الفصل الثالث عشر

841 44 13
                                    

#سلسله للقدر آراء أخرى ج٣
#ناهد خالد
#وجوه خادعة
#الفصل الثالث عشر
صعدت درجات السلم وهي تفكر فيما قاله زين منذ قليل، شعرت بألمه وشعرت بمدي صعوبه الأمر عليه، لو لم يحدث كل  ماحدث، لما كانت ستبتعد عنه ولو بالموت، وتفهم جيداً ماكانت ستشعر به لو أراد هو البعد، لذا تفهم ما يحدث معه الآن، ولكن ما باليد حيلة سيظل وفاة والدها حاجز بينهما لن يمحيه الزمن، وجدت حياه تخرج من غرفتها هتفت علي الفور بمجرد رؤيتها:
_ليل أنا معنديش استعداد أفضل مش فاهمه كده كتير، أنا عاوزه أفهم كل حاجه لو سمحتِ.
نظرت لها قليلاً، ف حياه لاتدري أن ما تريد معرفته سيجلب لها الحزن وبالطبع سيؤثر علي علاقتها بزين، وستتغير نظرتها له :
_حياة حقيقي أنا تعبانه خلينا نأجل الكلام..
قاطعتها حياه بإصرار :
_لأ، لأ ياليل مش زي كل مره مش هنأجل حاجه، أنا أختك ومعرفش عنك حاجة تقريباً، ده طبيعي! يعني أي علاقتك بزين شبه منتهيه، وأي علاقتك ب آدم، وبتختفي فين، من حقي أعرف كل ده.
تعلم حياه جيداً ما أن تصر علي شئ لا تتزعزع عن موقفها مهما حدث، قالت بإرهاق:
_حاضر يا حياة، تعالي ندخل الأوضه.
دلفا للداخل وجلسا أمام بعضهما فقالت ليل وهي تستريح بإرهاق علي ظهر المقعد:
_اوعديني الأول أن طريقتك مع زين متتغيرش، أنا كمان الحقيقه هحاول اتعامل معاه علي أنه إبن عمي وبس وهحاول أنسى أي حاجه بمجرد خروجي من هنا.
تسارعت نبضات قلب حياه تشعر أن القادم لا يبشر بخير إطلاقاً، هتفت بتوتر وخوف:
_هو زين عمل أي!؟
سردت لها ليل بهدوء كل ماحدث، بدأ ً من وفاة والدها، لانقطاع العلاقه بينها وبين زين، لتعريفها ب عمار ومن ثم ذهبها له، ومعرفتها ب آدم وكل ماحدث معه، وهي تتابع تعابير وجهها حتي أنتهت، ووجدت حياة تنفجر بالبكاء وهي تهتف بتقطع أثر بكاءها :
_يعني... بابا مش اتقتل... لأن في منافسين له في السوق زي ما قلتوا.... ، وزين السبب.
اقتربت ليل منها تحتضنها بحنو وقالت بهدوء:
_حياة، زين غلط اة، بس حاول يصلح ده ووقتها بابا دفع التمن، وزين رجع تاني يشتغل معاهم خوفاً عليا وعليكِ، ولما جات له فرصه يبعد عنهم ويبقي ضدهم استغلها، بس المره دي حاول يستغلها صح، ومن غير أي خساير واتعلم من خطأه في المرة الأولى، الحقيقه اني مكنتش أعرف أنه رجع يشتغل مع الحكومه تاني، معرفتش غير من آدم.
مسحت دموعها وتسائلت :
_وأنت ِ ازاي آدم مزعلش منك لما شافك مع عمار؟
ابتسمت ليل وهي تتذكر ماحدث سابقاً وهو الذي أنجدها من غضب آدم الذي لو كان لم يعلم الأمر سلفاً لم يكن سيسامحها أبداً

فلااااش
بعدما استطاعت ليل أخيراً مصالحة آدم في ذالك اليوم الذي كانت في مكتبه بعدما تعافت، حينها أخذها آدم لإيصالها، كانت في سيارته تنظر له من حين لآخر، لا يعمل عقلها سوي علي فكره واحده فقط، ماذا سيفعل آدم لو علم الأمر؟ هي ليست مستعدة إطلاقا لتبقى شهر آخر تحاول مصالحته، وهذه المرة بالتأكيد سيأخذ الأمر شهور، وربما لن يسامحها أبدا ً، هتفت بتوتر كبير :
_آدم.
همهم مجيباً إياها وهو ينظر أمامه، لتقول بقلق من القادم :
_تعرف أن عمار مش هو زعيم المنظمه هنا في مصر؟
نظر لها بجانب عينيه وهو يركز علي الطريق قائلاً :
_وأنت ِ عرفتي منين؟ ده فارس نفسه قال إنه زعيم المنظمة ومحدش أعلي منه.
تمسكت بجانب باب السياره بقوة وهي تنزوي بعيداً عنه وهتفت بخفوت:
_لا أنا متأكده إن في أعلي منه، وعمار كان حريص أن محدش يعرف ده.
نظر لها متسائلاً بتهكم:
_وأنت ِ بقي اللي عرفتِ ولا استنتاج، ولو عرفت ِ مين اللي قالك؟
ردت وهي تبتلع ريقها تلتصق بالباب أكثر :
_عمار هو اللي قالي.
هدأ من سرعة السياره وتوقف بها بجانب الطريق، التف ينظر لها والشرار يتطاير من عينيه، لو طالها سيحرقها بالتأكيد :
_نعم ياختي! عمار مين اللي قالك!
ابتسمت ببلاهه تجيب ببراءة حمقاء :
_عمار الدميري يا آدم أنت نسيته!
هدأ من نفسه بصعوبه وهتف من بين أسنانه  :
_وأنت ِ عمار يعرفك منين؟ وأي اللي يخليه يقول ليك ِ حاجه زي كده ؟
ردت سريعاً بغباء دون أن تحسب ما تقوله:
_ماهو بيحبني.
_بي أي ياروح أمك!
صرخ بها آدم بعنف يمد يده ليمسك يدها تزامنًا مع فتحها لمقبض الباب وترجلها سريعاً من السيارة، ليزمجر بغضب ك الأسد الجائع، فهذه الفتاه ستتسبب بجلطة له يوماً ما، ترجل هو الآخر يلتف حول السياره ليقترب منها، لتتجه سريعاً للسور القصير الفاصل بين الطريق القادم والطريق الذاهب، وتصعد عليه بحذر تقف أعلاه غير مراعيه لعيون من في السيارات علي كلا الطريقين التي تنظر لتلك المجنونه باستغراب، توقف هو يضغط علي شفتيه بغضب مردداً :
_انزلي يابت.
_مش نازله.
هتفت بها بنبرة مرتعبه من مظهره، هي لا تعلم ماذا سيفعل بها لو طالتها يده، بالتأكيد ستمكث في المشفي لأيام أخري، هتف بضيق:
_بطلي غباء أنتِ لسه شايله الجبيره من رجلك وأصلا بتعرجي وو....، أنتِ طلعتي ازاي عندك أصلا برجلك ودراعك دول!
قالها بذهول ما أن انتبه لحالتها، لتتسع عيناها بدهشه مردده بغباء، كابح هو ابتسامته من الظهور:
_أي ده! أنا طلعت ازاى فعلآ! بس أكيد ربنا ساعدني عشان لو مسكتني هتتغابي عليا وأنا مش قدك.
قالت الاخيره وهي تشير بأصبعها علي نفسها وتعابير وجهها متجعده، هتف بدهشه:
_هتغابي عليكِ؟! أنا بتغابي!  صمت قليلاً ليتنفس بهدوء قائلاً :
_طيب انزلي فرجتي علينا الناس، وممكن تتقلبي من عندك.
نظرت للأسفل لا تعلم كيف تنزل تشعر بأنها حتماً ستزل قدماها، فقالت برجاء طفولي:
_ممكن تيجي تنزلني.
_انزلي زي ما طلعتي.
قالها ببرود وهو ينظر لها، نظرت للأسفل ثانية تحاول النزول ولكن تملك منها الخوف تشعر إن وضعت إحدي قدماها بالأرض ستنقلب قبل أن تضع الأخرى، فنظرت له ثانية :
_آدم بليز تعالي نزلني.
دار ابتسامته واتجه إليها، وضعت يدها علي كتفه وحملها هو من خصرها منزلاً إياها، لتبتعد فوراً عنه قائله بخوف:
_بص أنا هفهمك بس اهدي ماشي!؟

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now