الفصل الخامس والعشرين

735 51 21
                                    


#الفصل الخامس والعشرين
#سلسةللقدر آراء أخرى ج٣
#ناهد-خالد
#أقوي فصول الجزء الثالث
#وجوه خادعه

"لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى، فلولا وجود العُسر لما كان لليسر معنى، ولولا وجود التعب لما كان للراحة معنى، ولولا وجود الحزن لما كان للفرح معنى، ولولا وجود الظلام لما كان للنور معنى"

د/إبراهيم الفقي.

_يحي عايش والله، يحي... يحي هو تميم يا آدم... يحي هو تميم..
قالت الأخيرة وهي تغمض عيناها بألم ودموعها تتساقط بحزن، حزن عليه وعلي ما سيحدث له، وليس حزن منه، أو من ضربه لها، تعلم أن آدم سيعاني حد الجحيم.

جمود أصاب أطرافه وسائر جسده، ثبت في مكانه حتي أصبح ك التمثال المنحوت، لم يرمش جفن، او تهتز يد، كل ما فيه قد ثُبت وتوقف، عدا..، عدا أنفاسه، التي تخرج وتدخل ببطئ مميت، صمت، سكون، تبعه اهتزاز مقلتيه ليعبر عن بدأ عودته للواقع، وأي واقع أسوء من هذا؟!، لو كان الأمر بيده، لسقط في غيبوبه تبتلعه هروباً مما ينتظره، ولكن... حتى أعضاء جسده تعانده، تيه، شرود، ألم، عدم استيعاب، حزن، غضب، مشاعر عدة تتابعت علي عينيه، فهي.. المحل الوحيد لظهور ما ينتابه من مشاعر، وليل كانت أكثر من مدققه في عينيه، تحاول الوصول لأثر حديثها، تعلم أن آدم يصل لرد فعل ولكن.. تدريجياً، صدمه، انفصال عن الواقع، تيه، عوده، محاولة استيعاب، ثم استيعاب، يتبعه ألم،عدم تصديق، وجع، حزن، معاناة، روح تحترق ألماً أو غضباً ربما حزناً، ليس هناك فارق، فجميعهم مصنفون ضمن خانة أسوء المشاعر على الإطلاق، تحرك عنقه في محاولة لابتلاع ريقه، أُسبل جفون عيناه تتحرك يميناً ويساراً، انعقاد حاجبيه، انكماش ملامحه، دل علي أمر واحد،( آدم يستوعب الأمر)، وليل تنتظر ردة فعل موقنه أنها آتية، وقد كان حينما رفع عيناه يردد بشرود:

_يعني أي؟

لم يكن يسألها، ولم يكن ينتظر إجابة، هو يسأل فقط!، يحاول الاستيعاب، ربما محاولة فاشلة، وبالفعل هي كذلك، سيستوعب ماذا!؟، سيستوعب لما غدر به صديقه؟، وهل يمكن استيعاب الأمر!؟، روح واحدة بجسدان ، ذكريات لأحدهم يحملها إثنان، حياة مُقتسمه، ك الطعام الذي كثيراً ما اقتسماه في الأيام الخوالي، إشارة بعين أحدهم يفهمها الآخر، نبرة صوت اختلفت عن سابقها فشعر به الآخر، وجع ضرب أحدهم ف حطم الآخر، عفواً!، هل قلت الآخر؟!، ومن كان الآخر!؟، لم يكن الآخر سوي... آدم، ولم يكن الأول سوي... أيهما هو!؟، تميم أم يحيّ، بم َ يُنعت؟!، لأبحث له عن لقب لحين الوصول للحقيقه إذا ً، لم يكن الأول سوي... سوي.. الحقير ، نعم هذا أنسب لقب يستحقه بامتياز مع مرتبة الشرف، فالحقاره تندرج أسفلها الكثير والكثير من الصفات، وصدقاً جميعها من سئ للاسوء، أكان يستحق؟ !، أن يُغدر به!، أن يُطعن ب أكثر الأسلحة سُميه! ، لا يتذكر أنه يوماً، قد غدر أو ظلم أو خان، إذا ً لما لاقي جميعهم، هل ضريبة أيضاً يدفعها هو الآخر لكونه من الصيادين!؟، أم هناك أمر يجهله!، لو أن يحيّ بالفعل ابن عم عمار، إذاً سيكون الأمر مفهوم قليلاً، ولكن ربما يحيّ أو تميم هذا ليس له قرابة ب عمار، وربما كنيته ليس أيا ً من هذا، وله إسم آخر مجهول، الأمر مبهم يحتاج الوصول إلى الحقائق، لفهمه، والسير بخطي ثابته .
رويداً عاد بظهره يرتمي علي الفراش، عيناه ثابته علي سقف الغرفه، يشعر برأسه تدور ك دوران الأرض حول نفسها، رغم كل ما مر به، لم يشعر بما يشعر به الآن، كل ذره بجسده مرتخيه، كارتخاء من أصاب الخدر أعضاءه، ومضات الماضي تُعاد لتُرسم علي سقف الغرفة، مشاهد متتاليه، يراها وكأنه يحضر فيلما ً في السينما، مشاهد منذ البداية، بداية التعرف، حتي التقرب، ثم الصداقه، والأخوة، وأخيراً ك نفس واحده، حتي... قتله له، والآن يتسائل، من منهم قتل الآخر!؟، طوال السنوات الماضية كانت الإجابة واضحه غير قابله للتفكير، آدم هو من قتل يحيّ، آدم هو من عاش يحمل وزر قتل أخيه، آدم هو من ظلت نفسه تجلده طوال المده المنصرمه، آدم.. هو... القاتل، والخائن.. و....، حتى وإن كان مرغما ً، وفجأه تتذبذب الحقائق، ويتضح أن الطرف الآخر هو الذي يستحق أن يكون محل آدم، ويكون آدم عاش هذه السنوات في خداع قتله ببطئ، واستنذف طاقته، يتحسر علي ما عاناه كل هذه السنوات، أكثر من تحسره علي خيانه من كان صديقه وأخيه.

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now