الفصل الثاني والثلاثين ج٢

839 60 18
                                    


#الفصل الثاني والثلاثين ( ج٢)
#وجوه خادعه
#سلسةللقدر آراء أخرى ج٣
#ناهد-خالد
#أقوي فصول الجزء الثالث
#اخر فصول السلسله

فتحت عيناها بتعب، ليضرب رأسها كل ما مرت به قبل نومها، أو تحديداً قبل هروبها في النوم، ابتلعت ريقها بتعب نفسي أكثر من ألمها الجسدي بكثير، تشعر بدوامه تلف بها دون توقف، ما أقسي أن تشعر فجأه بأن ذلك المكان الذي كنت به دوماً، لم يكن لك، لم يكن مكانك!، وهؤلاء الأشخاص الذين أُغلقت عليهم دائرة حياتك، لم يستحقوا يوماً الوجود بها، الغربة لأشياء دوماً ما كانت مألوفه، توجع وبشده، وكأنك فجأه طُرِدت من الدنيا، وأصبحت في فضاء فارغ، لم تعتاد يوماً العيش به، ولم تعرف أساسيات التعامل فيه، وتلفت حولك تجد نفسك وحيداً مُشرداً بلا مأوي، بعد أن كنت تمتلك الكثير أصبحت لا تملك شئ، نزع شئ من يد من لم يعتاد يوماً علي امتلاكه، لايشكل فارق، ولكن نزع نفس الشئ من يد من لم يعتاد علي العيش بدونه، يشكل حياه، عاشت حياتها تنعم بوجود أبيها بجوارها، فقدت أمها ولكن مؤخراً كانت قد اعتادت قليلاً الأمر، فالتعود والنسان من نعم الله علينا، وبين ليله وضحاها، انقلب الحال رأساً علي عقب، فأصبح والدها هو المتوفي ووالدتها مازالت حيه، والدها... هذا الذي لم تعرف عنه يوماً، يقال "إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، أبيها ذلك الرجل التقي كم وصفته أمها، حُرم من أن تذكره يوماً فتترحم عليه، أو أن تتصدق علي روحه، تُري هل انقطع عمله بالحياه!، ربما، ف أي صدقه جاريه قد فُعلت له!، وأي ولد صالح قد دعي له!، لكن ربما دعي له أحد ممن ساعده يوماً، لا تعلم... ولكن تعلم أمر واحد، كل هذا من صنيع ذلك اللعين "مدحت"، أتدعوه اليوم "باللعين "، حقاً عجباً لهذه الحياة، مهما عشنا لن نتوقع الآتي، من نمدحه اليوم ربما نلعنه غداً!، تنهدت بعمق وهي تعتدل بجلستها، حسناً لقد أخذ منها مدحت الكثير، ويكفي ما أخذه، لن تسمح له ب أخذ مستقبلها كما أخذ ماضيها، لن تجلس وتبكي علي الاطلال، ماحدث قد حدث، ربما يجب عليها السجود شكراً لله لكون ذلك "عديم الإنسانية" لم يكن أبيها، كانت ستظل بعاره طول العمر، ولن تستطع التخلص من وصمه، وأولادها القادمون سيوصمون بنفس العار، "الله دائماً يختار لنا الأفضل" هذا ما توصلت إليه، وقفت بتروي حتي استعادت اتزانها، واتجهت للخارج، فتحت باب الغرفه بهدوء، وخرجت تتلفت حولها لتستمع لصوت التلفاز أتي من غرفة المعيشه، اتجهت لهناك، لتجد حمزه ووالدتها يجلسان أمام التلفاز وبيد كل منهما طبق به حلوي" البسبوسه "الشهيره، ابتلعت ريقها بنهم، وهي تطالع الأطباق، ربما هذا هو الوحم!، تشعر أنها إن لم تأكل منها الآن ستجن، هتفت بصرخه لم تستطع التحكم بها :

_بسبوسه!

انفزعا الاثنان يلتفتان لها، وأنفاسهما تتسارع بخضه، لكنها لم تبالي، اتجهت سريعاً تخطف الطبق من يد حمزه وهي تهتف :

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن