استغلال

7.6K 436 15
                                    


" هادي "

ذهبت لمقابلته في هذا الكافيه ، و وجدته جالسا منتظراً على طاولة بعيدة نسبياً ومنزوية ويقبع أمامه كوب من القهوة، و كانت ملابسه أرقى من ذي قبل فقد ظهرت عليه النعمة سريعاً وأصبح شكله يناسب كثيراً المكان الذي يجلس فيه وكأنه معتاد على مثل هذه الأماكن، دخلت عليه مباشرةً وجلست أمامه بعدما ألقيت التحية.

- ازيك يا هشام اخبارک ايه ؟!

رد مع ابتسامة هادئة :
- الحمد لله تمام .

أشرت لهيئته وأنا أقول :
- فعلا مهو باين عليك جدا .

قابل كلمتي بنفس الابتسامة ثم أشار للنادل ، الذي جاء في الحال وطلبت منه قهوة فرنسية ، ثم ذهب لأحضارها ، لأعود بعدها مرة أخرى لِمُضِيفِي وأُكمل حديثي:

- خير يا هشام إيه بقا الموضوع المهم اللي مش قادر تصبر عليه لحد منرجع الكلية دا ؟!

- مستعجل كدا ليه ؟! أدينا بندردش شوية ، قولي أنت أخبارك إيه وبتعمل إيه في الأجازة ؟!

زفرت بضيق قائلا :
-هشام ! ياريت تدخل فى الموضوع على طول عشان زي مقولتلك أنا مش فاضي .

- تمام.. خلينا ندخل فى الموضوع ، الصراحة انا عرفت من قريب أنك صاحب أمير الزهار وقريب منه أوى وكمان خاطب أخته .

اندهشت من معلوماته ليس لأنه يعلمها فهي على كل حال لم تكن سراً ولكني اندهشت من اهتمامه، فأنا أعلم أن أمير يعرفه جيداً وذلك لشهرته وتفوقه وأيضاً لسمعته مع الفتيات، ولكن لم أتوقع أن هشام يعرفه فهو لا يحضر كثيراً و....
قطع تفكيري النادل الذي أحضر القهوة وانصرف ، ثم قلت بتعجب:

- وأنت تعرف أمير منين ؟!

- أكيد طبعا لازم أعرفه ، دا اسمه بس تصريح مطلق لأي حاجة جوا الكلية ويمكن الجامعة كمان ، الحقيقة اللي عرفته قريب هو علاقتك بالعيلة دي، ودا شئ أسعدنى جدا أن صاحبى يكون له علاقة قوية كدا بالأستاذ رفعت الزهار أستاذنا كلنا.

وختم كلامه بأبتسامة مستفزة جداً

- بغض النظر عن كلمة صاحبي دي عشان إحنا مش صحاب ، بس أنا حقيقي مش عارف أنت جايبنى هنا ليه ؟! ومهتم كدا ليه بعيلة الزهار ؟!

اقترب منى أكثر وكأنه سيفصح عن سر حربى وقال :
- الحقيقة يا هادي أنا عايز منك خدمة ،هى صعبة شوية بس هتبقى جميلة مش هنسهالك العمر كله .

- خدمة ! خدمة أيه بقا ؟!

- أنا عايز أتدرب في مكتب الزهار .

صدمني طلبه ، ولكن أكثر ما صدمني حقا هي جرأته وطريقة تفكيره ، فاجأة يعتبرني صديقه ويتعشم أن ارشحه يعمل عند حماي ،فمن يفكر حاله ذلك المتعجرف غريب الأطوار ، فكرت قبل أن أرد فالردود المناسبة له فى هذا الموقف حتما لا تليق بهذا المكان ، لذا فتمالكت أعصابى وقلت من بين أسناني :

جنّة إبليس Where stories live. Discover now