الفصل الرابع

862 54 6
                                    

وجوه خادعة
سلسة للقدر آراء أخرى
ناهد خالد
الفصل الرابع
صعد آدم لغرفته وكاد أن يتجه للمرحاض ليستمع لرنين هاتفه، اتجه إليه ليجد أنه رقم غير مُسجل، فتح الخط مجيباً :
_ألو
_أدم الصياد معايا؟
_ايوه انا، مين معايا؟
صمت لثواني تابعه صوت المتحدث الهادئ يقول :
_انا زين الالفي.
احتل الوجوم والغضب وجه آدم، وقبض كف يده علي الهاتف حتي كاد يُهشمه، وقال من بين أسنانه:
_عاوز اي ؟
هتف زين بهدوء :
_عاوز اقابلك بكره، ينفع؟
_بينا اي عشان نتقابل؟
هتف زين بنبرة ذات مغزي:
_بينا كتير، اولهم حوار يحي، مش حابب تعرف الحقيقه؟
صمت آدم لثواني يفكر في حديثه، وأتت صورة ليل بعقله، فربما ان صدقت في حديثها وزين ليس له علاقة بما حدث ل يحيّ سيكون ذلك في صف علاقتهما لحد ما، زفر بضيق مرددا ً باقتضاب :
_اقابلك امتي وفين؟
_دلوقتي لو ممكن؟
_تمام فين؟
_في كافيه *****
أغلق أدم الهاتف دون كلمة أخري، فهو بالأساس لايتقبل فكرة أنه سيقابل أكثر شخص يمقته في حياته وتسبب له بأذي بالغ، تنهد بعمق يحاول تهدأه نفسه واتجه إلى الأسفل مرة أخرى دون أن يغير ثيابه، متجهاً لمقابلة (زين الألفي)
____________________
اتجهت ناحية الشرفة ببطئ وهي تبتلع ريقها بتوتر وحينما وصلت وكادت تزيح الستار وجدت الستار يُزاح فجأه ويظهر من خلفه شخص ما لم تتضح معالمه بسبب الظلام، اقترب منها بثانية ووضع يده يكمم فمها ويحيط جسدها باليد الأخري يمنع تحركها، اتسعت عينها بذعر، وأصاب التوتر سائر جسدها الذي ارتجف بعنف، استمعت لصوت حمزه يخرج من الهاتف وهو يهتف بها :
_وعد.... وعد أنت ِ روحتِ فين؟.. وعد
اقترب منها هذا الغريب حتي وصل لأذنيها وتمتم بنبرة ظهر بها الخمور :
_أخيراً، وقعتي في ايدي وعد هانم.
شعرت وكأن الهواء سُحب من جسدها، وتصلبت أطرافها، واتسعت عيناها بذعر جلي، اقترب منها أكثر و أكثر وهو يقرب أنفه من شعرها يشتم رائحته وهتف بانتشاء وهمس : فاكره ان مديرك اللي مظبطه معاه ده، كلامه اللي قاله وقتها فرق معايا، هو كده هددني مثلاً، وانا المفروض اني اخاف وأكش وأبعد عنك صح.
تابع حديثه بضحكه ساخره، وهنا تعرفت وعد علي هويته، وعلمت انها إن لم تستعيد نفسها سيحدث ما لم تحمد عقباه، خصوصاً وهي تعلم أن من أمامها الآن منبع القذارة والوقاحه، تحركت بعنف بجسدها تحرره من قبضته ونجحت في ذلك وهي تدفعه بعيداً عنها، وساعدها عدم اتزان جسده بسبب المشروب، تحررت من قبضته تماماً، فهتفت بارتعاش وانفاس متسارعة : أنت.. ياحيوان ازاي تسمح... لنفسك انك تدخل أوضتي وتمسكني بالشكل المقرف ده.. انت اتجننت!.. وبعدي..
وضع يده علي رأسه بانزعاج وهو يدور حول نفسه بحركات غير متزنه أثناء حديثها، حتي صرخ بعنف فجأه يقاطعها وهو ينظر لها يغضب ويقترب منها ممسكاً يدها : هششش... اسكتي بقي.. أنتي مفكرة أي! ها أني.. هسيبك عادي!.. انا مفيش واحده أعوزها وتعاندني، ومش علي آخر الزمن هتيجي واحده زيك تعصي عليا، واللي ميجيش بالزوق ييجي بالغصب.
نفضت يدها بغضب اشتعل بداخلها وأخذت تمزق أكمام منامتها المنزليه وعبثت بيدها في شعرها بعنف، وهو يطالعها بعقل غير واعي لما تفعله واندهاش، توقفت فجأه وهتفت بغضب صارخ : تمام انت عملت اللي عاوزه، وانا كمان هعمل اللي المفروض يتعمل وهصوت والم عليك اللي في البيت، وتبقي فضيحه و يالهوووي، اااااالحقوني، ياباااباا، الحقووووني.
اقترب منها سريعا يحاول اسكاتها ولكنها كانت تتلوي منه ولم تكف عن الصياح، إلا حينما انقتح باب الغرفه بقوة ودخل والدها وزوجته ورأها تصرخ والآخر يحاول إسكاتها وهو يحيطها وهي تتحرك بعنف، دلف والدها سريعا واتجه له يبعده عنها، فارتمت هي علي الفراش تبكي بعنف حقيقي لما تعرضت لها ولما اضطرت أن تفعله.
هتف مدحت والد وعد بغضب وهو يقف أمام عمرو : أنت مجنون، أنت أي اللي جابت أوضه بنتي، وازاي تعمل كده يا حيوان، أنا هوديك في داهيه.
اقتربت منه جيهان زوجته وهي تقول بقلق علي أخيها :
_حبيبي اهدي مش كده ال..
قاطعها مدحت بغضب وهو يلتفت لها :
_أنتِ اتجننتي، هي دي فيها اهدي، أنتِ متخيله اي اللي كان هيحصل، واللي أخوكِ كان ناوي يعمله، وتقوليلي اهدي.
التفت إليه مكملاً بتهديد :
_أسمع البيت ده متعتبوش تاني، وبنتي متقربش منها نهائي، وإلا هيبقي ليا تصرف تاني معاك أنت فاهم، وده بس عشان أنت في الآخر أخو مراتي، لكن قسماً بالله المره الجايه ماهعمل اعتبار لأي حاجه، غور اطلع بره البيت ده فوراً.
فر عمرو سريعاً من أمامه وخرج من الفيلا بأكملها، اقتربت جيهان من مدحت تهتف بحنق :
_يعني اي تطرد أخويا وكمان...
قال لها بغضب :
_أنت ِ لكِ عين تتكلمي، ثم هو اي اللي دخله هنا؟
هتفت بتلعثم :
_هو... هو كان عندي وأنت في أوضه المكتب، بعدين قالي أنه تعبان ومش قادر يروح، وكان سهران بره قبل ماييجي وباين كان سكران، خوفت عليه يمشي كده، فقلتله يبات هنا النهارده.
اتسعت عيناه بغضب :
_يبات هنا!! يبات هنا وفي بنت في البيت وأنت ِ عارفه وساخة أخوكِ، أنتِ واضح أن الحريه اللي مديهالك فهمتيها غلط، من هنا ورايح أي حاجه تحصل تاخدي أذني الأول أنتٍ فاهمه.
هزت رأسها بخوف فهذه اول مره تري هذا الوجه منه
وفرت سريعا من أمامه متجهه إلى غرفتها.
التفت ل وعد واقترب منها يجلس أمامها علي الفراش يضع يده علي شعرها يعيد ترتيبه وهو يهتف بحنان :
_حبيبتي أنتِ كويسه؟
نظرت له بعيونها الحمراء من البكاء وهتفت بشفاه مرتجفه :
_حبيبتي! أول مره تقولها من وقت ما ماما ماتت.
اقترب منها يحتضنها بحنان افتقدته من سنين :
_عارف أني مقصر معاكِ، بس أنتِ اللي بعدتي، أنتِ اللي اعتكفتي يا وعد، وبقيتي بتعامليني وكأني عدوك.
هتفت وهي تبعتد عنه قليلاً :
_عشان مقدرتش اتقبل أن تيجي واحده تاخد مكان ماما، وخصوصا أنها أكبر مني بحاجات بسيطه، وكمان مش كويسه وأنت عارف ده، وكانت بتتعمد تدايقيني، وأنت دايما كنت بتصدقها وتكدبني، وتضربني وتزعقلي عشانها، هي متعمده تبين لي أنها مسيطره عليك وخدتك مني.
_محدش يقدر ياخدني منك، بس في حاجات أنت ِ مش فاهماها، بس خلاص من هنا ورايح هرجع معاكِ زي الاول وأحسن كمان.
ابتسمت ابتسامه طفيفه وهزت رأسها فاقترب منها وطبع قبله علي رأسها وقام متجهاً للخارج، نظرت للهاتف صدفة فتذكرت أمر حمزه، فتحته سريعاً لتجد المكالمة مازالت مفتوحه، هتفت بارتعاش :الو
وصلها صوته الهادئ المثر للذعر :
_اي اللي بيحصل ده؟
_____________________
وصل أدم للكافيه المنشود فوجد زين يجلس علي أحد الطاولات، زفر بحنق واتجه إليه جلس أمامه ولم يتفوه بحرف، نظر له زين قليلا ثم هتف مباشرة :
_أنا مليش علاقه باللي حصل ليحيّ.
ابتسم أدم بسخريه مرددا بكره ظهر في عينيه :
_والله! ده أنت بنفسك اللي عملت اللعبه إياها وأنت بنفسك اللي أدتني المسدس.
_حلو، أنت قولت اهو أنا اللي أديتك المسدس، قولي بقي المسدس اللي أنا أديته ليك، هو اللي أنت استخدمته.
صمت أدم قليلاً ليهتف بعدها :
_لا مش هو، الزفت اللي اسمه سعد خده واداني واحد تاني.
_بالضبط هنا مربط الفرس، أنا وقتها أديتك مسدس من معايا أنا عشان تقتل بيه يحي، لكن اللي حصل أن زي ماقلت سعد غيره، المسدس بتاعي كان الرصاص اللي فيه يصيب ميقتلش.
قطب أدم حاجبيه باستغراب :
_ازاي ده؟
هتف زين بثقه :
_تعرف اي عن خرطوش LR 22.
ضيق أدم عينيه بشك :
_أعرف أنه خفيف، وعشان تقتل حد بيه هتحتاج ٦ رصاصات منه، يعتبر أسوء أنواع الرصاص، وغالباً بيستخدم في الاشتباكات أو المواقف اللي بيطلب فيها أنك تثبت العدو مش تقتله، رصاصة او اتنين كافلين يعملوا نزيف بسيط جداً وطبيعي الشخص بيفقد وعيه.
ابتسم زين ابتسامة ذات معني، وصل مغزي الحديث لآدم لتتسع عيناه بصدمة مردداً :
_أنت قصدك أن المسدس اللي ادتهولي الرصاص اللي فيه كان من النوع ده؟
هز زين رأسه بموافقة :
_اه يا آدم، أنا مكنتش عاوز أقتل يحيّ بالعكس أنا عندي أوامر مقتلوش.
ردد بشرود وهو مازال تحت تأثير الصدمه :
_من مين؟
_مش مهم، المهم تعرف اي اللي حصل يومها، أنا وعليّ اتفقنا أننا هنفذ خطه عمار، بس نحط رصاص يخليه يتجرح اه ويغمي عليه بس ميموتش، خطتي كانت أنك أكيد هتاخد يحي معاك بعد ما تقتله وسعد ورجالته يمشوا، وقتها أكيد أول ما هتقرب منه هتلاقيه بيتنفس وقلبه بينبض، حتي وإن كان ببطئ شويه وده طبيعي، وقتها أكيد هتعرف أنه حي، بس المشكله اللي واجهتنا أفرض سعد حب يتأكد أن يحيّ مات، فجيبنا واحد تبع جهاز المخابرات بيصنع قنابل ورصاص وحاجات من دي، بس أي عبقري، حط لينا ماده في الرصاصة بتخلي الأعضاء تتوقف لمدة عشر دقايق من دخول الرصاصة الجسم ، وبعدها ترجع كل حاجه تشتغل تاني، عشان كده أديتك المسدس اللي معايا، وعملنا كل حاجه زي ما عمار خطط، بس اللي مكنتش عامل حسابه حاجتين، أن الزفت سعد يبدل المسدس والصراحة مش عارف ده شك فيا ولا صدفه، وأن المكان ينفجر بعد خروجك منه، واللي برجحه أن يكون سعد بدل المسدس صدفه وإلا أي اللي يخليه يفجر المكان، لو هو شك أن المسدس بتاعي ممكن يكون مغشوش، فهو بدله يعني يحي مات، لي يفجر المكان، وممكن يكون تفجير المكان من ضمن الخطه، عشان يحرق قلبك أكتر، أنك حتي معرفتش تاخد جثته، طبعاً اتفاجئنا باللي حصل وأنت فهمت أني السبب في موته بس لا.
سأله أدم باستفسار صريح:
_أنت مع مين بالضبط يازين؟
تنهد بهدوء وهو يستعد للإجابة :
_حالياً معاكم، بص يا أدم أنا لحد بعد موت عمي ب سنة وأنا كنت معاهم، عمي قبل مايموت عرف شغلي وقرر يخرجني منه عشان يحميني من مصير أسود مستنيني، وأنا رحبت بده بعد ما أقنعني، والصراحة ضغط عليا ب ليل، وفعلا فكرت أنها لو عرفت مستحيل تبص في وشي، وهبقي خسرتها للأبد، وأنا معنديش استعدادا لده، وافقت وهو كلم صاحب له في المخابرات، بالمناسبه هو اللواء اللي بيرأسكم، واتفقنا معاه أني اشتغل معاهم مقابل إني أطلع سليم، بس اللي حصل أنهم مقدروش يمنعوهم أنهم يقتلوا عمي لما كشفوني، هددوني وقتها وأنا مسمعتش ليهم واللواء أكد ليا أنه هيحميني، بس للأسف معرفش، وعمي مات، وقتها بعدت عنهم وقررت أكمل مع المنظمه، وده عمل فجوة كبيرة بيني وبين ليل، كون أني شغال مع اللي قتلوا أبوها، مش سهل أنها تتقبل ده، ومعاها حق، بس أنا وقتها كنت شايف أن ده الضمان الوحيد أني أعيش بسلام وأحميها، لكن بعدها جه اللواء وكلمني تاني وطلب مني أرجع ليهم وعرفني أن عليّ معاهم، وده طمني نوعاً ما، أن علي بقاله فتره ومش اتكشف، وبصراحه المره الأولى أنهم كشفوني كان من غبائي، فرجعت، ووقت اللي حصل مع يحي أنا كنت معاكم، فاكيد مش هكون سبب في قتله، بس كل خطتنا اتلغبطتت، وعلي فكرة أنا و علي كنا مضطرين نمشي علي خطة عمار، مكنش عندنا استعداد يشك فينا، واحنا ممسكناش حاجه عليه، كانت كل حاجه هتبوظ، بس دي كل الحكايه.
قطب حاجبيه بتساؤل :
_تمام بس أنت لي قررت تقولي دلوقتي؟
تنهد بهدوء ونظر إليها قائلا :
_عشان ليل، عشان لو قررت أي حاجه تجاهه مبقاش أنا سبب فيها، أنا عارف أنك مكنتش موافق علي خطوبه أسر وحياه بسببي، وعارف أن كون ليل قربيتي فده هيبقي عقبه، وكمان كفايه كره تجاهي لحد كده.
_مقولتليش من زمان لي؟
_عشان لازم عمار واللي حوليه واي معلومات بتوصلوا عنكوا وعنك أنت بالذات، تقول أنك بتكرهني وأني عدوك، فاكر يوم ماقابلتني في الشحنة اللي حد منكوا بلغ عمار بأنكوا هتهجموا، يومها بصتلي بنظره كره، عمار لاحظها، عمرها ما كانت هتبقي حقيقيه كده لو أنت عارف الحقيقة مهما حاولت تمثل هتبان، عمار مش سهل.
_مين الخاين اللي بينا! تعرفه؟
زم شفتيه بضيق :
_للأسف لأ، ولا عليّ، عمار بيتواصل معاه هو بس، مش مدخل أي حد بينهم، حريص جدا لأبعد حد، مش سهل نعرفه.
صمت دام لثواني قطعه آدم بسؤاله :
_لسه بتحبها؟
رغم سهوله السؤال، ولكن الإجابة أصعب ما يكون، ورغم سهولة إلقائه، إلا أن أدم شعر بغصه مريره ووجع يقتحم قلبه لنطقه إياه.
حك زين مؤخرة رأسه بيده وقال بتروي:
_أدم، اعتقد أن اللي يهمك أي طبيعة علاقتي بيها حالياً، واللي أقدر أقوله أن أنا وليل زي المطلقين بالضبط وده من يوم وفاة والدها يعني نفس يوم كتب الكتاب، وجودنا مع بعض صوري بس، ولدواعي أمنيه، يعني ليل حرة.
رد أدم بإصرار :
_لسة بتحبها؟
زفر زين بضيق وهو ينظر له بغضب:
-قولي أنت، ٢٠ سنه بتحب شخص، هل من يوم وليله هتكره، ممكن مع الوقت تبتدي تتعلق بحد تاني اه، لكن مادام الشخص ده لسه معاك أكيد مش هتكره، لكن أأكدلك مع مرور الوقت كل شئ هينتهي، بعدين مش مهم أنا بحبها ولا لا، المهم هي بتحب مين وعاوزه مين، مين اللي جريت وراه وسابت جوزها واقف، ومين اللي كانت في المستشفي بسببه.
هز أدم رأسه إيجاباً ومن ثم وقف مردداً:
_عداوتي انتهت معاك يابن الألفي، وزي ما هي قالت عداوتي معاك باطلة من الأساس، لو احتجتني في حربك معاهم هتلاقيني.
ابتسم زين ووقف مقابلاً له :
_أكيد هحتاجك، من اليوم هكون علي تواصل معاك بس بحذر، وياريت لو تصلح أمورك مع ليل عشان تكون همزة الوصل ما بينا من غير ما حد يلاحظ.
رد باقتضاب :
_سيبها لظروفها، سلام.
نظر زين لأثره وردد :
_ياريتني كنت أقدر آقولك أني مهما قابلت عمري ما هنساها، ولا حبي هيقل ليها سنتي، المفروض تكون فهمت أن اللي يحب ٢٠ سنه، يبقي حبه خالد.
استقل أدم سيارته واستند برأسه علي المقعد مردداً:
_بقي اللي كل الفتره دي فاكره شيطان وعدو، يطلع ملوش ذنب في حاجه، واللي أمنتالها ومشيت معاها مغمض، تطلع بتخدعني، واضح أني لسه ياما هشوف.
__________________________
وصل أسر للمكان المحدد والذي كان عباره عن مكان نائي قليلاً به بيت لم يكتمل إنشائه، ظل يلتفت حوله حتي وجد هاتفه يعلن عن اتصال، نظر لشاشته وجده رقم غير مُسجل، ضغط زر الإيجاب
_ألو
_اطلع ياباشا البيت اللي واقف قدامه الدور التاني.
التفت أسر واتجه ناحيه البيت وأخرج سلاحه بحذر واتجه ببطئ للأعلي تحسباً أن يكون فخ له، وصل الطابق المنشود ، وجد رجل يبدو في أواخر الثلاثينات وغز الشيب بعض شعرات رأسه، وجده واقف وكأنه بانتظاره وهتف :
_نزل سلاحك ياباشا متقلقش الدار آمان.
أنزل أسر سلاحه واتجه أليه مردفاً:
_ها، اي اللي معاك؟ ووصلتلي ازاي؟
ابتلع ريقه وأردف بلكنه شعبيه :
_بص ياباشا أنا ابن خالة محمود الله يرحمه، وهو كان شغال مع اللي مايتسموا، بس هو للامانه كان صعبان عليه الناس من البلاوي اللي هم بيعملوها، المهم اللي حصل ده مش أول مرة، حصلت قبل كدة مرتين أو تلاته، بس خفافي، يعني جتتين تلاته مش عشرة، وبعدين كانوا بيدفنوهم في أراضي خاصه بيهم، ولا من شاف ولا من دري، وهو كان بيتعب كل مره بعد ما يشوف اللي بيحصل للناس، وضميره مكنش بينيمه، واليوم إياه مقدرش يسكت أكتر من كدة، وطلع تليفونه من غير ما يشفوه وصورهم واحد واحد، ولما كلم سعادتك قالي عشان كان خايف يكشفوه ويقتلوه، قوم اي راح لواحد بتاع موبايلات وخلاه يبعتلي الفيديو علي تلفوني وقلي يا شكري..
قاطعه أسر متسائلاً :
_مين شكري؟
_أنا ياباشا محسوبك شكري عبد الحميد بسيوني، عندي ورشه في...
قاطعه أسر بنفاذ صبر:
_انجز.
_حاضر حاضر لامؤاخذه، المهم قلي لو جرالي حاجه تودي الفيديو ده للرقم اللي هبعتهولك، اللي هو رقم سعادتك وأقولك متعرفش حد، بس ياباشا دي العباره.
_تمام يا شكري، فين الحاجه.
أخرج هاتف صغير من جيبه :
_اهي ياباشا الفيديو هنا، بس لا مؤاخذه يعني التليفون يعني حضرتك هتاخده وهو بتاعي وممعيش أجيب غيره، زي ماسيادتك عارف العين بصيرة والأيد قصيرة و..
_خلاص، خلاص يا شكري بقي، أمسك
أخرج من جيبه رزمة أوراق عمله وأكمل وهو يعطيهم له:
_دول١٠٠٠٠جنيه كنت جايبهم ليك حلاوة الامانه. اعتبرهم مكأفتك مننا.
أمسكهم سريعاً بابتسامه واسعه مردداً بفرح :
_من يد ما نعدمها ياباشا.
فتح أسر الفيديو واتسعت عيناه لما يراه

وجوه خادعة (للقدر آراء أخرى ج٣)Where stories live. Discover now