الفصل العشرون

779 54 14
                                    


#أقوي فصول الجزء الثالث
#الفصل العشرون
#سلسة للقدر آراء أخرى ج٣
#ناهد-خالد
#وجوه خادعه
_أمه فين؟!
_ماتت من زمان، ربنا يرحمها.
شخصت أعين أدم في ذهول مردداً بخفوت:
_مستحيل.
تسائل مروان بعدما فشل في سماع ماقاله آدم :
_بتقول حاجه يا آدم!؟
فاق من شروده مردداً بجمود:
_لا مفيش، اسبقني أنت هعمل مكالمه واحصلك.
أومئ بالموافقة، وأخذ مالك متجهاً للفيلا، وقف آدم ثوانِ يفكر في الأمر يحاول فهم ماذا يحدث، أخرج هاتفه ضاغطاً علي اسم أحدهم، ثوانِ وصدح صوت الآخر يهتف :
_آدم باشا واحشني والله.
رد آدم بهدوء :
_ازيك يا مصطفي، اتمنى مكونش صحيتك.
أجابه مصطفي بمرح:
_بخير ياباشا والله، نوم اي بس هم اللي زينا يعرفوا النوم أنت عارف بقى شغل المباحث مبيخلصش.
هتف أدم بهدوء، وعقله مازال يعمل في ذلك الذي قاله مروان من ثوانِ :
_كان الله في العون، كنت عاوزك في خدمة.
رد الأخير بلهفه:
_أومرني ياباشا، ده أنت ياما خدمتنا.
صمت لثوانِ، ثم قال بجمود:
_فاكر الولا اللي اسمه يوسف، اللي قولتلك من فتره  تجيبلي تقرير عنه.
_طبعاً فاكر.
تسائل آدم باقتضاب:
_أنت متأكد من معلوماتك عنه؟!
رد مصطفي بثقه:
_طبعاً متأكد مليون الميه، الولا ده لسه نازل مصر من سنتين و ابوه وأمه وأخته بره في كندا، وهو كان معاهم، بس نزل ياخد الجامعه هنا، وكان في تجاره بس حول السنه دي حقوق، وعايش لوحده في بيت مأجره في كومباوند، بس دي كل المعلومات.
هتف آدم بهدوء يسبق العاصفه:
_لو قولتلك أنه مفهم أخويا ان أمه ميته، وأبوه عايش وعنده سرطان وهو بيراعيه، وساكن في شقه في عماره، ومقلوش انه كان في تجاره وحول، اي تفسيرك؟!
رد مصطفي بتوقع:
_أكيد وراه حاجه عشان كده بيداري عليه.
قال آدم بجمود :
_أو الحاجه دي أخويا هو المقصود فيها، أنه يحول من تجاره لحقوق في نفس السنه بتاعت مروان مش صدفه، وأنه يكون مبين له شخصيه غير شخصيته، يبقي الولا ده بيلعب علي أخويا، لي بقي!؟ أو اي  اللي ناوي يعمله معاه؟ أو مين اللي وراه؟ ، ده كله هنعرفه لما تراقبه، عاوز معلومات دقيقة عنه يا مصطفي، عاوز اعرف بيفكر في اي قبل ما يفكر.
_من عنيا ياباشا أراقبلك أمه الله يرحمها زي ماهو بيقول لو عاوز، اديني كام يوم وكله يبقي عندك.
هتف آدم بنبرة صارمة :
_يومين، معاك يومين، ده أخويا بقولك، مش هستني الحيوان ده يأذيه، رغم أن قلبي مش مطمن.
ابتلع ريقه بتوتر :
_تمام ياباشا، تمام.
أغلق معه الهاتف، وهو يردد بشر خافت:
_إما نشوف أي حكايتك يا يوسف باشا، وحياة أمي إن كنت ناوي تأذيه لأنسفك من علي وش الأرض.
لم يكن آدم بالشخص الغبي أو المهمل، ليترك فرد جديد يدلف للعائلة عن طريق أحد أفرادها دون تحري عنه، حينما أخبره مروان عن يوسف، أمر مصطفي أن يتحري عنه بعدما جلب اسمه بالكامل من سجل الجامعه، حينها أخبره مصطفى بمعلومات لم تضع يوسف في خانة الشك، خصوصًا وأنه لم يُشهد له ب أي سلوك سئ، ولكن لم يضع في حسبانه أنه يكذب علي مروان ويزور هويته، وإن كان كذلك، لما لم يغير اسمه! الأمر به لغز ما، وسيجده.
______________________
بعد مرور يومان.
مع نسيم الهواء المنعش وأشعه الشمس التي تزغزع عيونهم كانوا يجلسان بالحديقه، لينقطع الصمت حينما....
_مالك يا آدم أنت كويس؟
هتفت بها ليل وهي تستند علي صدر آدم بظهرها، وهو يحيطها بيده التي تلتف حول خصرها ويستند بظهره علي الارجوحه الموجوده بالحديقه ينظر أمامه بشرود، ليجيبها بعد تنهيده حاره وهو يستند بذقنه  علي رأسها :
_مفيش أنا كويس.
ردت باستنكار :
_لا طبعاً مش كويس، وكمان بعد التنهيده دي كويس ازاي! قولي بقي مالك؟
رد بخفوت مؤلم:
_قلقان، مش عارف الدنيا راحه بينا لفين، مش عارف اي مصير سيف، وحاسس ان في حاجة وحشه هتحصل قريب.
التفت له ومازال خصرها محاصر بيده، رفعت يدها تمررها علي ملامح وجهه المشدوده برفق، وهي تهتف :
_المشكله اني مش قادره أقولك اطمن، لأني عندي نفس الإحساس، بس اللي هقدر اقولهولك.....
أكملت وهي تفك إحدي يديه من حول خصرها وتمسك بها بيدها الأخرى ضاغطه عليها بقوة :
_اللي هقدر اقولهولك أن الفتره الجايه حرب، عشان نعدي منها لازم نكون ماسكين في بعض، نبقي سور محدش يقدر يعديه، عشان ميأزيش حد من اللي يخصونا وهم مش لهم ذنب، أنا معاك يا آدم، وجاهزة بكل قوتي أني أبدأ الحرب معاك امتي ما تبدأ.
نظر لها قليلاً ثم هتف بتساؤل:
_لي؟ أنتِ كمان الحرب مش معاكِ، تقدري تبعدي.
ابتسامه بسيطه زينت ثغرها :
_عشان أحمي عيلتك اللي بقت عيلتي، وأحمي أختي، آه أنا خدت حق بابا خلاص، بس مش هبعد إلا وأنت معايا، ومش هسيبهم يأذوا الناس أكتر من كده.
أكملت وهي تغمز بعينيها :
_بعدين دي مغامرة وأنا بموت في المغامرات.
ابتسم لها وهو يهتف بعشق وفخر جارفين  :
_أنتي حصن يا ليل، حصن منيع لكل اللي حوالينا، مهما بعدت أو مكنتش موجود معاكوا هبقي مطمن عشان أنتِ موجوده، حتي لو مُت هموت وأنا.....
وضعت يدها فوق فمه تمنعه من المواصله، وهي تهتف بضيق:
_بعد الشر عليك، بعدين أنا مش جامده أوي كده.
قرر الخروج من حالة الحزن هذه، ليمرر نظره عليها بنظرات جريئه هاتفاً بتلاعب:
_ مش جامدة ازاى بس قولي كلام غير ده !
شهقت بخجل من نظراته وحديثه، رفعت يدها تضربها بصدره هاتفه بحنق:
_ااادم، أنت بقيت وقح كده أمتي!؟
رفع حاجبيه بصدمه مطصنعه مردداً :
_اي ده! هي دي كده وقاحه !؟ لا واضح أنك متعرفيش الوقاحه اللي بجد، تحبي اعرفهالك!.
وقفت منتفضه بعدما أزاحت يده لتهتف بضيق وهي واضعه يدها بخصرها:
_يلا يا قليل الأدب، أنا الي غلطانه إني بتكلم معاك.
رد بذهول :
_أنا آدم الصياد يتقالي وقح وقليل الأدب، طب تعالى بقي أنا هعرفك.
وقف يقترب منها لتركض سريعاً من أمامه وهو يتبعها راكضاً بأرجاء الحديقه، تتعالي ضحاكتها وهي تصرخ به بالتوقف، وجدت رشاش المياه الخاص بالزرع لتأخذه سريعاً تفتحه موجهه إياه له، ليتوقف محله بصدمه والمياه تصتدم به، ضحكت بسعاده، لتبتلع ريقها بخوف بعدما رأت نظرته الغاضبه لها، تقهقرت للخلف بتوتر،لتلتف قدماها بسير الرشاش، ووقعت علي ظهرها، كادت تعتدل لتشهق بقوه من المياه التي تغرقها، رفعت عيناها وجدت آدم واقفاً أمامها يضحك بمرح وهو يصدر الرشاش لها، ظلت تدفع المياه بيدها تصرخ به للتوقف.
*************

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now