه تنظر لها، وصلت إليه ترفعه بصعوبه ليستند عليها،ويمتلئ فستانها الأبيض بالدماء، وبالكاد هتفت بارتعاش وهي تنظر له وتسير بكفها الاخري علي وجنته : ب.. با.. با.
ابتسم بضعف بالغ وردد : قولتلك.. ه.. هفضل جنبك.. لآخر.. نفس.. ف.. فيا.
هزت رأسها بعنف لتجده يغمض عيناه مسدل الستار علي حياته وحياتها مع زين، صرخه مدويه خرجت منها وهي تحتضنه بعجز : بابااااااا.. لااااا... متسبنيش.. لااا.. قوووم عشان خاطري.... زين بابا يازين.... لااا....يابابا قووم..
Back
انهمرت دموعها بوجع لتذكرها ماحدث وأكملت : الرصاصة دي كانت ليا انا، بس لما نزلت أجيب الخاتم جت فيه.
تنهد آدم بتأثر وقال: واي علاقة زين باللي حصل؟
_جالي رساله تاني يوم من اللي قتلوه، والي طبعا ماعرفهمش، بس بعتولي دليل ان زين كان شغال معاهم، وبابا عرف ف اتدخل واقنع زين يبعد عن الطريق ده، وفعلا زين قرر يبعد، وراح مع بابا للواء في المخابرات صاحب بابا عشان يساعدهم، ولما عرفوا بعتوا لزين يهددوه لان اللي بيدخل بينهم مبيخرجش غير بالدم، بس زين رفض يرجع ليهم، فضلوا يهددوه وبعدين قرروا ينفذوا تهديدهم، وعرفوا اني نقطة ضعفه فقرروا يضغطوا عليه بيا، علي فكره قالولي أن الرصاصة لو كانت جت فيا، كانت هتيجي في كتفي من ورا، مكانتش هتموتني، متفقين علي كده مع القناص، لكن لما جت في بابا الوضع اختلف، واجهت زين واعترف بده، وانه فعلا شغال مع المافيا، وهو من كبار المنظمه في مصر، وانهم بيشتغلوا في كل حاجه ممنوعه، وان بابا كان متفق معاه انه يرجع عن الطريق ده..
صمتت تأخذ أنفاسها وأكملت : طبعاً أنا ثورت واتهمتوا أنه السبب في موت بابا وعلاقتنا بقي واقف فيها اللي حصل بينا ، اتفقنا بعد معاناة اني هديه فرصه، رغم اني كنت عارفه اني مش هقدر، بس مكنش ينفع ابعد في الوقت ده لانه خطر، بعدين طلبت منه انه يبعد عنهم زي ما كان متفق مع بابا، بس رفض وقالي مش هينفع بعد اللي عملوه، واننا هنكون مهددين بالخطر، وانه مش مستعد المره الجايه تصيب ويخسرني ولازم يهاودهم، وبالتالي ضيع كل اللي بابا عمله، وكمل شغل عادي مع الي قتلوه، ده عمل فجوه كبيره جدا بينا، وبعد فتره قولتله اني معنديش فرص اديهاله وانه اصلا ميستهالش ده، واتفقنا نفضل مع بعض علي الورق وبس، ووقت ماحد هيحب يفارق هننهي كل حاجه بينا.... نظرت له بتمعن وقالت : عشان كده بقولك اني مخدعتكش يا أدم، ولا خنت زين، ده اتفاق مابينا، ان كل واحد يعيش حياته بدون اي رابط بينا غير أننا ولاد عم، عارفه ان حقك تعرف وكنت هقولك والله بس لما يبقي في بينا حاجه او علي الاقل تعترفلي بمشاعرك، ساعتها يبقي ليك حق عليا اني اعرفك.
ابتسم بسخريه مردداً : والله! ده علي أساس اني معترفتش ليكي النهارده، وانتي عملتي اي! قولتيلي انك بتبادليني مشاعري بكل بجاحه، مقولتليش لي وقتها عالحقيقه؟
_عشان مش وقته ولا مكانه، اقولك في خطوبه اختي! عشان تحصل مشكله، انا كنت ناويه والله اني اقولك بعدها.
_ودلوقتي محصلش مشكله!
لوت فمها بضيق :
_مكنتش اعرف ان زين هييجي
_قصدك مكنتيش تعرفي انك هتتكشفي.
مسحت وجهها بيدها قائلة :
_آدم، انا اسفه، بس اتمني تفهم كلامي بعيد عن مشاعرك ناحيتي دلوقتى، فكر في كلامي هتلاقيني صح.
جاء بخاطره سؤال مفاجئ ليقول :
_حازم يقربلك اي؟
ابتلعت ريقها بتوتر بالغ :
_حازم.... حازم مش ابن خالتي.. بس يقربلي من جهه زين.
ضيق حاجبيه بتساؤل :
_زين وحازم.. طب ازاي؟
ابتعدت بنظرها عنه قائله بخفوت:
حازم وسما.... يبقوا أخوات زين من الأم.
صدمه احتلت وجه مع عيناه المتسعه وفاه المفتوح وجبينه المقطب ردد بزهول :
_حازم أخو زين
أكمل بغصب وهو يقف بغته انتفضت هي علي أثرها: انتوا اي؟ ها! انتوا كلكوا كدابين، انتي تطلعي متجوزه ومرات عدوي وكنت بتستغفليني، وحازم يطلع أخو اكتر حد بكره في حياتي وبرضو مخبي عليا، انتوا الكدب بيجري في دمكوا.
ردت بتوتر وخوف :
_ لنفس السبب يا ادم اللي انا خبيت عشانه ، حازم معرفكش غير بعد ما اكتشفتوا ان زين مع المنظمه وقتها هو اشتغل معاكوا، مكنش ينفع يقولكوا انه اخوه واتفق مع اللواء علي كده، عشان هتشكوا فيه طول الوقت، وكمان بعد حوار يحي الموضوع بقي مستحيل عشان مش يخسركوا.

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora