الفصل الثالث

1K 57 6
                                    

وجوه خادعة
سلسة للقدر آراء أخرى
ناهد خالد
الفصل الثالث
خرجت ليل مع حازم من المستشفي وقام بإيصالها للفيلا وحذرته أن يُخبر أحد بما حدث لها.
انقضي اليوم وعاد الجميع ليلاً إلي بيوتهم، وعلمت حياه وزين بما حدث لليل ولكنها لم تخبرهم بآنه أكثر من حادث فقط.
كانت جالسه بغرفتها بعدما تركتها حياة، تفكر فيما حدث وما ستأول إليه الأمور، دقات علي الباب تابعها دلوف زين للداخل، نظرات صامته تبادلاها معاً لثواني معدودة، ومن ثم اتجه للجلوس علي الأريكه الموجودة بالغرفة، اعتدلت هي بفراشها للتجلس مستنده علي ظهره ونظرت له منتظره حديثه.
أخذ نفس عميق وطرده عن مهل وعيناه لم تفارق عيناها، ومن ثم بدأ بالحديث :
_اي اللي حصل؟ ومتقوليش حكايه أنك كنتي معديه ومخدتيش بالك من العربيه عشان مش ده السبب.
أردفت ليل بصراحة مبالغة :
_كنت بحاول الحق أدم قبل ما يمشي، كنت عاوزه أفهمه الحكاية عشان الوضع اللي انت حطتنا فيه.
قطب حاجبيه باستنكار مردداً:
_حطتنا فيه! انا مكنتش اعرف ان في حاجه بينك وبين أدم، انت مقولتيش وانا مش هنجم.
أشارت بيدها بلامبالاه وهي تردد :
_أياً كان، في النهاية حصل مشكلة بسبب الي عملته.
ضم شفتيه بغيظ وهو يضغط عليها بأسنانه :
_انا ما أجرمتش، أنتِ مراتي وأنا قلت ده لما أجيت أعرفك للناس اي الغلط في ده؟
_مغلطش، بس يمكن انا اللي غلط إني محكتش لأدم من الأول أو عالاقل كنت حكيت قبل الخطوبه تحسُباً لأي ظروف تحصل، بعدين انت مش قلتلي أنك مسافر ومش هتحضر؟
_ايوه بس المؤتمر اتأجل، فرجعت وكلمتك اعرفك مردتيش.
_كنت مشغوله مع حياه.
نظر لها بتمعن ثم أردف بتساؤل حذر رغم عدم استعداده للأجابه :
_اي اللي بينك وبين أدم ياليل؟
رغم عدم مسامحتها له، ورغم سخطها وغضبها منه، إلا أنها تعلم أنه يحبها بل يعشقها، وكم من الصعب أن يسمع إجابتها علي هذا السؤال، ولكن آجلاً أم عاجلاً ستأتي المواجهة، فأجابت بحرص :
_يعني... قابلته كام مره و حصل بينا مواقف كتير، وبعدها بينا بنتقابل صدفه، ويدوب اعترفلي النهارده بمشاعره قبل ما انت تيجي.
سألها مباشرة ً رغم مايشعر به من سهام تصوب تجاه قلبه أثر حديثها :
_وأنت ِ؟
رفرفت بأهدابها بتوتر طفيف وردت :
_أنا كمان صارحته بمشاعري.... صمتت لثواني وأكملت بتساؤل..
_هو... يعني أنا كده مبخونكش صح؟ احنا كنا متفقين ان كل واحد حر في اللي بيعلمه وكأنه مش مرتبط.
أومئ برأسه وهو يبتلع غصه مريره وهو يردد :
_لا متقلقيش، و انا مش ناسي اتفقنا، عموماً انا حابب أعرف هل موقف آدم، بسبب انك كدبتي عليه ولا بسببي؟
_هو قال ان كونك أنت اللي مرتبطه بيه كفيل يخليه ميقبلش يبص في وشي، بسبب عدواتكم مع بعض وحوار يحي، رغم اني قولتله انك ملكش دعوه باللي حصل ليحي بس هو مصدقش.
قطب حاجبيه باستغراب وتسائل :
_وأنت ِ عرفتي منين إني مليش علاقه باللي حصل ل يحيّ؟
ابتلعت ريقها بتوتر وهي ترد باضطراب :
_ها، مهو.. انا معرفش.. انا بس قلتله كده عشان يسامحني يعني اخفف الموضوع.
نظر لها بشك وردد بتحذير :
_ليل انا فعلاً مليش علاقه باللي حصل ليحيّ، فسؤالي واضح وصريح، عرفتي منين؟
فركت يداها ببعضها بتوتر ولم يخفي ذلك عن زين، وردت بضيق لتنهي الحديث :
_زين، هو تحقيق؟
_لا بس حقي اعرف.
تنهدت بهدوء وقالت :
_عليّ، عليّ هو اللي قالي في مره.
رغم شعوره بأن هناك شئ غير مطمئن ولكن قرر أن يمرر الموضوع :
_تمام، تصبحي على خير.
_وأنت بخير.
خرج وأغلق الباب خلفه لتتنفس هي براحه وهي تهتف بغضب :
_غبيه ياليل، غبيه كنتي هتودي نفسك في داهيه، لو كان عرف مين اللي قالك كانت هتبقي مصيبه، وكل حاجه هتتكشف.
زفرت بضيق وأغلقت الاضاءه لتنام لعلها تشعر بقليل من الراحة بعد عناء هذا اليوم.
__________________
عاد آدم إلى الفيلا بعدما ظل بالخارج يتنقل من مكان لآخر، لعل الضوضاء التي بداخله تهدأ، ولكن لم يحدث للأسف، وكيف يحدث وهو للتو خُدع في من أعطاها مشاعره وفتح لها قلبه الخام، أول من آمن لها، أول من شعر معها بشعور مختلف، أول....، الحقيقه أنها كانت الأولى بكل شئ، دلف للفيلا وهو يدعو الله أن لا يقابل أحد، فهو لا يريد التحدث في الأمر، ولكن ليس كل ما يتمناه المرئ يدركه، فوجد حور ورحيم بغرفة المعيشه، حين رأته حور اتجهت إليه سريعاً وهي تهتف بقلق : آدم أنت كويس؟ كنت فين ياحبيبي ومبتردش علي فونك لي؟
ألقي بالحقيبه التي يحملها والتي بها قميصه وجاكت بدلته الملطخ بدماء ليل، بعدما ابتاع قميص أخري من أحد المولات، اتجه إليها يقبل يدها بهدوء مردداً بصوت ظهر به بحه واضحه : حبيبتي متقلقيش، أنا كويس، كنت محتاج أكون لوحدي شويه.
_طب أكلت، اكيد لا، انا هروح أجيبلك تاكل
واتجهت للمطبخ ولم تعطيه فرصه للحديث، التفت إلى رحيم الذي يتابع ما يحدث بصمت، اتجه إليه وجلس أمامه بصمت مماثل، حتي نطق رحيم بتهكم :
_ها قتلتها ولا لسه؟
نظر له آدم نظره غاضبه وهو يهتف بضيق :
_بتتريق؟
_طبعا بتريق، عشان ابني غبي للاسف وهيضيع كل حاجه من أيده.
رفع حاجبيه باستنكار وهتف :
_يعني انا اللي في الآخر طلعت غبي وغلطان، أنا!
تنهد رحيم بهدوء وهو يتسائل بعقلانية :
_آدم، زعلك وموقفك منها بسبب أنها كدبت عليك وطلعت متجوزه، ولا بسبب أنها متجوزه زين؟
صمت لثواني، ثم قال بوضوح :
_بصراحه، انا ممكن أتفهم كدبها عليا، أنها مقالتليش أنها متجوزه، رغم أني هفضل مضايق وشاكك فيها، بس عالاقل ممكن أعدي الموضوع، بس حكاية زين دي، صعب، صعب أني اكمل في علاقه مع واحده كانت مراته و قريبته، لا صعب.
_وده طبعا بسبب اللي عمله وحوار يحي.
_ايوه
_طب واي ذنب ليل؟ لي تاخدها بذنبه؟
هتف بضيق :
_عارف ان ملهاش ذنب، بس انا مش هقدر اتقبل الوضع، فكره انها كانت علي علاقه بيه في يوم صعب، وفكره اني مش اول واحد في حياتها، لا الموضوع اتعقد.
خرجت حور من المطبخ وهي تهتف :
_الاكل بيتسخن، ٣ دقايق ياحبيبي وهيكون جاهز... نظرت إلي وجوههم فهتفت...
_اي مالكم؟ كنتوا بتتكلموا في اي؟
هتف رحيم وحور تجلس بجانبه :
_أبداً ياستي، ابنك مضايقه انه مش أول حد في حياتها، وأنها كدبت عليه.
هتفت حور بهدوء  موجهه حديثها لآدم :
_حبيبي انت لي مش قادر تفهم وضعها، لي مش قادر تقدر كون الموضوع صعب، مش سهل انها تيجي تقولك انا متجوزه وتهد العلاقه اللي يدوب بدأت بينكوا، وموضوع اول واحد ده، مش مهم تكون أول واحد المهم أنك حالياً الوحيد اللي بتفكر فيه وفي قلبها، وتكون بتحبك بجد، وقتها صدقني هتنسي تماماً الشخص التاني.
زفر آدم بضيق مردد بحيره :
_مش عارف بس انتوا ممكن مش حاسين بالوضع الي انا فيه، عشان كده الموضوع سهل من وجهه نظركم.
ابتسم رحيم بهدوء مردداً :
_مين قال اننا مش حاسين، انا فاهمك يا آدم وكنت مكانك في يوم من الايام مع اختلاف الوضع لكن نقدر نقول ان هي هي الحكايه، تعرف ان حور كانت متجوزه قبلي.
اتسعت أعين آدم بدهشه وهتف بصدمة :
_ده بجد؟
أمسك رحيم بيدها كأنه يتأكد بكونها له هو الآن :
_ايوه، هحكيلك.
سرد رحيم ماحدث في الماضي بخصوص زواج حور، وعلاقتها مع رحيم وأكمل :
_عاوز أقولك أن حور في أول جوازنا كنت متأكد أن لسه في ذكريات جواها له، ولسه مفوزتش بمشاعرها كلها، بس لاني بحبها اتفهمت ده، وصبرت، وحاليا اقدر اقولك ان من سنين حور كلها وبكل جوارحها، ليا أنا وبس.
ابتسمت حور بحب وهي تربط علي يده :
_باباك معاه حق، لو بتحبها بجد هتسامحها وهتتفهمها، بس تكون متأكد انها مبتكنش مشاعر كتير لجوزها، لو حبت مشاعر بسيطه مش مشكلة مع الوقت هتروح، بس يكون رصيدك أنت أعلى عندها مش العكس.
تنهد بضيق وقال بشرود :
_متأكد أنها مش عندها اي مشاعر تجاهه.
هتفت حور بسعاده :
_يبقي خلاص مادام كده متحطمش علاقتكوا عشان اللي حصل، اغفر لها المره دي وعديها لها، بعدين زي ما قولتلك الموضوع مش سهل وانا كنت في مكانها في يوم، وبردو خليت علي أبوك أني كنت متجوزه، مع اختلاف الموضوع لكن الأساس واحد.
لا يعلم سر الراحه التي احتلت كيانه، ولكن ما يعلمه آن حديثهم قد طيب من جرحه، ابتسم ابتسامه طفيفه:
_حاضر يا ماما، هسمع كلامك واديها فرصة... ثم نظر لرحيم مكملاً... ده في حاله اني اقدر اتخطى الموضوع التاني.
تسائلت حور باستفهام :
_موضوع اي؟
ربت رحيم علي كتفها :
_بقلك اي مش قولتي اللي عندك قومي شوفي الاكل ولا هتحرقيه للواد.
قامت متجهة للمطبخ وهي تهتف :
_وزعني، وزعني ماشي سيبهالكم.
التفت لأدم يقول :

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now