الفصل الحادى والعشرين

753 47 7
                                    


#الفصل الحادي والعشرون
#وجوه خادعه
#سلسة للقدر آراء أخرى الجزء ٣
#ناهد-خالد
#أقوي فصول الجزء الثالث

_عزززب.
صرخ بها آدم ليأتي المدعو عزب من الخارج يحمل شئ في يده، ليهتف آدم بشر :
_هات ضيافة الباشا.
نظر يوسف لما يحمله بذعر وأوصاله ترتجف بعنف، يهتف بهستيريا صارخة :
_لالالااااا، أنت هتعمل أي! لا والنبي لااا أنا مليش دعوه بلااش.
ليهتف آدم وهو يرفع كتفيه ببراءه مردداً بشرار ينطلق من عينيه:
_العين بالعين، والسن بالسن، والبادي أظلم، وطباخ السم بيدوقه ياچووو.
انتفض جسده فزعاً، كلما اقترب منه ذلك العزب وهو يمسك بيده حقنه بها مادة ما، ليس من العسير توقعها، بالطبع سيفعل به مثلما فعل بأخيه، ظل يصرخ كلما اقترب عزب أكثر وكأن صراخه سينقذه، هتف آدم ببرود ثلجي بعدما توقف عزب أمام يوسف وأزال غطاء الحقنه :
_ها يا يوسف عندك حاجه تحب تقولها!؟
يخبره بالخفاء  أن يتحدث، ويقول كل ما يعرفه، وإلا ستنفذ الحقنه بجسده مخترق دوائها السام عروقه، وتبدأ معانته الشاقه، هتف بارتجاف:
_والله... والله ما اعرف حاجه، أنا.. أنا في حد كلمني في أول السنه الدراسية ،.. لا لا.. قبل ما تبدأ، وطلب مني أحول لحقوق عشان اكون مع شخص اسمه مروان، وعرفني عليه، وقالي اتقرب منه، واخليه يثق فيا ونبقي صحاب، وبعدها أبدأ معاه بالحبوب و واحده واحده أدخل علي الحقن أو البودرة، أول مره حطيت له الحبوب في الاكل، وبعدها بدأ هو يصدع، فعطيته شريط حبوب مسكن بس جواه الحبوب بتاعتنا، وقلتله أن بابا بياخد منها، وبعد فتره، كلموني وقالولي أسرع بالخطه التانيه، بس جت معايا صدفه لما كنا في فرح أخوه، ومن الصدفه إني كنت جايب الحقن لسه مستلمهم من شخص تبعهم، ونفذت الخطه، لكن أنا أقسم بالله عمري ما شوفت حد منهم، أنا الفلوس كانوا بيحولوها علي حسابي في البنك، وكان في واحد بيكلمني في الفون بس معرفش اسمه حتي، وأول حد شرحلي الحكايه كان راجل تبعهم ومشفتوش تاني، واللي عطاني الحقن حد تالت خالص، ده كل الي أعرفه والله.
قال الاخيره وهو ينظر للحقنه بهلع، نظر له آدم لثوانِ، حسناً هو كان متوقع أن يوسف لن يفيده بشئ، والآن هو متأكد بأنه لا يكذب، ارتجافه جسده من الخوف، وعيناه الفزعه، تعني أنه وصل لحاله سيفعل أي شئ لإنقاذ نفسه، كما كانت عيناه ثابته وهو يروي ما حدث، لم تهتز إلا خوفاً وليس كذباً، ابتعد يهتف بهدوء :
_مصدقك، بس ده مش هينفي أنك لازم تتعاقب.
اقترب عزب يمسك ذراعه، يغرس الإبرة بها، والآخير يصرخ مترجياً تركه ولكن لا حياة لمن تنادي، كان يتحرك بعنف حتي أن ذراعه قد جُرح من الإبرة، انهالت دموعه بعجز، لم يستطع الفرار، ولم يستطع منع هذا السم من الدلوف لجسده، يعلم أنه بعد ساعات سيعاني مما عاني منه مروان، بسببه، حتي وإن لم يكن الفاعل، ولكنه كان أداة الفعل.
تنهد آدم ببطئ، لم يلجئ يوماً لمثل هذه الأفعال، لم يؤذي أحد بتلك الطريقة، ولم يظن أنه سيفعل يوماً، لكن أحياناً يتوجب عليك التخلي والتحلي، التخلي عن مبادئك وقوانينك ومشاعرك الإنسانية، والتحلي بجمود القلب، إنعدام الشعور، حتي لا تؤخذك شفقه تجاه هؤلاء الذين أذنبوا في حقك، وحينما يتعلق الأمر بالعائلة لاينبغي التهاون.
نظر آدم ليوسف الذي تراخي جسده المعلق، واخفض رأسه يبكي بعجز، ليشعر أنه خطي أول خطوه في طريق الانتقام لأخيه، والأخيرة ستكون في جنازة الفاعل الحقيقي، من يريد الانتقام منه أو من أبيه في أخيه، لكن عمار كان ينتقم من رحيم ل أبيه، وعمار بالسجن ومن المستحيل أن يصل أحد إليه، إذا ً الأمر لا يتعلق ب رحيم!؟ ف عدو رحيم الوحيد هو عمار! أم أن للحكايه بقيه؟ وهناك من يشاطر عمار إنتقامه؟.
التفت ينظر ل ليل وهو يتجه للخارج، لتخرج معه، ولم ينطق أحدهم بحرف، كل منهم يفكر ب الأمر، تلك الكارثه التي لم تكن علي بال، ما الحل!؟ وماذا سيفعلون؟! وماذا سيحدث مع مروان؟ من دخل حربا ً ليس له فيها شئ، اتجه كلاً منهما لسيارته وهو شارد الفكر، فيكر في القادم، وكم أصبحوا يخشوا هذه الكلمه. (القادم)
___________
وصلوا أمام الفيلا، توقفت السيارتان، وترجل كلاهما، نظر آدم ل ليل وكأنه يسألها إلام توصلتي؟ ولم تكن عيناها أقل استفساراً منه، تنهيده حاره خرجت من جوفه ومن ثم هتف :
_لازم اخده وأبعد، مينفعش حد يعرف، هعالجه بنفسي ، ومش هرجعه إلا لم يرجع زي ماكان.
قالت بهدوء حزين :
_أنا كمان رافضه تماماً فكرة أنهم يعرفوا، أو أنه يتعالج في مصحه، بس طب وشغلك؟
زفر بضيق مردداً :
_ أنا كنت هاخد اجازه عشان الفرح، شهر، هقدمها الكام يوم الي فاضلين دول، هروح النهاردة أقدم طلب بيها، رغم إني كنت عاوز أفضل في الشغل عشان أجيب ابن ال****، اللي عامل نفسه الراجل الغامض ده، وأعرف هو مين.
أومأت بهدوء تربط علي كتفه هاتفه :
_أفضل بس مع مروان ال ٣ أيام اللي فاضلين علي الفرح ولما نسافر عشان شهر العسل، هبقي معاك وهفضل معاه وقت ما تحب تشوف شغلك.
صمتت قليلاً ثم هتفت بتساؤل:
_طب هنقلهم أنه رايح فين؟ وإزاي مش هيحضر الفرح؟
صدم رأسه بحافة السيارة التي يستند عليها، لا يجد مخرج للأمر، خاصة وحمزة وأسر سيعودان بعد يومان، ف كيف لمروان ألا يحضر الزفاف، ولن يستطيع تأجيله، ماذا يفعل؟!
_لقيتها.
هتفت بها ليل وهي تنتفض بحماس، لينظر لها باهتمام، فأكملت:
_أنت تقول لمروان علي كل حاجه، والاكيد أنه مش هيحب يستمر في اللي بيعمله لما يعرف أنه مخدرات، عارفه انه هيتعب وهيضعف وهيضطر ياخد منها، بس عالاقل هيقلل منها، يعني كون أنه عارف انها مسكن هياخد كل ما يتعب عادي، لكن لو عرف أنها مخدرات، هيحاول يحجم نفسه وبالتالي لو خد حقنتين في اليومين اللي باقيين يبقي كويس وتحت مراقبتك وتقلل الجرعه، وهم ٣ ايام بس، وهنعطيه مسكنات ومضادات حيويه، نساعده بيها، قولت اي؟
نظر لها بألم يجتاح عيناه مردداً بجمود:
_عاوزاني انا اللي أعطيه الجرعه، مش كفايه إني السبب، كمان أساعده ياخد السم دة.
اقتربت منه وهي تقدر ألمه، وتعرف مدي صعوبة الأمر عليه، هتفت بهدوء متمسكه بيده :
_مروان مش هينفع ميحضرش الفرح، وأهلك مش هينفع يعرفوا اللي هو فيه، ولو ما كملش اللي بيعمله، وقررنا نبدأ العلاج معاه، وقتها هيظهر عليه، والكل هيعرف، مقدمناش حل، ولو علي المراقبه، أنا هتكفل بيها، نطلع نفهمه وهاخد الي عنده وأنا هتكفل بالأدوية والجرعات.
رفع يدها يقبلها بهدوء ممُتن، مُمتن لكل ما تفعله معه، ابتسمت له تطمئنه أن كل شيء سيكون على ما يرام، اتجها للداخل فوجدوا حور ومالك وعُمر يجلسان بالصالون، هتف آدم بهدوء :
_السلام عليكم.
ردت حور فور رؤيتهم :
_ وعليكم السلام، كويس أنكم جيتوا، هقوم أجهز العشاء.
هتفت ليل سريعاً :
_سوري يا ماما، بس ممكن تفضلي مع عُمر لحد ما أخذ شور وأغير هدومي، وأدم كمان لسه هيغير، وبعدها هنزل أخده ونحضر العشاء.
تنهدت حور مردده بابتسامه:
_ماشي يا حبيبتي، أصل كل ما أقرب من جنه تصرخ وتقولي عندي امتحان ولازم اذاكر، فمعرفتش أعطيها عُمر ومالك نام زي مانتي شايفه.
ابتسمت هي الأخرى مردده :
_مش هتأخر.
صعدوا للأعلي ليقفا أمام باب مروان فقالت ليل:
_كان نايم مش عارفه فاق ولا لسة.
تنهد آدم بعمق يستعد لما سيحدث، فتح الباب ودلف أولاً تتبعه ليل التي رأت مروان وهو ينام مرتدياً ثيابه، لذا لم تنتظر ودلفت معه، وجدوه مازال نائم، نظر له آدم بحزن يحتل عينيه آلماً علي أخيه الصغير، ربطت ليل علي كتفه تشجعه، اقترب ببطئ يوقظه بهدوء، فتح مروان عينيه لينتفض حينما وجد ليل وأدم يحدقان به، هاتفاً بفزع:
_بسم الله الرحمن الرحيم، اي يا جدعان مالكوا؟ هو البيت بيولع!؟
قالها وهو يتلفت حوله، هتف آدم بهدوء:
_لأ.
أعاد بصره إليهما مردداً بتساؤل:
_اومال في اي؟!
جلس آدم بجانبه قائلاً بجديه:
_مروان عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم.
تسائل بقلق:
_موضوع أي؟!
رد آدم بجمود بدون مقدمات وبلا أي مراوغات، فالأمر لا يحتمل من الأساس:
_الحقن.
ابتلع ريقه بتوتر جلي متسائلاً بغباء مصطنع :
_حقن أي، أنت تعبان!؟
لم يتوقع مروان معرفتهم للأمر ورغم توتره إلا أنه ظن أن الأمر بعيد كل البعد علي أن يكون قد تم اكتشافه، زفر آدم بضيق مردداً بحده:
_مش عاوز استهبال، الحقن اللي أنت بتاخدها.
ابتلع ريقه بهدوء، حسناً لقد اكتشفوا الأمر، لكن كيف :
_عرفتوا ازاي!؟
غمغم آدم بصوت مُرهق:
_مش مهم ازاي، المهم اللي هقولهولك.
قطب حاجبيه بتساؤل :
_أي اللي هتقوله!؟
أخذ نفس عميق يحاول تهدئة نفسه واختيار الطريقه الأمثل لأخباره بتلك الفاجعه، سيكون الأمر صادم له بالطبع، ويجب عليه أن يتأني في أخباره، أطال الصمت فشعرت ليل بتوتره وعدم معرفته كيفية البدأ، فتنحنحت بخفوت قائلة بتساؤل لبدأ الحديث :
_هي دي حقن أي يامروان!؟
رد ببساطه هادئة لربما تحمل في طياتها بعض التخفي  :
_مسكن، واحد صاحبي قالي عليها، يعني الفتره الاخيره كنت بصدع كتير وهو قالي عليها والده بيستخدمها، وريحتني فعلاً.
صمتت بأسي عليه، فهو قد سلم كل ثقته لمن غدر به، تتسائل كيف سيكون رد فعله حينما يعرف الحقيقة؟!، هتفت بنبرة حزينه :
_لا يا مروان مش حقن مسكن للأسف.
قطب حاجبيه بعدم فهم متسائلاً بتوجس:
_أومال أي!؟
نظرت لآدم تستدعي عونه، قد قطعت نصف الطريق فليقطع هو النصف الآخر، رفع عينيه تتقابل مع عيناها، تخبره بوضوح بأن يكمل هو، وجه بصره لمروان الذي ينقل بصره بينهما بفضول وعدم فهم، ربط علي كتفه بيده مردداً بجمود زائف :
_أنت آمنت لصاحبك وده كان أكبر غلط عملته، فاكر يوم ما قولتلك متثقش فيه اوي، بس أنت للاسف وثقت، وثقه مش في محلها خالص، مروان يوسف مكنش صديق، كان عدو،وللأسف قدر ينفذ خطته اللي عرفك من البدايه عشانها،.. صمت قليلاً يستشف أثر حديثه عليه، فوجد عدم الاستيعاب هو الذي يحتل ملامحه المقطبه بعد فهم وصدمه يلوح طيفها من بعيد،
أكمل حديثه ب ألم اجتاح صدره وجوارحه:
_الحقن دي مش مسكن زي ما ليل قالت، دي.. مخدرات.
قال الأخيرة بسرعه دافعه، كمن يريد التخلص من حمل يثقل كاهله، راقب تغير ملامحه، ولكن لم يجد الصدمة من ضمن المشاعر التي تعاقبت عليه، قطب جبينه باستغراب اكبر حينما زفر مروان أنفاسه بهدوء مطأطأً رأسه للأسفل ناطراً للأرض، نقل آدم أنظاره ل ليل، لتقابله نظراتها المستعجبه من رد فعل مروان، هتف آدم بتساؤل حذر  :
_مروان، أنت كنت عارف؟
رفع نظره له يهتف بحزن وتوتر في آن واحد :
_عرفت، امبارح بس عرفت.
سأله مجدداً بجمود :
_عرفت ازاي!؟
زفره خانقه صدرت عنه، كانت تعبر عن الكثير، أولهم هذه الأثقال الذي يشعر بها تطبق علي صدره حتى كادت تخنقه، هتف بنبرة محمله بكل المشاعر السيئه :
_امبارح أنا.. كنت مع يوسف في الكلية، وبعدين قالي هيدخل الحمام، كنا في البريك بين المحاضرتين، بعدين اتأخر والمحاضره كان فاضل عليها ٥ دقايق والدكتور ده مبيدخلش حد بعده وكانت مهمه، فقررت اروح انادي عليه.
صمت يتذكر ما حدث أمس حينما سخر الله له الأسباب ليكتشف خيانة من ظنه صديقاً.
***
اتجه للمرحاض ل يطالب يوسف بالاستعجال، ولكن بمجرد أن وطئت قدماه بالداخل ورفع يده ليدق بها على باب المرحاض، استمع لما جعل يده تتوقف وجسده يتسمر محله، استمع لصوت يوسف يهتف بهمس:
-مروان خلاص بقي بياخد الحقن باستمرار، انا كده دوري خلص صح؟ ولا لسه مصممين علي حكايه اني ازود الجرعه دي؟
صمت قليلاً يستمع لحديث الآخر، ليهتف بعدها بتوتر:
_ااه بس أنا اتفقت معاكوا علي إني اخليه يدمن، متفقتش أنا علي القتل، متشوفوا حد غيري.
صمت ثانية، ومن ثم هتف بخوف :
_لالا وعلي أي، خلاص أنا هحاول اخلي الصيدلي يزود تركيز المخدر في أمبوله وهعطيها له، بس مش هعرف اعمل ده غير لما يخلص كل الحقن اللي معاه ويروح للصيدلي تاني عشان ياخد منه.
رمشت عيناه بعنف مفاجئ من شدة الوخز الذي احتلها فجأه، تراجع بجسده للوراء، وفاهه مفتوح قليلاً لايقدر علي ابتلاع ريقه، أصبح حلقه فجأه ك الصحراء القاحلة، تنفسه بطئ بدرجه مخيفه، تتردد الكلمات علي مسامعه فتزيد صدمته وكأنه يسمعها من جديد، تنحي بصعوبه دالفاً المرحاض المجاور، حينما شعر بانتهاء يوسف من محادثته، دلف وأغلق الباب بصعوبه، يشعر جسده يخونه ولا يستجيب لأوامر المخ بالتحرك، جلس بوهن فوق قاعده المرحاض المغلقة ، لا لم يجلس بلا ارتمي بجسده فوقها حتي كاد أن يكسر غطائها، امتلأت عيناه بالدموع، صامت فقط صامت ينظر أمامه بشرود وملامح متجمده، يتنفس بصعوبه، مدمن! أأصبح مدمن!؟ وعلي يد من! من اعتبره صديق!، لما؟ من يريد تدميره!، لم يرتكب شئ خاطئ في حق أحد، إذاً، لما يريدون التخلص منه!؟، تساؤلات متتابعه تضرب رأسه، أصابته بالألم، أغمض عيناه بضعف مؤلم، فتهاوت تلك الدموع التي تلألأت في عيناه سابقا ً، تهاوت ببطئ علي وجنتيه، تسير للهبوط لأسفل، كهبوطه هو لسابع أرض بعد ما سمعه منذ قليل، يشعر بروحه تتهاوي مع ذرات الرياح، لم يكن الأمر فقط لخيانه صديقه، الأمر يحمل في طياته الكثير، يحمل كونه أصبح مدمناً دون علمه حتى!، كيف سيتصرف بالأمر، كيف سيواجه نفسه ويتغلب علي الآلآمه للابتعاد عن هذا السم الذي أصبح يجري بعروقه!؟ ماذا لو اكتشف أحد من أهله الأمر؟ كيف سيخذلهم بهذه الطريقة، وهل سيتفهمون ما حدث معه؟، والأمر الآخر، يشعر بالسذاجه، لكونه قد آمن ليوسف هذا، ليس هناك أصعب من أن تؤمن لأحد ومن ثم تكتشف أنك كنت ك الأخرق يتلاعب بك الآخر،
وتكتشف أن ثقتك لم تكن سوي حماقه منك،  وتقع علي سيوف الخيانه التي تخترق جسدك بعنف معاقبة لك علي ثقتك الحمقاء،  لم يكن يستحق خيانة يوسف له أبداً لم يكن يستحق، ولكن منذ متي ونحن نحصل علي ما نستحق!؟
*********
رفع رأسه يُكمل السرد :
_بس، وقتها عرفت، ومن وقت ما جيت امبارح وأنا في الأوضه نايم، أو يمكن بهرب، مشيت من الكليه ومردتش علي اتصالته، مكنش عندي طاقه أواجهه.
ربط آدم علي كتفه يسانده، ويخبره بأنه بجانبه، وهتف متسائلا ً:
_كنت ناوي تعمل اي!؟
أجابه بتنهيده مثقله:
_فكرت أبطل، بس رجعت في كلامي، لأسباب كتير منها، إني جربت قبل كده الوجع في الاول خالص لما اتأخرت في الجرعة، ومعنديش طاقه اتحمله حقيقي، وخصوصاً أنه أكيد هيزيد، و لو حاولت أعمل ده كل اللي في البيت هيلاحظ ويعرف.
رد آدم بصرامة منهياً الحديث في الموضوع :
_هتبطل، وأنا بنفسي اللي هشرف علي ده، بس اليومين دول لحد ما الفرح يعدي عشان مش هينفع تختفي دلوقتي، بس ليل هتابعك، للأسف هنضطر انك تاخد اليومين دول جرعات عشان ميبانش عليك، بس هي اللي هتحددها وأهم حاجه عزيمتك يامروان واعرف ان مهما حصل هتبطل يعني هتبطل.
نظر له بتوتر مستشعراً صعوبة القادم، ولكن لابد منه، هو لن يترك نفسه يسير علي نهج ما خُطط للقضاء عليه، لن يجعلهم يحتفلون بنجاح مخطاطتهم ويكون هو الأداة، التفت لآدم يسأله ببحه حزن ظهرت بصوته:
_هم لي عملوا معايا كده؟ أنا أذيتهم في أي؟ ومين دول أصلاً!؟
أهناك أصعب من أن تُعاقب علي ذنب لا تعرفه، ولم ترتكبه، وهذا ظلم، بل قمة الظلم، تنهد آدم مجيباً بحزن كسي ملامحه:
_مش ذنبك للأسف، غالباً ذنب...
قاطعته ليل صائحه بلهجة تحمل التحذير لآدم في طياتها :
_غالباً احنا منعرفش هم مين أصلاً يا مروان، ولا نعرف هم بينتقموا من مين لسه، وده مش مهم، المهم دلوقتي أنك تكون كويس.
هز رأسه بصمت، ليشير لها آدم بعينيه وهو يهتف :
_هنقوم احنا نغير عشان ننزل للعشا، وأنت كمان قوم خد شاور يفوقك وحصلنا.
أومئ بالموافقة، ووقف آدم وليل للخروج، ولكن اتجهت ليل لمكتب مروان، وأدم ومروان يتبعناها بأعينهم باستغراب، فتحت الدرج الأخير وأخذت جميع الحقن الموجوده به، هاتفه لمروان بتساؤل:
_في تاني؟!
رد بحنق لم يستطع التحكم به:
_لا مفيش.
ابتسم آدم بخفوت ولكن اتساعت ابتسامته حينما هتفت هي ببرود:
_عموماً أنا عيني عليك وأبقى أشوفك تلعب ب ديلك كده ولا كده.
ضرب مروان كفيه ببعض يهتف بتعجب:
_هو أنا جوزك، ديل أي!..
أكمل هاتفاً برجاء :
_آدم، ماتتابعني أنت أحسن، ده انت اخويا حتى وهنتفاهم مع بعض.
شهقة صدرت منها وهي تهتف بضيق:
_بقي كده، يعني آدم أخوك وأنا أي، ماشي ماشي، كل ده هيطلع عليك، واخوك مش فاضي وراه شغل.
انتهت وهي تلملم الحقن متجهه للباب، هتف مروان منتفضاً:
_لأ، ياليل مش قصدي والله.. اسمعي بس.
رفعت كتفها لأعلي علامه علي عدم المبالاة وهي تكمل سيرها :
_والله أبداً.. خلاص أنا اتقمصت.
قالتها وخرجت من الغرفه سريعاً لغرفتها قبل أن يراها أحد، التفت آدم ل مروان هاتفاً بمرح :
_ربنا معاك يا أخويا.
زم شفتيه بضيق مردداً :
_شكل أيامنا عنب.
*********
وسريعاً ما جاء يوم العرس
بعدما مرا اليومان السابقان في التجهيزات المعتاده من قبل الأهل، ولكن اختلف الأمر بكون آدم وليل لم يكونا في مزاج يسمح لهما للقيام بما يقوم به العريس والعروس، ف آدم انهمك في محاولة التوصل لمن يريد أذيتهم بعد، ومن كان وراء أذية مروان، وليل صبت جم انتباهها علي مروان ومتابعته، وحينما كان يشعر بالمرض كانت تجلس بجواره تعطيه المسكنات والمضادات الحيوية تحاول تهدأته، واعطتته الجرعات بنسب ضئيله كما أوصاها طبيب المعمل الذي اكتشف الأمر، وفي وقت الفراغ وكي لا يشعر أحد بشئ، كانت تقوم ببعض التجهيزات، ك شراء الفستان، وشراء بعد المستلزمات الخاصه بحياتها الزوجيه القادمه.

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now