الفصل الرابع عشر

761 47 11
                                    

الفصل الرابع عشر
#ناهد خالد
#وجوه خادعة
#سلسله للقدر آراء أخرى ج٣

أغلق مدحت الهاتف وقال لتميم الذي يجلس أمامه :
_قولي يوسف وصل لأي؟
رد بانتصار ظهر بنبرته :
_اهو الواد كان بيموت من الصداع ووقتها يوسف عطا له الشريط علي أنه مسكن، والاكيد أن بعد الحاله اللي كان فيها اللي حكالي يوسف عنها هياخد من الحبوب وكتير كمان لحد ما هتبطل تعمل مفعول وقتها يدخل عليه بالحقن أو البودرة، أنت عارف انها أقوى من الحبوب وده اللي احنا عاوزينه.
هز رأسه بتفهم ومن ثم تسائل :
_هو أصلا أول مره عطا له الحبوب ازاي؟
ابتسم بزهو مردداً :
_أبداً الموضوع كان أسهل ما يكون، وجبة غداء وهم في الكلية طلبوها دليفري، وطبعاً مش محتاجة اقول أن يوسف كلمني أنا وكل حاجة كانت جاهزة بعت جبت الاوردر اللي طلبوه وطحنت الحبوب كويس مع صوص ما وحطيته في السندوتش البرجر اللي كان واضح لأن يوسف طلب فراخ وهو طلب لحمه، وبعدها بعته مع واحد من رجلتنا لابس لبس المطعم وموتوسيكل دليفري كمان، وبس كل السندوتش وبالهنا والشفا.
قال الاخيره وانطلقت ضحكاته تتبعها ضحكات مدحت، الذي هتف :
_طيب، خليه ينجز البوس علي أخره وعاوزين نوريه شغلنا لأنه شايف إننا ساكتين ومش بنعمل حاجه.
زم تميم شفتيه بتفكير، قائلاً باستنكار:
_بس احنا كده شغلنا في جهة واحدة، عيلة الصياد، طيب و حازم وحسام، هنسيبهم كده.
_لا طبعاً، هييجي دورهم بعد بس مانخلص من حكاية فهد ومروان.
تسائل تميم باستغراب:
_طيب هو مش بنتك هتتجوز حمزة بكره خلاص! هتسيب جوز بنتك يتحبس عادي!؟ وممكن ياخد حكم!
هز رأسه برفض:
_أولاً، أنا اكيد مش هبقي السبب في تعاسة بنتي ب ايدي، عشان كده هكلم فهد يعمل الصفقه في اجازة حمزه، ثانياً :أي حد منهم مش هياخد حكم هيطلع بس بعد ما يقضي وقت لطيف في السجن.
قطب حاجبيه باستغراب :
_وأنت لي متأكد أنه هيطلع؟
ابتسم بسخريه :
_ حور السيوفي، دي عيلتها، واللي يخليها تقدر تطلع رحيم قبل كده من قضيه إعدام، مش هطلعه من قضية زي دي، وكمان دي اشطر محاميه في مصر وشطارتها انها بتحل القضايا بأبسط الطرق مش بتعقد الدنيا، كمان احنا مش هنستفاد من حبسهم كل الفكرة اننا بنعمل لغبطه لهم في العيله، واهو نستمتع وهم بيلفوا حوالين بعض.

_______________________
في اليوم التالي
كانت ليل نائمه بعمق  فهي الأمس استيقظت بعد المغرب بقليل وظلت مستيقظه تكتب مقال خاص بالقبض علي عمار وظلت مستيقظه حتي انكشف النهار وبعدها خلدت للنوم، تململت بضيق من هذا الصوت الذي يزعجها، ولم يكن إلا دقات فوق باب غرفتها، زفرت بضيق هاتفه بعصبيه وهي مازالت تغمض عيناها :
_يوووه، مين؟
استمعت لصوت زين من خلف الباب يرد بهدوء:
_انا زين افتحي.
فتحت عيناها بضيق، تشعر أنها غير قادرة علي فتحها من الأساس وقامت تبرطم ببعض الكلمات الساخطة، فتحت الباب تستند برأسها عليه وعيناها مغمضه وهتفت بضيق واضح:
_خير يازين!؟
ابتسم علي مظهرها الذي يشبه طفله توقظها أمها للمدرسة وهي لم تشبع حاجتها للنوم بعد، رد بهدوء :
_صباح النور، ممكن تفوقي عشان ورانا مشوار.
اعتدلت بحرج لطريقتها التي قابلته بها، وقالت وهي تمسد بيدها علي جبهتها :
_ صباح الخير، هنروح فين؟
ابتسم علي احراجها، فهو يعرفها تماماً حينما تشعر بالحرج تمسد فوق جبهتها، رد بهدوء وكأن الأمر عادي:
_هطلقك.
لا تعلم لما ولكن شعرة برجفه سارت بداخلها لكلمته، ربما هي من تريد هذا وسعت له كثيراً، ولكن يبقي الأمر صعب وتبقي الكلمه أصعب ما يمكن سماعه.
هزت رأسها بصمت وذهب هو من أمامها لتغلق الباب تستند عليه شاردة به، نعم، تفكر كيف سيعيش حياته بعدها، هي وبكل أسف الدنيا تعلم أنها كل كيانه، وتعلم تمام العلم كيف سيتأثر برحيلها، ولكن هي لن تتركه هم لم يكونا زوجين فقط، هو أبن عمها وستبقي بجانبه من هذا المنطلق، وبالتأكيد ستتفق مع آدم علي هذا.
نزلت بعد قليل لتجده ينتظرها بمكتبه، اتجهت له تخبره باستعدادها وانطلقا معاً للخارج.
استقلا السياره لتسأله ليل باستغراب وضيق:
_بس قولي يا زين.
عقد حاجبيه مردداً بمرح :
_اقولك يازين لي؟
ضحكت قائلة وهي تزم شفتيها:
_مش بهزر، قولي مأذون اي اللي فاتح الساعه ١٠ الصبح ده!
_مرتب كل حاجه ومكلمه متقلقيش.
تمتمت بضيق:
_مش قلقانه، بس كان ممكن تنتظر للعصر مثلاً!
رد باستنكار وهو يركز بالطريق :
_حضرتك ناسيه النهارده فرح حياة، يعني بمجرد ما هتصحي مش هتفضي وهتسحلك معاها، كمان أنت ِ مش هتبقي فاضية.
وضعت يدها علي وجنتها تردد باقتناع:
_وجهة نظر برضو.
بعد ربع ساعة كانا قد وصلا للمأذون، وها هما الآن يجلسان أمامه وهو يقول كلماته المعهودة في مثل هذه الحالة، تمسكت ليل بالمقعد لقد ظنت أن الأمر أسهل مما تشعر به الآن، ولكن بدا لها انها كانت تتوهم، فهي تشعر الآن بالضياع ولا تعرف لماذا، فقط تشعر بغصة مؤلمه تنتابها، نظرت لزين الذي يبدو عليه الثبات، أيعقل أنه لا يشعر بشئ! ، ولكن كانت مخطئه، فهو يشعر ببركان داخله، قلبه يثور بالداخل ويعلن اعتراضه ع الأمر، حتي عقله يرفض وبشده، ولكن كرامته هي من تتفق مع ما يفعله الآن، لا يصدق أنها بعد ثوانِ لن تصبح علي اسمه، ولن يكن له حق فيها، بعد سنوات عمره التي قضاها في حبها ها هو يخسرها الآن، بسبب لعنة الماضي الشنعاء، ليته لم يفعل حينها ليته لم ينساق وراء المال والنفوذ لكانت معه الان، استفاق من شروده علي سؤال المأذون :
_ها لسه مصممين علي الطلاق؟
تنهد بعمق ورد بخفوت :
_ايوه، يلا أبدأ إجراءاتك.
أخذ منهما البطاقات الشخصيه وبدأ في الاجراءات، وبعد ثوان ِ، هتف له :
_يلا يابني ارمي عليها اليمين.
أغمض عيناه يستمد قوته المفقودة، وقف بوهن مقترباً منها، وهي لم تكن أقل منه حالاً، بل كانت تشعر بمشاعر كثيرة بداخلها وجميعها سيئه، وقفت حينما وجدته أمامها، اقترب منها ينظر لها بتمعن، تلاقت أعينهم ورأي كل منهما في عين الآخر الكثير ربما وميض لكل ما مضي بينهما، اقترب ببطئ يمسك وجهها بيده مردداً بوهن :
_تسمحيلي؟
قطبت حاجبيها بعدم فهم متسائله بصعوبة بسبب هذه الغصه التي تحتل حلقها:
_ب أيه؟
ابتسم ابتسامه صغيره لم تصل لعيناه واقترب اكثر مقبلاً جبهتها، قبله طويله وهو مغمض عيناه، يعلم أنه القبله الأخيرة، انهاها مستنداً بجبينه علي جبينها مردداً بألم ينحر قلبه، جميع خلاياه:
_آسف، بس سمحت لنفسي بذكره أخيره وقرب أخير منك يعيشني لسنين طويله قدام، زي آخر مره في كتب كتابنا لما عيشتني كل اللي فات...
صمت يبتلع ريقه وهتف بضعف مؤلم:
_أنتِ.. طالق ياليل.. طالق.. طالق.
ابتعد عنها ينظر لها ليجد عيناها مغمضه تضغط علي جفونها بقوه، لا يستطيع البقاء أمامها أكثر اتجه يمضي علي الأوراق وهتف سريعاً دون النظر لها :
_يلا عشان تمضي.
فتحت عيناها لتتساقط دموعها المحبوسة بغزارة، استغرب هو دموعها ولكن لن يعلق نفسه ب آمال كاذبة، اقتربت تمضي علي الورقه تتحكم في دموعها بصعوبه، انتهت الاجراءات ليتجها للخارج.
سبقها لتمسك يده توقفه بعد أن وصلا أمام السيارة، التف لها ليُصدم من هيئتها، عيونها الزرقاء الصافية تخللها الكثير من الشعيرات الحمراء، ودموعها لم تتوقف عن الانهمار، تضغط علي شفتيها بعنف لمنع شهاقتها من الخروج، قطب حاجبيه باستغراب مردداً :
_في أي يا ليل، لي كل ده؟
بمجرد ما فتحت شفتيها صدرت شهاقتها لتهتف من بينها:
_أكرهني يا زين.
نظر لها باندهاش من جملتها، وقال باستغراب :
_مش فاهم!
مسحت دموعها بظهر يدها، تهتف بحزن:
_أنا عارفه أنك لسه بتحبني، وعارفه أي شعورك دلوقتِ، وأنا مش عاوزه اكون سبب في ألمك يازين، لو كرهتني هيبقي الموضوع عادي بالنسبة لك و..
قاطع حديثها قائلاً :
_يعني زي ما هو عادي بالنسبة لكِ.
هزت رأسها بعنف :
_لا والله لا، أنت شايف إن عادي بالنسبه ليا! زين أنا يمكن قولت وعملت اللي يقول إني بكرهك، بس والله عمري ما كرهتك، يمكن فقدت زين الحبيب، بس لسه عندي زين صديق الطفولة وأبويا اللي مربيني، كل ذكرتينا مش هنقدر نمحيها ومش هعوز أمحيها.
أومئ برأسه بهدوء:
_بالضبط، عشان كده متطلبيش مني أكرهك، ولا أني من يوم وليله أمحي حبك من جوايا.
_ماشي بس اوعدني أننا هنفضل صحاب وولاد عم، بلاش تستقل بحياتك بعيد، ممكن!؟
رد بابتسامه حزينه:
_تفتكري الوضع هيسمح!
تسائلت بهدوء:
_قصدك آدم؟
هز رأسه بالموافقة، لتقول بهدوء:
_لا متشغلش بالك آدم أكيد هيتفهم، خصوصاً سوء الفهم اللي بينكوا اتحل.
تنهد بهدوء قائلاً :
_طيب، يلا بقي نرجع أكيد حياة صحيت وهتشن عليكِ الحرب.
ابتسمت براحه متجهه معه للسياره.

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin