الفصل الثاني والعشرون

719 47 20
                                    

#الفصل الثاني والعشرون
#وجوه-خادعه
#سلسة للقدر آراء أخرى الجزء ٣
#ناهد-خالد
#أقوي فصول الجزء الثالث
انقضي الوقت بتجهيزات الحفل، وتجهيزات العروس، مع عاملات التجميل ولم يخلُ الوقت من المرح مع الفتيات، خاصة ً بعدما أتي كلاً من حياه ووعد وانضمام جنه ونغم، وبغرفة آدم كان واقفاً أمام المرآة ينهي تجهيزه وخلفه مروان، الذي لم يتوقف عن الحديث، بأمور اقل ما يُقال عنها تافهه، التفت له آدم بضجر هاتفاً:
_يابني كفاية بقي كلت دماغي، أفصل شوية.
زم شفتيه بضيق مردداً :
_يعني أنا غلطان أني بسليك.
نظر له شرازاً مردداً:
_مش عاوز حد يسليني، بعدين ما تروح تجهز.
وقف يفرد طوله وهو يشد جوانب جاكيت بذلته الرماديه، رافعاً رأسه بعنجهيه، هاتفاً:
_أنا جاهز وهخطف منكوا كلكوا الأضواء، وهتلاقي البنات علي يميني وشمالي زي الرز كده، وهتشوف .
التفت يجلب جيليه البذله وهو يرد بسخريه:
_حلو، واهو يتنكد عليك بالمره بعدها.
قطب حاجبيه بعدم فهم، ليكمل آدم وهو يغلق الجيليه :
_نغم.
انتفض في وقفته مردداً بخفوت:
_عيب يا آدم، هو أنا بتاع كده برضو، بعدين أنت عاوز كف رحيم باشا يترقع علي قفايا ولا أي، ده كل إلا الانضباط عنده.
غمغم وهو يعود للنظر بالمرآه مره أخرى :
_يبقي اتلم.
مصمص شفتيه بضيق وهو يعود للجلوس أعلي الفراش، دقات خافته فوق الباب تبعها دلوف رحيم، توقف آدم عما يفعله ناظراً له وهكذا مروان وقف من علي الفراش، تمتم رحيم بدهشه ل مروان :
_أنت هنا! فكرت آدم لوحده.
ابتسم بسماجه مردداً :
_لأ أنا أخ حنون ، ومينفعش أسيب أخويا لوحده.
ابتسم له رحيم هاتفاً:
_طيب ياحنون، سيبني مع أخوك شويه.
حك مؤخرة رأسه بحرج قائلاً :
_هو أنا بطرد ولا دي تهيوئات!
ضحك رحيم بهدوء :
_لا مش تهيوئات، يلا روح شوف حاجه اعملها.
هتف وهو يتجه للخارج :
_آه صح ده أنا كان في حته جاتوه كنت هموت عليها، هروح أكلها قبل ما حد يشقطها.
هز رحيم رأسه بيأس علي ابنة، وابتسامه صغيره تعلو ثغره، التفت لآدم يتنهد بهدوء مقترباً منه، رفع يده يربط علي كتفه متمتماً بهدوء:
_مبروك يا آدم.
ابتسم الأخير مردداً بابتسامه:
_الله يبارك في حضرتك.
تركه متجهاً للشرفه، فتبعه آدم، وقف أمام سورها واضعاً يداه بجيوب بنطاله، ناظراً للحديقه والتجهيزات التي أكتملت بالأسفل، التفت نصف التفاته، ليجد آدم يقف جواره يضع يداه في جيوب بنطاله، يقف نفس الوقفه تماماً دون قصد منه للتقليد، ابتسامه جانبيه اعتلت ثغر رحيم وهو يردد:
_تعرف أن كلهم بيقولوا أنك شبهي، ومعتقدش أنهم غلطانين.
قالها وهو ينقل بصره بينه وبين آدم، لينظر آدم له، فانتبه علي وقفتهما المتماثله، ابتسم بحرج يزيل إحدي يديه يحك بها جبهته، ارتفعت قهقهات رحيم وهو ينظر لفعلته مردداً :
_حتي دي أنا بعملها لما بتحرج.
أنزل يده ينظر للحديقه ثانيةً بإبتسامه، ابتسم رحيم إبتسامه مماثله وهو يكمل بعدما أعاد نظره للأمام :
_لما كان بيحصل بينا مشكله أو نشد مع بعض، كنت ببقي عارف إن حور بتقول في اليوم ألف مره أنك شبهي، وأنك طالعالي، وعمري ما أنكرت ده علي فكره، بالعكس أنا من وأنت لسه يدوب ٣ سنين يمكن، وبدأ تبان شخصيتك، عندك و أنك مش بتقبل حد يكون له كلمه عليك، وحاجات كتير، وقتها عرفت أنك امتدادي، أنت اللي شبهي، حمزه خد مني الجديه في الشغل والذكاء، و تحمل المسئولية، مروان... مروان مخدش مني حاجه للأسف كله ل عمك سليم وشويه من حور،.. ضحك الاثنان وأكمل رحيم بتنهيده،.. وجنه كلها حور، أنت اللي كلك أنا، بشوف نفسي فيك من أول وجديد، وده شئ ممتع جداً، أنك تشوف حياتك من اول وجديد،... صمت ثوانٍ وأكمل بنبرة حزن تخللت حديثة،.... يمكن قصرت معاك، لا مش يمكن، ده أكيد، بس صدقني عمري ما قصدت ده، كنت فاهم أن الحاجز بينا أننا شبه بعض للدرجة دي، فطبيعي نصطدم مع بعض ومنتوافقش، بس مطلعش ده السبب، السبب أني فشلت أني أحتويك، فشلت أني أقوم بدوري معاك كامل..
قاطعه آدم مغمغماً وهو ينظر له وملامحه التي تتجمد:
_بابا.
صمت رحيم يأخذ نفس بهدوء، يشعر بثقل ك الحجر في حلقه لم يشأ يوماً أن يوضع في مثل هذا الموقف، لم يتخيل أنه سيقف أمام إبنه ك المذنب، يعترف بتقصيره وإهماله، فاق علي حديث آدم :
_حضرتك بشر، وكلنا بشر، ولو كنت غلط، فأنا غلط أضعافك، مكنش ينفع أبعد وانفرد بحياتي عنكم، مكنش ينفع أني أرد عليك بالطريقه البايخه الي كنت برد بيها، أنا خسرت حاجات كتير بسبب بعدي ده وغبائي، يعني إن كنت بتحمل نفسك الذنب 10٪،فأنا بشيل نفسي الذنب 90٪، ومش جدعنه منى، لا دي الحقيقه، فلو حد مفروض يعترف بغلطه يبقي أنا مش حضرتك، وواجب عليا الاعتذار كمان.
اقترب رحيم منه يضمه له باحتواء، يحاوطه بيد ويضع الأخرى فوق شعره يملس عليه، رفع آدم يداه يحيطه بها وهو يغمض عيناه براحه، راحه لم يشعر بها قط، خلال سنوات عمره السابع والعشرين لم يشعر بما يشعر به الآن، لم يحتضنه رحيم ربما منذ بدأ يسير علي قدمه، أو منذ بدأ دخوله للمدرسه، او ربما منذ بدأ تمرده، وبالطبع هو لا يتذكر كيف كان شعوره وقتها، ولكن الآن وأخيرًا استعاد الشعور بالأمر، وكم كان رائع، كاللجاء لسنوات وأخيراً عاد لموطنه، يشعر براحه واستكانه لم يشعر بها من قبل، ولم يكن رحيم أقل منه شعوراً، شعور الذنب يتفاقم بداخله، بعدما أحس بالسنوات التي قضاها بعيداً عن حضن أبنه، ولكن شئ بداخله يتعهد بعدم الابتعاد مجدداً.
______________
وقف أسفل الدرج ببذلته السوداء المنمقه وقميصه الأبيض وجليه البذله الأسود، وحذائه الأسود اللامع، شعره المصفوف بعناية، ورائحته التي تفوح بالارجاء، يسير أمام الدرج ذهاباً و إياباً بدون هدي، ينتطر نزولها، هتف مروان الذي يقف أمامه :
_اثبت بقي خيلتني.
التفت له بضيق يهدر به:
_أنا نفسي أفهم أنت لازق فيا النهاردة لي!؟
زفر بضيق مردداً:
_مراتك هي اللي قالتلي، قال ايه مينفعش أبقي لوحدي.
ابتسم علي حديثه، فمن الواضح أن ليل قد بدأت بشد اللجام، التفت علي صوت حذاء يقرع فوق درجات السلم، يا الله هالة من الجمال تحيط بها تعطيها مظهر أكثر من الرائع، مكياجها البسيط الذي أعطاها جاذبيه رائعه، خاصة الكحل الذي حدد زرقة عيناها، والحمره التي طلت شفتيها، وشعرها الذي رُفع للأعلي علي هيئة فورمه ضخمه لطول شعرها، واحاط بها رابطه مزينة بألماسات تشع كالتاج الملكي، وفستانها، كفستان الأميرات، بأكتاف عريضه تسقط عن كتفها لتبرز ترقوتيها، وصدر ضيق يتسع رويداً حتي يصل للخصر فيتسع أكثر، يشغله الكثير من التطريزات البارزه علي شكل آزهار بتفرعاتها، كالعاده ليل تختار البساطه، نظر لجوارها ليجد رحيم هو من تتعلق بيده، وصلوا أمامه، فاقترب يأخذها من رحيم الذي هتف :
_عارف أنك هتحافظ عليها، عشان أنا خلفت راجل، بس لازم أعرفك أنها بقت بنتي زي ما أنت أبني، ويوم ماهقف في صف حد، هيبقي صفها هي.
ابتسم له بهدوء ليأخذ يدها واقترب طابعاً قبله مطولة علي جبهتها يهمس بحرارة من مشاعره:
_خطفتي قبلي وعقلي من زمان، وخطفتي نظري دلوقتي.
يطرأ علي جمالها الآخذ بطريقته الخاصة، ابتسمت بحب هاتفه بخجل، فلم تقدر سوي علي قول :
_ وأنت كمان تجنن.
اتسعت ابتسامته وهو يأخذ يدها بعدما تعلقت به ويتجه للخارج.
************
انقضي الحفل كالمعتاد من رقص وأغاني تصدح بالارجاء ومباركات مُهنئة، واتجه مروان وليل وأدم بسيارتهم يشقون طريقهم للبدأ في رحلة ستكون الأصعب علي الإطلاق
'******
بسياره آدم
هتفت ليل بهمس :
_مروان نام، شكله بدأ يتعب.
زم شفتيه بضيق قائلاً :
_لاحظت، بقاله ساعه كده مش مظبوط، واضح أننا هنبدأ بدري بدري.
أومأت بصمت، تدعو مرور القادم علي خير.
********
شق رحيم طريقه هو الآخر لإتمام الصفقه، لم يرد بعث حمزه فهو قادم من سفر طويل وقضاء عرس أخيه يحتاج للراحة، فقرر الذهاب هو.
********
وصلوا إلى الشقه التي جهزها لهم آدم سابقاً.
فتح آدم الباب ومن ثم أضاء الأضواء، ووضع الحقائب جانبا ً، تبعته ليل ومروان الذي يحمل أحد الحقائب، وضعها وهتف سريعاً بتعب:
_آدم فين أوضتي.
كانت الشقه واسعه، تدلف من الباب لتجد ثلاث درجات، تنزلهم فتكون في بهو الصاله، يميناً تجد الصالون، يتبعه السفره، ويساراً تجد مرحاض بجواره مطبخ من الطراز الأمريكي المُطل علي الصاله، من ثم إنحنائه تأخذك لفتحه كالباب تؤدي إلى الغرف، دلفوا للطرقه المتواجد بها الغرف، توجد هناك ثلاث غرف، كل غرفه ملحقه بحمام و غرفه تبديل ملابس، أشار له علي أحدهم ليتجه لها سريعاً، نطرت له ليل تهتف :
_تفتكر هيعرف ينام، واضح أنه بدأ يتعب زياده.
زفر وهو يتجه للخارج لجلب الحقائب:
_لو معرفش هنحس بيه.
_________
وقف يتابع سير انتقال البضائع وهو يضع يده في بنطاله بوقفته المعتاده، وجد عدد من أفراد شرطه الميناء يقتربون منه، اعتدل في وقفته ينظر لهم باهتمام، اقترب الضابط يهتف بتحيه:
_رحيم باشا ازي حضرتك.
مد يده يصافحه، ليبادله رحيم المصافحه، فهو يعرفه رآه في الكثير من الصفقات والتي كان يأتي لتفتيشها أيضاً، هتف الضابط :
_هنفتش الشحنه بعد اذنك، رغم أننا عارفين نزاهة حضرتك، وأنت غني عن التعريف، بقالنا سنين بنتعامل سوا.
أومئ رحيم بهدوء مردداً :
_طبعاً، بس الشغل شغل.
وقف مع الضابط يتحدثون في حين يقوم أفراد الشرطة بتفتيش الشحنه.
جاء أحدهم سريعاً يهتف وبيده كيس به مسحوق أبيض :
_باشا لاقينا ده في الشحنه.
أخذه الضابط يتفحصه بدهشه احتلت ملامحه:
_اي ده!؟
مالبث أن عاد يهتف وهو ينظر لرحيم:
_ده مخدرات !؟
نظر له بصدمة يتبادل النظر بينه وبين ما يحمله، يشعر أنه وقع بفخ كان منصوب له منذ البداية.

الفصل قصير عارفه
بس قبل ماتقولوا ده شوفوا التفاعل الأول، المفروض أصلا مكنتش انزل النهاردة بارت، وغالبا ممكن منزلش الاتنين لو فضل التفاعل كده

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن