الفصل التاسع

729 47 7
                                    


#وجوه خادعة
#سلسله للقدر آراء أخرى ج٣
#ناهد خالد
#الفصل التاسع
     اتسعت عيناها بذهول سرعان ما تحول لضحكه رنت بأرجاء السياره :
_ياولا اللذينه، عشان تضمنوا انشغالهم.
ابتسم لها مردداً بعبث :
_لا وأنتي الصادقه هدية فرحه.
ابتسمت بهدوء مردده :
_قولي اي المواعيد بالضبط؟
رفع حاجبيه متسائلا:
_لي؟
رد باستغراب لسؤاله :
_اي اللي لي؟ عشان ابلغها لطارق الجيار.
زفر بضيق بالغ وهو يردد بملامح غاضبه:
_ قولتلك الف مره قبل كدة اني معنتش هدخلك في اي حاجه تخص الصفقات، حصل؟
ردت بضيق مماثل وصوت غاضب  :
_واعتقد اني قولتلك مش هينفع، عمار أنت عرفتيني وانا شغاله في المجال ده أصلا، ورغم كده سمعت كلامك وقبلت اكون مجرد ببلغ رسايل بينك وبين اللي بيشغلوا معايا عشان الحكومه متاخدش بالها، و اضطريت اني اشتغل في الفاشون عشان بس اشغل وقتي، لكن أنت عارف أن أبعد خالص عن الحكايه ده مش هيحصل يا عمار.
تنهد يحاول تهدئه نفسه، هو يعلم أنها لا تخضع للتحكمات، ويعلم أنها شغوفه للعمل مع المنظمه ولم يكن عملها غصباً، ولكن من وقت اعترافه لها بحبه وهو يحاول قدر المستطاع إبعداها عن الأمر، بداية من توقفها عن العمل وانضمام عملها له حتي أصبح لها نسبه يخرجها لها من كل عمليه، إلي إجبارها علي قطع كل صلاتها برجالها، واكتفائها هي بأن تكون طرف في كل عمليه بطريقه مختلفه، أردف بهدوء محاولاً استمالتها فهو كله درايه بعندها المتحكم بها:
_حبيبتي قولتلك قبل كده، اني بخاف عليكي ورغبتي اني ابعدك عن اي حاجه تخص شغلنا مش تحكم، لا خوف عليكي واني مش شايف انك مضطره تدخلي نفسك في المواضيع دي و..
قاطعته هي بضجر:
_عمار، انا قولتلك هييجي يوم وانا بنفسي هقولك ابعدني عن اي حاجه تخص شغلك بس يكون قراراي انا وبس مش حاسه اني مجبره عليه.
تسائل باقتضاب :
_ايوه يعني اليوم ده هييجي امتي!؟
ابتسمت بهدوء وردت وهي تمسك كف يده الموضوع بجواره :
_قريب اوي ياحبيبي.
التفت ينظر لها بابتسامه، فهي كالعاده تسيطر عليه بأقل كلمه أو أقل لمسه :
_ماشي ياسينوريتا أمرك.
ابتسمت بفرحه طغت علي وجهها وأردفت بحماس :
_ها بقي امتي بالضبط.
هز رآسه بيأس منها وابتدي في الشرح لها عن كل شئ سيتم
________________________
في اليوم التالي
_بارك الله لكما وبارك عليكما وبالرفأ والبنين إن شاء الله.
اختتم بها المأذون الشرعي كتب الكتاب الخاص بحمزه ووعد بعدما تم كتب كتاب أسر وحياة أولاً.
كانت أمسيه رائعه بتجمع الأهل والأقارب، ولكن بعد قليل من ابتداء الحفل، استطاع شخص ما التسلل من بين الجميع مغادراً لإتمام أمر ما.
___________________
في شركة الجيار
دلفت السكرتيره الخاص به إلى مكتبه تبلغه بوجود شخص ما بانتطاره، فأردف قائلا :
_مقالش مين؟
ردت بلباقه:
_لا يافندم، هي بنت  بس مقالتش هي مين.
زم شفتيه بتفكير ليقول:
_خليها تدخل.
دلفت بعد ثوان فتاه بشعر أحمر اللون و عيونه خضراء وبشره بيضاء تضع قرط في أنفها، وحواجبها ورموشها شقراء حتي تكاد تختفي، ترتدي بنطال مقطع من عند الركبه وقميص مفتوح أول أزراره يظهر من اسفله توب، وحذاء رياضي بكعب، اتجهت له، أما عنه فقد صُدم من مظهر هذه الفاتنة، جلست أمامه مردفه بدلال:
_Hi طارق
اتسعت ابتسامه الأخير، وهو ينظر لها بخبث، لما لا وهو صاحب الأربعين عاماً ولكن من يراه يعطيه عمر أصغر، بجذابيته وثيابه المنمقه، وعلاقته بالجنس الآخر موطده لأبعد حد، يبدو وكأنه من مناصري النساء..... وبشده.
_أنا طول عمري عارف إن القمر في السما، أول مره أشوف قمر عالأرض.
ضحكت بمياعه مدروسة لتستمع لصوت هذا الذي يتصل بها عبر السماعه الصغيره بأذنها :
_ومالو اضحكي وزودي حسابك.
ابتلعت ريقها بتوتر وتوقفت عن الضحك ولكن مازالت الابتسامة تزين ثغرها:
_واضح أنك شقي.
_أوي.
أردف بها بغمزه عابثه.
استمعت لصوت الأخير :
_هتدخلي في الموضوع ولا أدخل أنا أطلع بزماره رقابتك.
هتفت فوراً وهي تحاول مدارة توترها:
_أنا جيالك من طرف عمار.
_شوفي أنا اعرف عمار بقالي ٨ سنين أول مره حاجه حلوه تيجي من ناحيته هو غير نشاطه ولا أي.
قالها بابتسامه وهي يحاول استدراجها.
لم تستطع منع نفسها من الضحك مره أخري غير عابئه بذلك الذي يشتعل علي الجهة الأخرى وقالت بدلال:
_oh. You are dallying، ok Let's talk about what I came for.
(أنت لعوب، حسناً دعنا نتحدث عن ما أتيت لأجله )
ابتسم بتفهم مردداً:
_أوك، اتفضلي برنسيس.
ابتسمت بهدوء مردده :
_أنا جيت عشان أبلغك معاد العمليه الجايه، هتكون بعد بكره الساعه ١٢ بليل، عند الميناء، لازم تكون موجود لأن الصفقه هتدخل ب اسمك وهيكون موجود الضابط اللي هيسهل دخولها، لكن عمار هيستلمها منكم عند المخزن بعد ما تعدوا كل المخاطر، وخد بالك الصفقه دي بالزات يضيع فيها رقاب مفيش مجال للخطأ.
زم شفتيه بتوتر طفيف :
_طيب ولي عمار مش هيكون موجود، يعني الصفقه كبير زي ما قولتي ازاي يثق فينا للدرجادي؟
_الموضوع مش ثقه، بس عمار مجاش له أمر بأنه يكون موجود، بس أنت عارف الأوامر بتتغير بسهوله، أنا ببلغك بلي هيحصل لحد الان، ولو جد جديد هتعرف.
_تمام.
أخرجت فلاشه وأعطتها له :
_الفلاشه دي عليها كل حاجه تخص الصفقه بالضبط ادرسها كويس، يلا see you later (أراك لاحقاً)
قالتها وهي تقف تستعد للذهاب ليقف هو الآخر يلتف حول المكتب يقف قبالتها ويمسك بيدها وينحني مقبلاً إياها بلباقه :
_it will be good luck to meet you again princess.....(سوف يكون من حسن حظي مقابلتك ثانية)
صح مقولتيش أسمك اي؟
ابتسمت وهي تسحب يدها بهدوء وتتجه ناحية الباب :
_it's not important man.
(ليس مهم يارجل)
تحركت سريعاً تخرج من المكان واتجهت لسيارتها تديرها لتستمع لصوت الأخير يهتف بحده :
- ٣ دقايق وتكوني عندي.
ابتلعت ريقها بتوتر جم وهي تستعد لمواجهة ذلك الأسد الغاضب.
____________________
_نعم! ازاي يعني النهارده ؟
هتف بها عمار بصدمه وهو يهاتف مدحت الأنصاري الرئيس الأول للمنظمه بمصر.
رد الأخير بحده :
_اي ياعمار من أمتي واحنا بنقول ازاي واشمعنا؟
رد بحنق خفي:
_مقصدش ياباشا، بس حضرتك احنا مجهزين كل حاجه علي أساس أنها بعد بكره ازاي بقي تبقي النهارده؟
_ده اسمه لعب عيال، انت عارف كويس اننا كتير اوي بنغير رأينا وبنقدم معاد العمليه او نأخرها، شغلنا بيطلب ده ، مفيش حاجه اسمها مش جاهز ياعمار باشا.
زفر بضيق ورد باقتضاب:
_تحت أمرك ياباشا، هنكون جاهزين ع المعاد.
_وده أحسن لك يا عمار عشان مقلبش عليك.
قالها مدحت بتحذير واضح وانهي الاتصال فوراً
__________________________
كانت ليل مازالت بسيارتها تتجه له، ولكن رن هاتفها لترد فوراً :
_نعم؟
أردف الأخير بضيق :
_ هبعتلك رقم طارق اتصلي بيه فوراً وعرفيه أن المهمة النهاردة الساعه ١ بليل، يعني بعد ساعتين من دلوقتي.
صوت صرير عالي أصدرته إطارات سياره ليل نتيجه توقفها فجأه، ورددت بصدمه :
_النهاردة!!! واحنا هنلحق ياعمار؟
_أنتي عارفه الأوامر وعارفه إن الباشا مش بيأمن لحد، عشان كده غير الميعاد،  وهو كان ناوي علي كده من الاول أصلا، خصوصا الصفقه مفيهاش هزار ولو اتشمت من الحكومه هنروح في داهيه، ومش بعيد البوص اللي برا يصفينا.
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت :
_ابعت الرقم هكلم طارق.
_تمام.
أغلقت معه الهاتف وهي تفكر في الكوارث القادمة
_____________________
بعد نصف ساعه تقريباً كانت قد وصلت ليل لقصر عمار الذي تفاجأ بوجودها، فأردف باستغراب:
_أنتِ اي اللي جابك؟ مروحتيش لي؟
ردت سريعاً :
_مقدرتش، أنا متوتره أوي، ومكنتش هقدر أفضل في البيت مش فاهمة حاجه، وبعدين حسيت إني لازم أكون جنبك.
_جنبي اي بس هو احنا في فرح!
قالها بضيق شديد فهو يحاول إبعادها عن المخاطر ولكن تأتي هي وتقحم نفسها بها.
قبل أن ترد دلف عليّ يهتف :
_عمار باشا لازم نتحرك للمخازن.
نظر عمار لها وكان سينطق لكن سبقته :
_هاجي معاك متحاولش.
_بس...
رد عليّ بتبرير:
_عادي ياباشا خليها تيجي هي مش أول مره يعني، وكانت قبل كده بتعمل مهمات لوحدها.
خضع مضطرا ً لرغبة كليهما.
واتجه معاهم لمحل المخازن الجديده والتي لايعرف بها أحد سوى عمار فقط.
____________
بالميناء
وقف طارق الجيار يستلم البضائع، وبالفعل كان رجاله يحملونها بالسيارات ليستمعوا فجأه لصوت جهوري يهتف :
_كله يثبت مكانه محدش يتحرك، التفوا حولهم بذعر ليجدوا أنهم محاطين تماماً، ليقول طارق بثقه:
_خير ياباشا، في حاجه؟
تسائل بها  ل أسر الذي يقف أمامه بثبات ومعه فرقه كبيره  من الضباط والعساكر.
_لا كل خير ياطاروقه، كل خير ياحبيبي، قالها أسر  بسخرية وأكمل بأمر.... فتشوا البضاعه. اتجه بعض الأفراد ينفذون أمره ووقف الباقي بأسلحتهم الموجهة لطارق ورجاله الذين لم يصدروا أسلحتهم بتعلميات منه، راجعه لثقته أنهم لن يخطر ببالهم كيف يخبئون البضاعه.
_ياباشا دي كاتشب وصلصه وكده يعني مش ممنوعات.
قالها طارق بعنجهيه ساخره.
_هنشوف متستعجلش.
فتشت القوات كل الصناديق وفتحت أولي الزجاجات ولكن لم يجدوا شئ.
هتف أحد الضباط :
_مفيش حاجه ياباشا.
ابتسامه نصر زينت ثغر طارق وهو يضع يده في جيوبه، قابلتها ابتسامه مكر من أسر ، الذي اتجه لأحد الكراتين وهو يهتف بمرح:
_شكلي ظلمتك ولا اي ياطارق؟ بس هاخد كام أزازه كده عشان عندي اللي في البيت بيحبوها اوي.
رد طارق بترحيب وثقة :
_طبعاً ياباشا خد ١٠ مش واحده بس.
اقترب أسر  ليمد يده ويقلب أحد الكراتين أرضاً، ويأخذ واحده من أخر صف بعدما أصبحوا أول شئ يظهر، ليخرج طارق يده من جيبه ويرتجف جسده، أردف أسر  بتلاعب :
_أصلي مش بثق في الحاجه اللي تبقي في آخر الصندوق يمكن بايظه او منتهيت الصلاحيه واللي فوق قشرة وساتر ليها.
فتح الزجاجة وأخذ يضع ما بها بيده ليتساقط المسحوق الأبيض المدمر، ليبتسم أسر براحه ويهتف:
_اي يا طارق مايونيز ده ولا اي؟ بس ده بودره مش سايل.
نظر طارق لرجاله الذين حاولوا إخراج أسلحتهم ولكن لم يسمح لهم القوات حيث اقتربوا سريعاً يبطحونهم أرضاً واضعين السلاح فوق رأسهم وأيديهم خلف رقبتهم.
اقترب أسر منه ببطئ يردد بابتسامه سمجه:
_تسعدنا ضيافتك يا طاروقه، اوعدك أننا هنروق عليك، أوي.
تحولت ملامحه للجديه يهتف :
_فين اللي بيساعدك تخلص الإجراءات؟
لم يجيبه ليقوم بلكمه بقوه في أنفه ليرتد للوراء ليصرخ أسر به:
_هو فيين؟؟
رد بنهجان وخوف :
_جوه، في مكتب.. الميناء.. بيخلص الباقي.
أمر أسر  القوات باصطحابهم للمدرعات وبالفعل تم القبض عليهم وهتف قبل الدلوف للداخل :
_اقفلوا العربيات عليهم كويس وشويه يروحوا معاهم للقسم، والباقي يفضل هنا، حملوا البضاعه للعربيات، وخلوا الكلب اللي اسمه طارق معاكم، وابعتوا هاتوا سواقين من المينا يسوقوا العربيات علي آنهم رجالته، وخلوه يدلكم علي طريق المخازن اللي هيقابل فيها عمار، علي ما أطلع ليكم.
دلف للداخل متجهاً للمكتب البعيد المتواجد بالميناء من أجل الأوراق ومعه أحد الضباط، وصل للمكتب وفتح الباب علي مصرعيه ليلتفت الجالس أمام الموظف الذي يعد مبالغ مالية ضخمه من الحقيبه التي أمامه.
وقف بصدمه وكل ذره بجسده ترتجف مدركاً أنها النهاية.
توقف أسر بذهول، كان يتمنى لأخر لحظة ألا يكون الخائن منهم ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ترقرقت الدموع بأعين كل منهما ليهتف أسر ومازالت الصدمه مسيطرة عليه :
_سيف!!!!
ابتلع ريقه وغصه مؤلمه تصيب حلقه وهتف بتحسر:
_لي يا صاحبي.. لي؟!

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن