الفصل العاشر

763 47 22
                                    

(وتبقي الخيانة أبشع طعنه قد تصيب الإنسان، ويبقي الشعور بها هو الأكثر ألماً علي الإطلاق)
   ناهد _خالد
ولا خير في خلٍ يخون خليله.. ويلقاه من بعد المودة بالجفا

#سلسله للقدر آراء أخرى ج٣
#ناهد خالد
#الفصل العاشر
#وجوه خادعة

توقف أسر بذهول، كان يتمنى لأخر لحظة ألا يكون الخائن منهم ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ترقرقت الدموع بأعين كل منهما ليهتف أسر ومازالت الصدمه مسيطرة عليه :
_سيف!!!!
ابتلع ريقه وغصه مؤلمه تصيب حلقه وهتف بتحسر:
_لي يا صاحبي.. لي؟!
وقف سيف كالمغيب فهو لم يتوقع في أسوء أحلامه أن يُكشف بهذه السرعة، وبالأحري صدمته لوقوف أسر أمامه وهذه النظرة بعينيه أكثر صعوبه، لم ينطق بحرف وبما سينطق من الأساس!، وجه جامد جمود الليل، هكذا هو وجهه لا يظهر عليه أي تعبير، كأنه انفصل عن ما يحدث حوله...... أو لا يبالي!؟
دلف أحد العساكر لأسر يردد :
_أسر باشا لازم نتحرك فوراً، عمار مستني طارق والبضاعه والتأخير هيشككوا فينا، العربيات جاهزه يافندم.
تحركت أعين أسر في كل الاتجاهات، يحاول استيعاب الأمر، ومن ثم التفت ينظر لذلك العسكري بتوهان، اتجه له الضابط الذي فهم ما يجري مردداً :
_أسر باشا لازم نتحرك.
هز أسر رأسه ببطئ وهتف بصعوبه :
_هات... هاتوا س.... هاتوه.
نطق الأخيرة بعنف، فهو لم يستطع قول اسمه متبوعاً بتلك الكلمه، خرج سريعاً وكأنه يهرب من المكان،بل هو بالفعل كذلك، لو وجود الضابط سلفاً لم يكن سيفهم الأمر ولا بمن يأتي، أشار لسيف  يهتف بهدوء  :
_احم.. اتفضل معانا ياباشا.
ليس الأمر سهل بأن يعامله أمس ك حضرة النقيب سيف الهلالي واليوم كيف سيعامله ك مجرم، اتجه معه سيف للخارج بدون حرف واحد.
كان أسر يقف بجانب سياره طارق التي تحوي بداخلها طارق الجيار نفسه ، بعدما أمر جميع سيارات الشرطه بالمغادرة، يستند بيده عليها معطياً لها ظهره يحاول ضبط إنفعالاته، وكبت صدمته حتي يمر الأمر كما يجب، لطالما عامل ذلك السيف كصديق وأخ، ولكن الآن سيعامله كما يجب ك.. خائن لشرف مهنته ووطنه ودينه.
وصل الضابط بسيف أمامه، فهتف أسر بجمود استعاده: _خلي سيف باشا يشرف مع حليفه.
أشار بها قاصداً هذا الماكث بالسياره خلفه، واتجه لسيارة من سيارات البضائع الضخمه وهي السياره الثانية، يختبئ بها في الصندوق الخلفي ومعه الكثير من العساكر احتساباً لما سيحدث.
سارت سيارة طارق وسيف أولاً والسائق والذي هو بالأساس ضابط متنكر، وتتبعها سيارات البضائع.
___________________
عند ليل وعمار
دلف عمار للمخزن الواسع شبه المهجور تتبعه ليل تتلفت حولها بنظرات شاملة، دلفا لغرفه أخري ملحقه بتلك الصاله الواسعة التي تحوي صناديق كثيرة لم تستطع ليل معرفة ما بها، فتح باب الغرفه وأخبرها بالدلوف ومن ثم أغلقه خلفه، استغربت هي فعلته ووقفت تراقب ما يفعله بقلب ينتفض خوفاً من أمر ما، لكنه اتجه لعمود موجود بالغرفه لونه كلون باقي الغرفه التي تتميز باللون الأبيض انحني ليصل للنصف السفلي الأخير للعمود، وقام بإخراج آله حاده من جيبه وفتحها موجهاً إياها لأخر العمود عند نقطة التقاءه بالأرضيه، وضع الآله فوق الأرض وبدأ بصدمها بالعمود من آخره ليحدث بعد ثوان صوت طقطقه، كل هذا وليل تتابع ما يفعله بفضول جم وعدم فهم، إلى أن سمعت الصوت الذي تابعه إخراج شئ ما عن العمود، نظرت بزهول لتجد أنه باب صغير بطول النصف السفلي للعمود، بطول الثمانين سنتيمترات تقريباً ، فتحت فمها بذهول لتستمع لعمار يهتف بعدما ألتفت لها :
_يلا عشان ننزل.
ردت ببلاهه:
_ننزل فين!؟
_تعالي بس.
قالها مشجعاً إياها علي التوجه له، لتفعل ما قال، وصلت أمامه تنظر من الفتحة فرأت درج داخلي بحوالي العشر درجات، ومن الواضح أن بالأسفل غرفة كبيره، وصناديق كثيره تملأها.
هتف عمار :
_يلا انزلي بس براحه، هتخلي وشك ليا وضهرك للباب وهتنزلي برجلك الأول وبعد كدة إنزلي واحده واحده.
أومأت بهدوء وانحنت تعطي زهرها للباب وتنزل قدمها بحرص بوضع القرفصاء، حتي ثبتت قدمها فبدأت بالنزول بحذر، نزلت للأسفل لتجد الكثير من الصناديق المعبئه للمكان الواسع ربما أوسع من الطابق العلوي، تبعها عمار بالنزول، هتفت فوراً :
_اي ده يا عمار؟
_دى الصفقات الي بعملها كلها موجوده هنا بكل انواعها.
_اومال الحاجات الأزاز دي اي؟ ، عامله زي حمام السونه.
ضحك بخفه علي تشبيهها وأردف:
_لا مش حمام سونه، دي أماكن تبريد لحفظ الأعضاء اللي ممكن تفضل لفتره طويله، لحد ما نسربها، أما الحاجات اللي مدتها قصيرة مش بتيجي هنا أصلا.
_ايوه فعلا دي في حاجات جوه زي بوكس الحوافظ، هي فيها أعضاء؟
_اه من أخر عمليه في كام حاجه لسه معادها مجاش.
أخذت نفس عميق تحاول السيطرة علي نفسها وقالت :

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon