الفصل الثامن

733 48 6
                                    

   #الفصل الثامن
#سلسة للقدر آراء أخرى
# ناهد خالد
# وجوه خادعة
_مش كنت ِ بتسأليني مين اللي شغال معايا من فرقة الأسود.
ابتلعت ريقها بتوتر، وارتجف قلبها من معرفة الإجابة، ولكن هتفت بلامباله زائفه:
_اه، بس وقتها قولتلي مش مهم.
ابتسم لها بهدوء :
_اهو هتعرفيه دلوقتي.
بعد دقائق معدودة وصل عمار إلى طريق نائي تماماً عن المباني السكنية فقط يوجد بعض المصانع المجاورة، أوقف السيارة وترجل منها، ليطلب منها ذلك، ولكن رفضت قائلة :
_لا طبعاً انا مش عاوزاه يعرفني.
رد بتحير :
_ايوه بس حتي لو عرف انك معايا، مهو كمان معايا، يعني اكيد مش هيفتن عليكِ.
-معلش بس الحذر واجب، ولي أحط صباعي تحت درسه؟
أومئ برأسه متفهماً :
_تمام زي ماتحبي.
ثواني ووصلت سيارة المجهول، لبتعد عمار عن سيارته متجهاً لسيارة الأخير، بقت ليل تتابع ما يحدث من مكانها تحاول رؤية الشخص في هذا الظلام، وبالفعل رأته يترجل من سيارته ليظهر في ضوء العمود الكهربائي المتواجد بجانب الطريق، اتسعت عيناها بذهول وهي تراه، أيعقل!، ولآخر لحظه توقعت أن يكون الشخص أحد أخر من خارج الفرقه، ولكن تحطمت توقعاتها علي صخرة الواقع، هتفت بدهشه مسيطرة عليها:
_مش ممكن! يعني طلع حد منهم فعلاً، وده؟!، طب لي؟
قالتها بتخبط وتحير شديدين، ووضعت يدها بحقيبتها تخرج هاتفها، ورفعته قليلاً تلتقط بعض الصور بالخفاء.
أما عندهما
هتف عمار بتساؤل :
_ها عاوز اي؟
_انا محتاج اعرف تفاصيل الصفقه، خلاص مش فاضل غير بكره وبعده  ، وأنا مش هعرف اقابلك تاني الفتره دي ، أنت فاهم بقي.
_ماشي، بس خليك فاكر دي أكبر صفقه هتدخل البلد، فركز لأن الغلطة برقبتك ورقبتي.
ابتلع ريقه بتوتر وهتف :
_متقلقش خير إن شاء الله.
_ها عاوز تعرف اي وأنا اقولك.
_هتدخل ازاي! علي شكل اي يعني؟
_صفقة مواد غذائيه ، داخله باسم الجيار بتاع مصنع شركات استيراد الأغذية ، وهو هيبقي موجود بنفسه يستلمها.
_طيب مش ممكن يفتشوا! مخبينهم ازاي  مش فاهم!
هتف بابتسامه خبيثة :
_وماله، يفتشوا، وقتها هيلاقوا علب كاتشب ومايونيز وكاكو الحاجات دي  ، البضاعه متصنعه معاهم يعني، العلبه مش جواها كاتشب او كده لا، جواها المخدرات، كل الكراتين كده، بس أول صفين في الكرتونه كاتشب فعلا ومايونيز وكده، عشان لو حابوا يتأكدوا، وال ٣ صفوف اللي تحت علبنا وحاجتنا.
_هم كام طن؟
_الشحنة كلها ٦ طن، أفيون وهيروئين واستوركس وغيره، ده الصافي يعني من غير العلب التانيه.
_ايوه بس الاستوركس حبوب حاطينها في العلب حبوب ولا شرايط؟
_حبوب فرط وهنبقي نجمعها شرايط في مخازنا، وكذلك هنعمل كياس المخدرات، المعدات جاهزه.
_هو مش الصفقة دي كنت قايلي عليها من شهرين تقريباً، بعد المذبحه، اي اللي أخرها كده؟
_ظروف حصلت ليهم بره، في حاجات اتعطلت وزي مانت شايف بقالنا كتير موقفين.
_تمام، علي فكره الأسود مش هيتهدوا يعني مش عشان الفرح اللي في الفرقه هينشغلوا، لأ، دول مخططين لكل حاجه.
_ماشي، وانا كمان بدأت خطه معاهم هعرف منهم كل تحركاتهم.
_خطة اي؟
_مش كل حاجه ينفع تتعرف.
_تمام،.... نظر لسيارته فلاحظ فتاه بها فهتف بضيق :
_مين دي، وازاي تيجبها معاك وتشوفني.
_متقلقش دي تبعي وانا واثق فيها.
_طيب، همشي أنا بقي.
اتجه كلاً منهما لسيارته وتحرك بها
__________________
في فيلا رحيم الصياد
كان حمزه بحديقة الفيلا جالس أمام حمام السباحة يتحدث مع وعد عبر الهاتف ليقول بهيام:
_يااه مش مصدق إن كلها كام ساعه وتبقى علي أسمى.
ابتسمت هي بالجهة الأخرى بخجل وردت بخفوت:
_محسسني أننا بقالنا سنين مخطوبين، ده مفيش أسرع من ارتباطنا.
قطب حاجبيه وهتف بضيق :
_تصدقي إنك فصيله.
ضحكت هي بمرح علي ضيقة وردت:
_يا حمزة ما انت قول كلام معقول برضو.
هتف بغيظ:
_خلاص يا وعد، اسكتي أحسن.
ابتسمت علي غضبه الطفولي المحبب وقالت بهدوء:
_خلاص متزعلش بهزر، علي فكره أنا كمان والله مش مصدقه، أنا أصلا متوقعتش أن جوازنا ييجي بسرعه كده.
_لا خلاص بقي بعد اي! قفلت خلاص.
هتفت بتصميم :
_خلاص بقي ياحمزه كنت بهزر الله.
_الله.
قالها مقلداً إياها بسخريه لتهتف هي بدلال تسترضاه:
_خلاص بقي يا حمو.
انتفضت علي صوته الصارخ يهتف بها :
_بت أنتي لو سمعتك بتقولي الاسم ده تاني هولعك فيكِ.
(مع احترامي للدلع بس الراجل مش عاجبه هو حر 😂)
ابتلعت ريقها تهدأ انتفاضتها وهي تهتف :
_في اي بس يا حمزه هو انا شتمتك.
_سمعتي، متقوليليش كده تاني.
قالها بضيق بالغ، لتضحك هي بخفوت قائله :
_طيب اقولك يا ميزو ولا زيزو، اختار.
صمت قليلاً يفكر ليهتف علي مضض:
_زيزو حلو شويه.
ابتسمت بحب هاتفه بدلال أنثوي بحت:
_طيب، بحبك يا زيزو.
اتساع ثغره بإبتسامه هادئه وارتخت معالم وجهة، يهتف بصدق وحب مقابل:
_وانا كمان بحبك يا وع وع.
قال الاخيره بخبث يعلم نتيجتها، وبالفعل أتاه صرختها بغضب :
_حمززززه، أنا قولتلك قبل كده بلاش الدلع الرخم ده.
( لا هنا عادي الاسم فعلا بايخ 😂)
كاد يرد عليها ليستمع لصوت مروان من خلفه يهتف :
_ياوع وع قصدي يازيزو  يوووه يا حمزه، اي اللي مسهرك لدلوقتي؟
التفت له حمزه بعيون تنبعث منها شرارات الغضب ليجز علي أسنانه هاتفاً :
_اقفلي يا وعد، في طور هايج هلجمه.
أغلق الهاتف، ليبتلع مروان ريقه بتوتر مبتعد عنه، يحاول الدخول مره اخري، ليهتف حمزه بحده:
_أقف مكانك يلا.
لم يستمع له بل ركض باتجاه الداخل وحمزة خلفه ليصتدم ب آدم يخرج من باب الفيلا المؤدي لحمام  السباحه، ليتراجع اثر الاصطدام للخلف فيتلقفه حمزه ممسكاً إياه من ياقه تيشرته ك المجرم ، هتف آدم باستغراب :
_هو في اي؟
هتف مروان بغيظ :
_ياعم أنت اي الي جابك دلوقتي! جاي تستغرب هنا؟
هتف حمزه بضيق وهو يأرجحه بيده :
_بقي أنت يلا بتتصنت عليا، ها!
ابتلع ريقه يهتف بتوجس :
_عيب عليك يا كبير، أنا! ده.. ده... ده..
-أنت هنجت؟
هتف بها حمزه بسخريه، ليرد آدم بمرح :
_ حمله ويندوز ياحمزه.
ضحك حمزه وتابعه أدم ليهتف مروان بمرح يحاول الهرب :
_أو اضغظ Exit.
توقف الاثنان عن الضحك وتجمدت ملامحهم ينظرون له، لينقل بصره بينهم يهتف بضيق:
_اي يجدعان ما انتوا سخفتوا وضحكتوا، هي جت عليا!
رد عليه حمزه بحده:
_مسمعش صوتك.
اومئ رأسه باستسلام :
_حاضر ياباشا، مانت أخويا الكبير ولازم اسمع كلامك.
ضحك آدم بخفوت قائلا :
_هو اي اللي حصل!؟
رد حمزه بغيظ :
_الحيوان بيتصنت عليا وانا بكلم وعد.
رفع مروان إصبعه باعتراض:
_لو سمحت، انا مسمحلكش تغلط فيا، قلت طور وسكت لكن غلطه كمان وهتصعد النهائيات.
ضربه بكف يده خلف رأسه مردداً :
_بس يلا.
صمت، ليضحك أدم بجلجله قائلاً من بين ضحكاته:
_وانا لسه فوق بقلك تبقي وكيل نيابه ومستشار وبتاع، وأنت عمال تاخد علي قفاك.
_في اي ياولاد!
قالها رحيم الذي خرج من غرفة مكتبه علي الضوضاء بالخارج.
ليترك حمزه مروان الذي ركض باتجاه أبيه يهتف بشكوى :
_عاجبك كده يابابا، كانوا عمالين يحفلوا عليا هم الاتنين، وحمزه ضربني بالقفا.
التفت له رحيم يتسائل مضيقاً عينيه:
_وأنت عملت أي يا برئ، يا مكسور الجناح.
ضحك أدم وحمزه علي رد رحيم لينظر لهم رحيم، ليصمتوا فوراً، فهتف مروان :
_يابابا كنت نازل اشرب، لاقيت حمزه هنا، استغربت انه لسه سهران دي الساعه ١ وهو مبيعملهاش، قولت اسأله اي مسهره، ولما قربت لاقيته بيتكلم في الفون مع وعد، وبس.
نظر له رحيم بعدم تصديق:
_اه فحمزه راح ضربك عشان جاي تسأل عليه!
_سخف يابابا، سمع مكالمتي معاها وسخف عليا.
قالها حمزه بتكمله، ليقول مروان بضيق:
_ع فكره انا مسمعتش غير من اقول زيزو.
_زيزو مين!؟
قالها رحيم باستغراب، ليتوتر حمزه ورد بحرج كبير:
_مفيش.. دي وعد.. احم.. يعني بتقولي كده.
ابتسم رحيم على ارتباك حمزه البالغ، ليهتف أدم باستنكار:
_بقيت زيزو! ياعيني يابني.
نظر له حمزه بضيق:
_بكره نشوفك هتبقي اي!
_ده بعدك.
هتف بها ادم بثقه وغرور.
قال رحيم ينهي الموضوع :
_خلاص يلا كل واحد يشوف بيعمل اي، وانت يامروان متدايقش اخوك.
_حاضر يابابا، تصبح على خير، تصبح علي خير يا آدم،.. اكمل بخبث... تصبح على خير يا زيزو.
قالها وركض للداخل ليركض حمزه خلفه :
_خد بس مش هضربك هعرفك غلطك، ولا.
ضحك آدم ورحيم عليهما، ليلتفت رحيم قائلاً :
_ عملت أي يا آدم؟
_في اي؟
رد رحيم بخبث:
_شايفك مبسوط، سامحتها؟
ابتسم آدم بهدوء واومئ دون حديث ليهتف رحيم :
_كنت عارف انك هتسامح لأنك حبيت بجد، ربنا يسعدكم.
_شكراً يابابا، تصبح على خير.
_وانت بخير.
قالها رحيم وهو يري ذهابه ليهتف بتمني:
_هتغيرك يابن رحيم الصياد، وبكره تشوف.
______________________

_مش عارفه يا جنه، بس أنتي غلطي وهو مش مضطر يستحمل كلامك السخيف ده وانتوا مفيش بينكوا حاجه.
استمعت جنة لحديث نغم عبر الهاتف، لتقضم شفتيها بضيق، وهي تهتف :
_بس أنا كنت متوتره وخايفه وغصب عني، عارفه انه مش مضطر يستحمل، بس هو قال إنه كان هيكلم آدم أو بابا معملش ده لي! يبقي كان بيضحك عليا.
_يابنتي ما تظلميش، التمس لأخك سبعين عذراً، مش يمكن حاجه حصلت منعته، او يمكن طفش منك وحقه صراحه.
قالت الأخيرة بمرح، لتوبخها جنه بضيق، ثم تسائلت:
_قوليلي مروان كلمك؟
تنهدت نغم بعمق وهي تردف بحزن :
_يعني، بيبعت كل فتره علي الماسينجر يطمن عليا ويحفزني، وطبعاً معرف آسر، بس مضايقه اوي يا جنه كان نفسي يكون علاقتنا اقرب من كدة، اتكلم معاه وقت خنقتي و احكيله يومي عامل ازاي زي زمان، بس للأسف بقي.
هتفت جنه مواسية :
_معلش يانغم بس كده أحسن، وبعدين خلصي بس السنه دي وادخلي جامعه، وان شاء الله يفاتح بابا في الموضوع وتتمموه رسمي حتي لو قرايه فاتحه بس.
ردت نغم بهدوء :
_إن شاء الله، بس عارفه أنا مبسوطه أوي أن أسر هيتجوز.
ابتسمت جنه بفرحة :
_ايوه والله وانا كمان مبسوطه اوي، وكمان اول فرح في العيله.
خطر سؤال ببال نغم لتقول :
_جنه، هو مش حازم صاحب آسر وآدم، يعني هييجي بكره كتب الكتاب، وهييجي الفرح.
توترت جنه كثيراً، وتسارعت دقاتها، فكم محرج أن تراه بعد موقفها الاخير معه، لترد بشرود :
_مش عارفه
____________________
في سيارة عمار
تسائل عمار بضيق وغيره  :
_ها  عملتي اي مع ابن الصياد؟
ابتسمت لغيرته الظاهره وقالت :
_اه روحتله امبارح الشغل، انت عارف اني الشهر اللي فات معرفتش اروح له.
_وبعدين
قالها بضيق بالغ، ردت بهدوء :
_عمار انا بحبك أنت، وفاهم اللي بعمله مع آدم ده مجرد مصلحة، اعرف بيها معلومات يمكن تفيدنا، وكل ماقربت اكتر كل ما استفدنا اكتر و..
_تقربي اكتر ازاي يعني!
قالها بغضب وعيونه عليها يظهر بها الغضب الشديد، ردت بتوتر :
_مش قصدي يا عمار والله، اقصد علاقتنا يعني، انت عارف اني فاهمه حدودي كويس.
زفر بغضب مردداً بعصبيه:
_أنا أصلاً غلطان أن سمعت كلامك وبعتك له، معرفش كان عقلي فين وقتها.
ردت بهدوء حذر :
_عقلك كان في المصلحة يا عمار، إن شغلنا يمشي كويس ونعرف تحركاتهم اي، وإنت عارف إن حازم ميعرفش غير اللي هم عاوزين يقوله، فكان لازم أقرب من آدم، واقولك عرفت أنهم اليومين اللي جايين هيبقوا سايبين حد متابع الأخبار، مين معرفش، بس خد حذرك، بس تعرف هدوءكوا الفتره دي كلها قلقهم.
_طبعاً، هم مش أغبيه، أكيد مستغربين الهدوء ده، بس خلينا نشوف هيقدروا يعملوا اي.
_هو العمليه معادها امتي؟
_يوم فرح آسر باشا.
اتسعت عيناها بذهول سرعان ما تحول لضحكه رنت بأرجاء السياره :
_ياولا اللذينه، عشان تضمنوا انشغالهم.
ابتسم لها مردداً بعبث :
_لا وأنتي الصادقه هدية فرحه.

اتفاعلواااااااا☹️☹️☹️

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now